هل تسدل الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا الستار عن أزمة الملف النووي؟

في خطوة تعكس تقدما إيجابيا بمفاوضات الملف النووي الإيراني في فيينا، أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان التوصل إلى وثيقة جديدة ومشتركة للتباحث حولها في المحادثات الجارية.
Sputnik
وانطلق في العاصمة النمساوية فيينا، مساء أمس الاثنين، الاجتماع الأول للجولة الثامنة من جولات مباحثات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني بين إيران ودول مجموعة 4+1.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الثلاثاء، أن المشاركين في مفاوضات استئناف الاتفاق النووي يعتزمون تكثيف جهود تطوير وثائق حل مسألة خطة العمل الشاملة المشتركة حول البرنامج النووي الإيراني.
ماذا حدث في إيران داخليا وخارجيا عام 2021؟

وثيقة مشتركة

ونقلت وكالة أنباء "فارس" عن أمير عبد اللهيان، أمس الاثنين، قوله: "تم وضع وثيقة يونيو/ حزيران 2020 جانبا في مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، وتوصلنا إلى وثيقة جديدة ومشتركة للتباحث حولها".
ومضى أمير عبد اللهيان بقوله: "يجب أن نصل إلى نقطة يمكن فيها بيع النفط الإيراني بسهولة ودون أي قيود، ويمكن تحويل أموال النفط بالعملة الأجنبية إلى الحسابات المصرفية الإيرانية".
بدوره، قال المنسق الأوروبي في المحادثات، إنريكي مورا، إن الوصول إلى اتفاق قد يكون أسرع من المتوقع. وأضاف: "نتحدث عن إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني خلال أسابيع وليس أشهر"، وفقا لـ"سكاي نيوز".
وأكد مورا أن "هناك إشارات إيجابية بشأن إنجاح الجولة الثامنة من المحادثات"، مشيرا إلى أن كل الوفود أبدت رغبتها في حسم المفاوضات.
روسيا والصين وإيران تنسق ملاحظاتها معا قبل الجولة الثامنة من محادثات فيينا

فرصة أخيرة

اعتبر مصطفى الطوسة، المحلل السياسي المقيم في فرنسا، أن الوثيقة التي تم الإعلان عنها ومهلة الشهر للتوصل لاتفاق بين إيران والمجموعة الدولية، هي الفرصة الأخيرة لعودة طهران للاتفاق النووي الذي وُقع عام 2015.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن هذه الوثيقة تفتح المجال إما لبداية تطبيع العلاقات بين الإيرانيين والمجموعة الدولية وإما لإحداث شرخ كبير بينهم، قد يرغم أوروبا وأمريكا وإسرائيل ودول الخليج في التفكير بمقاربات أخرى لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي.
وتابع: "نحن الآن أمام مفترق طرق، بشكل واضح مؤشرات إيجابية تصدر عن الوفد الإيراني، لكن لا توازيها مؤشرات تفاؤلية في المواقف الأوروبية، ويمكن القول إننا وصلنا إلى آخر المسار التفاوضي وبدأت ساعة الحقيقية تظهر".
ويرى الطوسة أن هناك رهانا للتوصل إلى اتفاق لتفادي المواجهة العسكرية المفتوحة، وربما لن يكون اتفاق يرضي الجميع، لكن يكون اتفاق جزئي ينزع فتيل الأزمة والتوتر، دون أن يدخل المنطقة في مقاربات عسكرية.

خلافات قائمة

بدوره، أكد عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، أن المجموعة الدولية تبحث وثيقة مشتركة للعمل على رفع العقوبات الأمريكية عن إيران، تمهيدا لعودتها مجددا إلى تعهداتها السابقة المتعلقة بالاتفاق النووي.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، لا يمكن الجزم بأن نجاح مفاوضات فيينا سيقابله وأد الصراع بين أمريكا وإيران، فالخلافات بين طهران وواشنطن ليست محصورة بالموضوع النووي.
وتابع: "الملف النووي، والملف الصاروخي والنفوذ الإقليمي لإيران في المنطقة، وغيرها من الأمور مجرد حجج أمريكية للضغط على إيران بهدف إعادتها إلى خانة الحلفاء، وطالما إيران ترفض العودة إلى مجموعة حلفاء أمريكا فإن الخلافات بينهما سوف تظل مستمرة".
ويرى ابشناس أن التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي خلال مفاوضات فيينا القائمة، من شأنه أن يهدأ من التصعيد والتوتر في المنطقة.
انطلاق الجولة الثامنة لمباحثات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني
وتركز طهران خلال المحادثات على مسألة رفع العقوبات عنها، وتؤكد أنها لن تقبل باتفاق جديد أو تتعهد بأي التزام أكثر مما ورد في الاتفاق في صيغته الأصلية.
وتشدد إيران على ضمانات بعدم انسحاب الولايات المتحدة مجددا من الاتفاق بشأن برنامجها النووي والتحقق من رفع العقوبات عنها في حال العودة للاتفاق.
انسحبت الولايات المتحدة في أيار/ مايو 2018، بشكل أحادي من الاتفاق الموقع بين إيران من جهة ومجموعة 5+1 (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا).
وأعادت واشنطن بعد ذلك فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، وردت طهران بالتخلي عن بعض القيود المفروضة على نشاطها النووي، المنصوص عليها في الاتفاق.
مناقشة