ما إمكانية إجراء الانتخابات الليبية في يناير...وهل تؤثر توترات العاصمة على المشهد؟

موعد جديد اقترحته المفوضية العليا في ليبيا لإجراء الانتخابات الرئاسية في 24 يناير/ كانون الثاني المقبل، في ظل وضع يطرح العديد من التساؤلات بشأن إمكانية تنظيمها في هذا التاريخ.
Sputnik
التاريخ الذي اقترحته المفوضية العليا لم يعتمد بشكل فعلي حتى الآن، حيث من المنتظر أن يصدر البرلمان القرار الخاص بهذا الشأن في جلسة 27 ديسمبر/ كانون الأول المرتقبة لبحث تقرير اللجنة التي شكلت من قبل البرلمان لبحث العراقيل التي حالت دون إجراء الانتخابات في موعدها ورصد هذه العراقيل بشكل دقيق.
المفوضية العليا في ليبيا تقترح تأجيل الانتخابات الرئاسية إلى 24 يناير المقبل
على المستوى السياسي بدت بعض المؤشرات مغايرة خاصة بعد اجتماع بعض الأطراف في بنغازي لم تكن على وفاق في السابق، إلا أن الموعد المقترح من قبل المفوضية يراه البعض غير ملائم أيضا في ظل العراقيل الحالية.
رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان الليبي طلال الميهوب قال في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن التاريخ الذي اقترحه رئيس المفوضية غير مبني على أسس صحيحة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن إجراء الانتخابات في ظل المشهد الراهن تبدو صعبة لدرجة كبيرة، خاصة في ظل وجود مليشيات ومجموعات عدة، وكذلك وجود بعض المرشحين ضمن السباق الرئاسي بمخالفة القانون.
واستبعد ميهوب إمكانية إجراء الانتخابات في يناير المقبل في ظل عدم حسم العديد من الجوانب الأمنية.
في المقابل، قال سعد بن شرادة عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، إن عدم إجراء انتخابات في 24 ديسمبر 2021 يعود لعدم التوافق على القوانين وعلى الآليات رغم جاهزية الجوانب الفنية.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الأسباب التي حالت دون إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر هي نفسها التي تحول دون إجراء أي انتخابات في المستقبل، حال التمسك بالإجراءات الحالية.
وأشار إلى أن إجراء الانتخابات على الوضع الراهن يجر ليبيا إلى معضلة أخرى وهي عدم الاعتراف بالنتائج، خاصة في ظل انتشار السلاح بشكل كبير في ليبيا.
وشدد على ضرورة حل الخلاف الحاصل بشأن الجوانب التشريعية بحيث تتوافق الأطراف على القوانين.
وفيما يتعلق بالتوترات التي وقعت في العاصمة خلال الفترة الماضية، أوضح بن شرادة، أنها مجرد استعراض للقوة وإثبات وجود، وأنها ستمر دون أي عواقب.
فيما يتعلق بتأثير التوترات في العاصمة طرابلس، والمناوشات التي جرت بين بعض الأطراف، قال المحلل السياسي محمد قشوط، إن "التحشيدات والتصعيد العسكري الحاصل في طرابلس منذ أيام حتى الآن، جاء بعد قرار المجلس الرئاسي بإقالة عبدالباسط مروان آمر منطقة طرابلس العسكرية والذي تواليه وتدعمه عدة أجسام منها 777، 193، 42، وجهاز دعم الاستقرار بشكل رئيسي والتي رفضت إقالته في مقابل حلف آخر داعم لإقالة مروان مثل الردع، 444، الأمن العام، البحث الجنائي الزاوية".
السفير الأمريكي لدى طرابلس يؤكد دعم واشنطن لإجراء الانتخابات في ليبيا
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الوضع السياسي يدخل ضمن التأثيرات، خاصة فيما يتعلق بتأجيل الانتخابات، وما يدور في الكواليس بشأن احتمالية عدم تسليم المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية للسلطة، إضافة لاجتماع بنغازي الأخير بين المشير خليفة حفتر ووزير الداخلية الأسبق فتحي باشاغا، ونائب رئيس المجلس الرئاسي السابق أحمد معيتيق، وتشكيل تحالف جديد بينهم، تدعمه عدة جماعات في المنطقة الغربية التي هي نفسها داعمة لعبد الباسط مروان بالإضافة للواء المحجوب وكتيبة 166 من مصراتة.
ويرى المحلل السياسي الليبي، أن التقارب بين باشاغا يمكنه أن يفرض الاستقرار الأمني في ليبيا، خاصة في ظل ما يملكه وزير الداخلية الأسبق من قوة في مصراته وفي العاصمة، وأن التقارب الوطني يمكن أن يحل معضلة كبيرة عانى منها الجميع.
واقترحت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات 24 يناير/ كانون الثاني المقبل لإجراء الانتخابات الرئاسية، غير أن البرلمان لم يصدر أي قرارات بهذا الشأن حتى الآن.
وكان من المقرر أن تجرى الانتخابات في 24 ديسمبر الجاري إلا أن الأوضاع حالت دون تنفيذها في الوقت المتفق عليه ضمن خارطة الطريق.
مناقشة