راديو

خبير أوروبي: أمريكا تحاول ابتزاز أوروبا وروسيا لاعتبارات اقتصادية وسياسية

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس الماضي، في مؤتمر صحفي سنوي كبير، رفض موسكو استمرار امتداد حلف الناتو شرقا مع تحذيره من عملية عسكرية أوكرانية جديدة في دونباس، كما أكد بوتين على المطالب الروسية للغرب بتقديم ضمانات أمنية فورا ودون مماطلة.
Sputnik
يقول منسق العلاقات العربية الألمانية السابق في البرلمان الألماني عبد المسيح الشامي، في حديث لبرنامج "حول العالم" بهذا الشأن:
أعتقد أن هذه التحذيرات تأتي فعلا في سياق تصعيد كبير من قبل الغرب تجاه روسيا، يعني كما تدل المعطيات هنالك اليوم تحركات موجودة على الأرض فعلا في أوكرانيا، وفي أكثر من مكان، في بولندة هناك تسليح واضح أو زيادة وتيرة التسلح و نوعية السلاح أيضا للجيش الأوكراني، إضافة إلى أن هنالك تواجد عسكري أمريكي اليوم أصبح موجود في بولندة، وحتى في أوكرانيا على الحدود مع روسيا هنالك تدريب لقوات عسكرية وأمنية أوكرانية من قبل جهات أمنية وعسكرية أمريكية، إضافة طبعا إلى زيادة وتيرة نشر صورايخ على الحدود أو على دول الطوق الروسي في السنوات الأخيرة.
ويعتقد الشامي أن كل هذا إذا أضفنا له المناورات العسكرية التي جرت منذ أسابيع قليلة في البحر الأسود والتي كانت استعراض للقوى وتحدي واضح جدا لموسكو، نستطيع بهذا السياق أن نفهم الموقف الروسي، وهذا الخوف الروسي فعلا من أن تتحول كل هذه التحركات وكل هذا الكم من الضغوطات باتجاه التصعيد العسكري على الحدود الروسية، وهذا يبرر الخوف الروسي، وهذا يسبب الحذر أن تصل الأمور إلى مواجهة عسكرية وخصوصا في أوكرانيا هذه المنطقة الحساسة جدا والتي إلى حد ما يمكن أن تنفجر من داخل أو حتى على الحدود الروسية في أي وقت.
وينوه الشامي إلى أن أوروبا لا تريد الدخول، أو تحاول بشكل أو بآخر فرملة الدفع أو أي انفجار عسكري أو مواجهة مسلحة مع روسيا، لأن الأمر سوف ينعكس بشكل سلبي وبشكل سيء جدا على القارة الأوروبية، خصوصا بأن هذه المعركة ستجري في حديقتها الخلفية، أمريكا تدفع بقوة أيضا باتجاه المواجهة وتفجير صراع بين الأوروبيين وبين روسيا لأهداف مختلفة، منها أولا إضعاف الطرفين خصوصا أن العلاقات الأوروبية الأمريكية أصبحت ندية أكثر منها تكاملية، ولم تعد في ذلك السياق الذي كان موجودا قبل الآن.
ويشير الشامي إلى أن كثيرا من المحللين يرون أن أمريكا تحاول ابتزاز الطرفين، على سبيل المثال ألمانيا طرحت منذ أيام على الولايات المتحدة مشروعا أو مبادرة وساطة سياسية بينها وبين روسيا، فكان الرد الأمريكي واضحا وحاسما بهذه القضية، أنكم إذا أردتم أن تطلبوا منا دروس على طاولة المفاوضات مع الروس يجب أن تتخلوا وبشكل كامل عن خط الغاز (السيل الشمالي 2) الذي يربط روسيا بأوروبا، وبالتالي القضية لها أبعاد اقتصادية ولها أبعاد سياسية، أوروبا تحاول التخفيف من هذا الأمر، ولكن يبدو أن الأمور تسير فعلا بعجالة وبضغط كبير تجاه العسكرة في هذه المنطقة.
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة..
مناقشة