هل قررت الشرعية اليمنية إنهاء الخلافات مع الانتقالي بعد إقالتها محافظ "شبوة"؟

شهدت محافظة شبوة صراعا بين الانتقالي والشرعية بعد توقيع اتفاق الرياض، حيث تعددت الولاءات داخل المحافظة، الأمر الذي مكن "أنصار الله" من السيطرة على ثلاث مديريات خلال الأشهر الماضية، ما جعل البعض يلقي باللائمة على محافظها السابق "بن عديو"، وطرح قرار الرئيس هادي بتعيين محافظ جديد لـ"شبوة" العديد من التساؤلات حول قدرة الحاكم الجديد على تحقيق الاستقرار.
Sputnik
بداية، يقول رئيس مركز جهود للدراسات باليمن، عبد الستار الشميري، إن تغيير محمد صالح بن عديو، محافظ شبوة أتي توافقي بين المجلس الانتقالي وبعض المكونات والرئيس، نظرا لأن محافظ شبوة السابق وخلال السنوات السابقة في المنصب دخل في العديد من المماحكات التي أحدثت شرخا وانقساما اجتماعيا في المحافظة.
انشقاق وانقسام
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن الانقسام والانشقاق الذي سببه "بن عديو"، سهل دخول الحوثي "أنصار الله" إلى المحافظة واجتزاء ثلاث مديريات منها، كما سهل دخول تنظيم القاعدة إليها وتسللت عناصر التنظيم إليها، كما دخل الإخوان أيضا واقتطعوا جزءا منها، هذه التنازلات أو الإخفاقات التي قدمها "بن عديو"، جعلت الانتقالي يغضب منه، كما دخل بن عديو في صراخ و منابذة إعلامية مع التحالف العربي، ما أكسبه عداء آخر.
"أنصار الله" تعلن السيطرة على محافظة الجوف الحدودية مع السعودية وتتحدث عن مرحلة جديدة من الحرب
وتابع الشميري، أن الجميع رأى أن موارد شبوة أصبحت مجزأة وأن الجماعات تتناثرها، بعد ما كانت شبه مستقرة قبل أن يجيء إليها بن عديو، فكانت رؤيتهم أنه لن يستطيع قيادة دفة المحافظة وأنه حاول تجزئة المجتمع الشبواني "مع وضد"، واتفق الجميع على أهمية المحافظة وما بها من ثروات مهمة، وهذه القناعة وصلت للتحالف و للسعودية تحديدا والتي ربما تشاورت مع التحالف لتنظيم وضع شبوة وغيرها من المحافظات فتوصلوا إلى صيغة أن شبوة لا يصلح لها إلا محافظ توافقي لا يحيد مع أي طرف، فتوافقوا على محافظ جديد "عوض محمد عبدالله العولقي" والذي يحمل هذه الصبغة، حيث أن إقالة بن عديو هى عبارة عن استكمال لبعض أجزاء من اتفاق الرياض، الذي ينص على أن يكون محافظ شبوة وبعض المحافظات الأخرى توافقيا أو جنوبيا على أقل تقدير لبعض المحافظات.
شخصية توافقية
وحول إمكانية حدوث خلافات أخرى حول أنصار المحافظ القديم والمحافظ الجديد، يقول الشميري: "لا يمكن أن يحصل إجماع كامل في شبوة على المحافظ الجديد "العولقي"، لكن وضع المحافظ الجديد سوف يكون أفضل حالا لأنه يستند إلى الغالبية الشعبية في شبوة، علاوة على أنه مسنود من الشرعية والانتقالي والتحالف العربي، أي سوف يتم دعمه لتحقيق بعض الإنجازات على الأرض تؤدي إلى الاستقرار، وسوف يترتب على ذلك نوع من هدوء الشارع والشارع المضاد والمواجهات المستمرة وتحويل المشهد إلى صراع".
وأكد رئيس مركز جهود على أن تعيين "العولقي" محافظا جديد لا يعني انتهاء المنغصات، لأن هناك فصيل داخل شبوة يعبر عنه "بن عديو"، وهو الفصيل الذي يتبع حزب الإصلاح تحديدا وقريب من الجماعات الدينية سواء كانت سلفية أو القاعدة وغيرها، هؤلاء يعادون الاتفاق ويرون أنه خضوع من الرئيس لآراء خارجية، ما يحدث في شبوة كان عبارة عن خلل كبير جدا، لذا ستشهد المحافظة استقرار مع "العولقي" لأنه لا يحمل عداءات حتى مع الجماعات الدينية، وله علاقات مميزة مع الجميع، وتم اختياره بعد توافقات حتى من بعض القيادات التي تدعم الإخوان في الرئاسة اليمنية.
ضغوط قوية
من جانبه، يرى الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد ثابت حسين، أنه ما كان للرئيس هادي أن يقدم على إقالة محافظ شبوة "بن عديو" إلا بعد ضغوطات قوية مارسها الانتقالي، وهبة شعبية شبوانية طالبت بإقالة المحافظ إلى جانب مطالب أخرى على خلفية سلوك ذلك المحافظ المتهم بأخونة السلطة والوظيفة العامة في شبوة، وممارسة القمع والفساد لصالح الجماعة على حساب أبناء المحافظة والجنوب.
ويضيف حسين في حديثه لـ"سبوتنيك": "بالطبع هذا القرار تأخر كثيرا، وكان يجب اتخاذه منذ فترة طويلة وفقا لاتفاق الرياض، الذي نص على تعيين محافظين ومدراء أمن لكل محافظات الجنوب بالتشاور والتوافق مع المجلس الانتقالي الجنوبي".
المالكي: السفير الإيراني حسن إيرلو كان يقود العمليات العسكرية في مأرب باليمن... فيديو
أقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس السبت، محافظ محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن، من منصبه وعينه مستشارا له على خلفية احتجاجات شعبية شهدتها المحافظة الغنية بالنفط.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الحكومية، أن "قرارا جمهورياً رقم 16، صدر اليوم قضت المادة الأولى منه بتعيين عوض محمد عبدالله العولقي محافظا لمحافظة شبوة".
وأفادت الوكالة بأن "رئيس الجمهورية أصدر قراراً رقم 75، قضت المادة الأولى منه بتعيين محمد صالح بن عديو مستشاراً لرئيس الجمهورية".
إلى ذلك، وبعد دقائق من صدور القرار، أعلن محافظ شبوة المقال، اعتذاره عن القبول بقرار تعيينه مستشارا للرئيس اليمني.
وقال بن عديو عبر "تويتر": "أثمن لفخامة اﻷخ رئيس الجمهورية ثقته في تعييني مستشارا له ولم أكن في يوم من اﻷيام معتذرا عن مهمة كلفني بها، لكن اليوم استسمحه في الاعتذار عن قبول هذا المنصب".
وأرجع سبب اعتذاره إلى "الرغبة في العيش مواطنا منحازا لمعاناة شعبنا وتطلعاته في استعادة دولته وسيادته وحريته وكرامته واستقلالية قراره الوطني".
التحالف العربي يعلن تنفيذ ضربات دقيقة لأهداف "مشروعة" بمطار صنعاء
ويأتي قرار تعيين القيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي العام عوض محمد العولقي، بعد نحو شهر من الاحتجاجات على سقوط ثلاث مديريات في محافظة شبوة هي بيحان وعَين وعِسيلان بقبضة جماعة "أنصار الله"، خلال أيام، محملة المحافظ بن عديو مسؤولية ذلك.
وعُرف بن عديو بتصريحاته المنتقدة لدور الإمارات في اليمن، ودعواته المتكررة بمغادرة القوات الإماراتية المتمركزة في منشأة بلحاف لتصدير الغاز الطبيعي التي تضم مرفأ على بحر العرب في محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن.
وتقود السعودية منذ مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في اليمن، سيطرت عليها جماعة "أنصار الله"، أواخر 2014.
فيما ترد "أنصار الله"، بشن هجمات بطائرات مُسيرة، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة، تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وأراضي المملكة.
وتسبب النزاع الدموي في اليمن بمقتل وإصابة مئات الآلاف؛ فضلاً عن نزوح السكان، وانتشار الأوبئة والأمراض.
مناقشة