وسط مخاوف أمريكية... ما تأثير إطلاق إيران صاروخها الفضائي على مفاوضات فيينا؟

في الوقت الذي تستعد فيه المجموعة الدولية إلى استئناف المفاوضات النووية في فيينا، أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية، أمس الخميس، عن إطلاق 3 شحنات بحثية إلى الفضاء عبر صاروخ "سيمرغ" الحامل للأقمار الصناعية.
Sputnik
وأعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها حيال إطلاق إيران صاروخا إلى الفضاء، مؤكدة أن هذه الخطوة من شأنها أن تدعم برنامج طهران الصاروخي.
فرنسا: إطلاق إيران صاروخا للفضاء يعد انتهاكا لقوانين الأمم المتحدة
والاثنين الماضي، انطلق في العاصمة النمساوية فيينا، الاجتماع الأول للجولة الثامنة من جولات مباحثات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني بين إيران ودول مجموعة 4+1.

صاروخ إيران وقلق أمريكا

وأوضح متحدث الشوؤن الفضائية بوزارة الدفاع الإيرانية، أحمد حسيني، أنه "تم اعتماد برنامج لتطوير النواقل بمدى أبعد، بعد توصل إيران إلى قدرات فضائية محلية وامتلاك قابلية إطلاق الأقمار الصناعية عبر صاروخي "سفير" و"قاصد" الحاملين للأقمار الصناعية الصغيرة، وذلك حسب وكالة فارس الإيرانية.
وأضاف أن "الصناعة الفضائية الإيرانية تبنت مشروع تطوير قاعدة الإمام الخميني الفضائية وحامل الأقمار "سيمرغ"، مؤكدا أن أداء مكونات القاعدة الفضائية والمراحل التشغيلية لحامل الأقمار الصناعية تمت بنجاح وتحققت الأهداف البحثية المستهدفة في عملية الإطلاق.
وأشار حسيني، أن المهمة البحثية تضمنت بنجاح ولأول مرة، نقل 3 شحنات بحثية بشكل متزامن على ارتفاع 470 كم وبسرعة إطلاق 7350 مترا بالثانية، مبينا أن معطيات مقياس المسافات (Telemeter) تم إحصاؤها كاملا عبر عملية الإطلاق.
وأفادت ناطقة باسم الخارجية الأمريكية بأن الولايات المتحدة ما زالت تشعر بالقلق حيال تطوير إيران مركبات إطلاق فضائي"، وفقا لروسيا اليوم.
إيران تطلق لأول مرة معدات بحثية إلى الفضاء عبر صاروخ "سيمرغ" الحامل للأقمار الصناعية
وأضافت أن إطلاق الصاروخ أمر يمثل مصدر قلق كبير في ما يتعلق بانتشار الأسلحة، وشددت واشنطن على أنها ما زالت تسعى للعودة إلى الاتفاق النووي عبر القنوات الدبلوماسية.
وفي هذا الصدد قالت متحدثة باسم الخارجية الأمريكية "في ظل انعقاد محادثات فيينا الرامية إلى إعادة إحياء اتفاق 2015 النووي، نسعى للعودة إلى امتثال كامل بالاتفاق".

شروط إيران

اعتبر الدكتور رامي الخليفة العلي، الباحث في الفلسفة السياسية بجامعة باريس، أن إطلاق إيران صاروخ سيمرغ للفضاء يعني أن طهران تعتمد سياسة التصعيد، خاصة في القضايا المرتبطة بالملف النووي والمفاوضات، سواء مع الولايات المتحدة الأمريكية خلال المفاوضات غير مباشرة، أو مع المجموعة الدولية 5+1 فيما يتعلق بالملف النووي.
وقال في تصريحات لـ "سبوتنيك"، إن البرنامج الصاروخي خارج إطار التفاوض في مباحثات فيينا بالنسبة للجانب الإيراني، وإن كان ذلك يثير حفيظة وقلق الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك المجموعة الدولية على رأسها دول الاتحاد الأوروبي.
ويرى العلي أن السياسة التي تتبعها إيران هي فرض شروطها للتفاوض على طاولة المفاوضات بين الأطراف، بغض النظر عن رغبة أو عدم رغبة الأطراف الأخرى، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
وتابع: "هذه السياسية حتى الآن ربما لا تدفع باتجاه نجاح هذه المفاوضات، لكن على كل حال إيران تعلم أنه حتى الآن لا يوجد بديل حقيقي لهذه المفاوضات من قبل الولايات المتحدة".
وأشار إلى أن التطورات في مجال البرنامج الصاروخي وفي مجال دعم إيران للمليشيات، وعدم تغيير الملامح الأساسية للسياسة الإيرانية في المنطقة كل ذلك مستمر مع إدارة الرئيس رئيسي خلال الفترة المقبلة.

ربط خاطئ

بدوره قال الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، أن إطلاق بلاده صاروخ "سيمرغ" الحامل للأقمار الصناعية للفضاء، هو إنجاز علمي بحت، وليس له أي علاقة بالتسليح، كما تزعم الولايات المتحدة الأمريكية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، البرنامج الصاروخي الإيراني غير مرتبط بالمفاوضات النووية، وإصرار البعض على ربطهم ببعضهم البعض هو تحريف للواقع، ولا يمكن القبول به.
وأكد ابشناس أن مفاوضات فيينا هي فقط من أجل التباحث حول العودة للاتفاق النووي، وحول البرنامج النووي، ولا يمكن لإيران أن تربط كل برامجها وتطورها العلمي بمفاوضات غير معلوم نتائجها إلى الآن.
ويرى المحلل السياسي الإيراني أن طهران تدرك جيدًا أن السماح لهذه الدول التدخل في مواضيع غير البرنامج النووي يعني أنهم سيجدون الحجج الواهية لربط كل الموضوعات ببعضها البعض، وانتقاد أي تطور علمي تصل إليه إيران.
إيران تعلن عن نجاح اختبارات منظومة "مرصاد - 16" الصاروخية
وقال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، إن مفاوضات فيينا تستأنف الاثنين المقبل بعد توقفها أمس، مؤكدًا أن طهران ستتراجع عن الإجراءات النووية التي اتخذتها ردا على خروج واشنطن من الاتفاق النووي بعد التحقق من رفع العقوبات عمليا على الأرض.
وتركز طهران خلال المحادثات على مسألة رفع العقوبات عنها، وتؤكد أنها لن تقبل باتفاق جديد أو تتعهد بأي التزام أكثر مما ورد في الاتفاق في صيغته الأصلية.
وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت، في أيار/مايو 2018، بشكل أحادي من الاتفاق الموقع بين إيران من جهة ومجموعة 5+1 [الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا]، وأعادت فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، وردت طهران بالتخلي عن بعض القيود المفروضة على نشاطها النووي، المنصوص عليها في الاتفاق.
مناقشة