مع توقف الجولة السابعة... هل فشل مسار فيينا في حل أزمة الملف النووي الإيراني؟

في الوقت الذي توقفت فيه المباحثات الأمريكية الأوروبية الإيرانية في فيينا حول الملف النووي، طرح البعض تساؤلات بشأن إمكانية فشل المسار وإمكانية أن يكون هناك سيناريوهات جديدة.
Sputnik
والجمعة الماضية، أعلن المنسق الأوروبي لمحادثات فيينا إنريكي مورا، انتهاء الجولة الحالية من المفاوضات، بين القوى الدولية الكبرى وإيران، مشيرا إلى أنه تم التوافق بنسبة 80 بالمئة حول مسودة الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي.
مسؤول أمريكي: إيران تطالب بإلزام الرئيس المقبل بالاتفاق النووي
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، قبل أيام، أن بلاده لم تطلب وقف مفاوضات فيينا مع القوى الدولية حول الاتفاق النووي، مشددا أن قرار تعليقها مؤقتا اتُخذ بشكل جماعي بسبب عطلة عيد الميلاد.

مفاوضات فيينا

وقال خطيب زاده، في بيان تعليقا على تصريحات دبلوماسيين أوروبيين، إن إيران طلبت وقف المحادثات مؤقتا "على عكس ادعاء الجانب الغربي بأن إيران طالبت بوقف المحادثات، تدرك كل من الدول الغربية وأعضاء مجموعة 4 +1 تمامًا أن موعد وقف المفاوضات اتخذ بشكل جماعي، مع مراعاة عطلة عيد الميلاد والعام المسيحي الجديد".
وأشار خطيب زاده إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها الغرب إلى تشويه الحقائق وتسريب معلومات كاذبة"، مؤكدا أن "الدول الأوروبية الثلاث ربما سعت من خلال هذا الادعاء للتغطية على طلبهم للعودة مبكرا إلى عواصمهم ووقف جولة المفاوضات".
وتابع المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية "يتوجب على الدول الأوروبية الثلاث إظهار الجدية والتصميم على تقدم المحادثات، بدلاً من الإصرار على لعبة إلقاء اللوم على الآخرين غير المجدية".
وقال المبعوث الأمريكي لشؤون إيران روب مالي، إن طهران تطالب بإلزام الرئيس الأمريكي المقبل بالاتفاق النووي. وأوضح أن إدارة بايدن لا يمكنها أن تُلزم رئيس الولايات المتحدة المقبل بالاتفاق.
السفير السعودي لدى فيينا يدعو إيران لعدم المماطلة بشأن الاتفاق النووي
وحذر المسؤول الأمريكي من أن الوقت المتبقي من أجل العودة للاتفاق النووي مع طهران بدأ ينفد، وهو ما يزيد من خطر "تصعيد الأزمة".
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين الماضي، ألا موعد ثابتا لاستئناف محادثات فيينا بشأن النووي، وفقا للعربية.

مباحثات قائمة

اعتبر الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، أن الحديث عن فشل مفاوضات فيينا غير دقيق، حيث من المقرر أن يتم استئناف المباحثات مرة أخرى في فيينا بعد رأس السنة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تأجيل المفاوضات جاء بعد تقديم الطرفين الإيراني والأمريكي لطروحاتهم، وأجندتهم لكيفية حل العقدة والأزمة الراهنة بين الطرفين.
وكالة: أطراف اتفاق إيران النووي تجتمع لتأجيل المحادثات
وتابع: "عادت الوفود إلى بلادها للتسيق ودراسة المشاريع المطروحة،قبل العودة مجددًا للجولات المقبلة للمفاوضات ولربما لتوقيع اتفاق بين الطرفين فيما يخص الملف النووي".

جولات أخرى

بدوره اعتبر الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، أنه من المبكر الحديث عن فشل مسار آلية فيينا في تسوية الملف النووي الإيراني، باعتبار أن هذه أول جولة بعد انتخاب إبراهيم رئيسي وانتقال السلطة من حسن روحاني المعتدل للرئيس الجديد المحافظ.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، حسن روحاني هو أكثر الرؤساء الإيرانيين اعتدالا ورغبة في تهدئة الأجواء مع الولايات المتحدة الأمريكية، مضى إلى 6 جولات من المفاوضات، وفي حكومة رئيس متشدد من المتوقع أن لا تشهد الأمور أي انفراجة على الأقل في الجولة الأولى والثانية.
بلينكن: إيران لا تبدو جادة بشأن العودة إلى الامتثال للاتفاق النووي
وتابع: "هذا يتعلق باعتبار أن الجولة السابعة هي الأولى في عهد الرئيس إبراهيم رئيسي وليست جولة تكميلية، لأن إيران رفضت البدء من مسودة الـ 20 من يونيو 2021، وهو موعد انتهاء الجولة السادسة في مسار فيينا". واستطرد:
"بالتالي إذا كانت إيرن رفضت أن تبدأ من حيث انتهى حسن روحاني، يعني ذلك أنها بصدد تقديم أوراق أو مسودات عمل للبناء عليها، واعتبار أن المفاوضات تبدأ من الجولة السابعة وليست جولة أخرى لذلك أعتقد من المبكر الحديث عن فشل التسوية".
ويعتقد أبوالنور، أن هناك إمكانية لتوصل الطرفين لتسوية مباشرة في فيينا لكن على المدى المتوسط والبعيد وليس على المدى القريب.
وأواخر الشهر الماضي، تم استئناف المحادثات في فيينا بهدف إحياء الاتفاق الموقع في 2015 والذي انسحبت منه واشنطن عام 2018، وأعادت فرض عقوبات مشددة على طهران.
وتشترط طهران أولا رفع كامل العقوبات الأمريكية قبل استئناف التزاماتها النووية بموجب الاتفاق والتي تخلت عنها بعد انسحاب واشنطن منه.
واستضافت فيينا، مؤخرا الجولة السابعة من المفاوضات حول الاتفاق النووي، الموقع عام 2015، وذلك بعد 5 أشهر من تعليقها.
وتركز إيران، خلال المحادثات على مسألة رفع العقوبات عنها، وتؤكد أنها لن تقبل باتفاق جديد أو تتعهد بأي التزام أكثر مما ورد في الاتفاق في صيغته الأصلية.
وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت، في مايو/ أيار 2018، بشكل أحادي من الاتفاق الموقع بين إيران من جهة ومجموعة 5+1 [الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا]، وأعادت فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، وردت طهران بالتخلي عن بعض القيود المفروضة على نشاطها النووي، المنصوص عليها في الاتفاق.
مناقشة