في الذكرى الثانية لمقتل قاسم سليماني... هل يظل العراق ساحة حرب لتصفية الحسابات بين واشنطن وطهران؟

انطلقت التهديدات والتحذيرات من ردود فعل إيرانية ضد الأهداف الأمريكية في المنطقة وبشكل خاص في العراق، تزامنا مع الذكرى الثانية لمقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في عملية نفذتها الولايات المتحدة داخل الأراضي العراقية.
Sputnik
الرد الإيراني بعد عامين على عملية القتل.. هل سيكون في العراق التي قتل فيها سليماني أم سيكون خارجها حفاظا على سيادتها، وما هو نوع وتوقيت الرد؟
بداية يقول، الدكتور قحطان الخفاجي، نائب رئيس لجنة العلوم السياسية في المنتدى العراقي للنخب والكفاءات، لا أعتقد أن بمقدور إيران القيام بأعمال عسكرية مباشرة ضد المصالح والأهداف الأمريكية سواء في العراق أو المنطقة تزامنا مع الذى الثانية لمقتل قاسم سليماني، لأن طهران لا تذهب باتجاه إظهار الفعل العسكري المباشر ضد أمريكا.

أعمال غير مباشرة

ويضيف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن معظم الأعمال التي تقوم بها إيران تكون بطريقة غير مباشرة، لا سيما وأن ضربتها الأولى التي كانت كرد فعل على مقتل سليماني، كانت بائسة وشهد الجميع أنها لم تكن فاعلة، بل كانت فوضوية وأدت إلى كوارث كما حصل للطائرة في سماء طهران.
وتابع الخفاجي، أعتقد أن إيران سوف تلجأ إلى دعم الفصائل التابعة لها في العراق لاستهداف مواقع أمريكية، وهى أكثر تأثير على الولايات المتحدة الأمريكية، علاوة على أنها تنزع عن واشنطن حجة الاعتداء الإيراني المباشر عليها.
الرئيس العراقي: قاسم سليماني شخصية مؤثرة وشاركنا في إفشال مشروع داعش الإرهابي

إجراءات قوية

وأكد نائب رئيس لجنة العلوم السياسية في المنتدى العراقي للنخب والكفاءات، أن الحكومة العراقية الحالية ليس لديها القدرة على الحد من قدرة الفصائل غير النظامية لأنها غير مهيأة لذلك، كما أن طبيعة التكوين العسكري للقوة العراقية الحالية به خروقات كثيرة، ما يجعل من الصعب الاستعانة به ضد هذه الفصائل، كما أن التصعيد العسكري من الجانب الأمريكي قد يخدم الجانب الإيراني والفصائل الحزبية ذات التوافق معها، ويجعل منها قاعدة لما تسمية المقاومة في المنطقة.
وطالب الخفاجي، بأن تتخذ الحكومة العراقية إجراءات أكثر فاعلية ترمي إلى استيعاب هذه المجاميع المسلحة ضمن تشكيلات معينة نظامية، بجانب مبالغ معينة من الأموال لدفع رواتب مغرية لهم حتى تسحبهم إليها، والشيء الآخر أن يتم تهيئة قوة عراقية ذات تركيبة علمية ووطنية عالية يمكنها أن تتعامل مع الشاذين من عناصر تلك الفصائل إذا لم تلتزم بقرار حكومي رسمي بهذا الاتجاه.

كسب الوقت

من جانبه يقول عضو الميثاق الوطني العراقي، عبد القادر النايل، إن النظام الإيراني يسعى إلى كسب ود الولايات المتحدة الأمريكية، وما يهمه هو كسب الوقت في المفاوضات النووية الحالية، ولا يبحث حتى عن حسمها، ومن تأخر سنتين عن أخذ ثأر سليماني الذي قتلته الولايات المتحدة الأمريكية، فلن يأتي بعد هذا الوقت الطويل ليفكر في استهداف التواجد الأمريكي.
مسؤول إيراني يكشف عن أهم الأهداف التي كان يسعى قاسم سليماني إلى تحقيقها في الشرق الأوسط
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، إيران تبحث عن مصالحها ونفوذها الذي تمدد في المنطقة من خلال التعاون الإيراني الأمريكي بعد احتلال العراق، وهذه المكتسبات أهم لإيران من سليماني ذاته، ولكن سيتم استخدام اسم سليماني والحادثة ضمن التوظيف السياسي لإيران لإظهار نفوذها في دول المنطقة كالعراق، وتكون سببا لتحركاتها لتنفذ من خلالها أجندات ضارة بالعراق والمنطقة وأخذ مكتسبات من المنطقة العربية.

حكومة بغداد

وأكد النايل، أن العراق ليس له القدرة على التصدي لأفعال "الميليشيات"، التي تستخدم "صواريخها الوهمية ومسيراتها العبثية التي لم تجرح جنديا أمريكا إلى هذه اللحظة في استحصال مكاسب سياسية، ستتوقف تلك المكاسب في حال نجاح تسولهم السياسي من الحصول على وزارات أو مناصب في الحكومة القادمة، مع البقاء على نفوذهم الاقتصادي عبر السيطرة على المنافذ الحدودية أو المناطق المنكوبة كالموصل والانبار وديالى وجرف الصخر وصلاح الدين، وفرض ضمانات حكومية على عدم محاسبتهم في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبوها طوال الفترة الماضية، ولاسيما بما يسمى الحرب على داعش (الإرهابي المحظور في روسيا)، وهذا هو الأصل في عملهم المليشياوي، ولأن الحكومة ليست ذات نهج وطني، فهي تحاول البقاء على هيكليتها وحكم الأحزاب دون الصدام أو محاسبة المليشيات المنفلتة".
قال وزير الدفاع، في العراق، جمعة عناد، إن عملية اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي كانت "عملية غدر لم يشهد لها التاريخ من قبل".
الخارجية الإيرانية: تداعيات جريمة اغتيال قاسم سليماني ستكون خارج سيطرة أمريكا
وشارك وزير الدفاع العراقي، اليوم الأربعاء، في فعاليات الحفل التأبيني الرسمي لإحياء الذكرى الثانية لاستشهاد قادة النصر في بغداد، وأكد خلال كلمته أن "قادة النصر كان لهم الدور الفاعل في تحقيق النصر على داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا وعدة دول).
وقال الوزير، بحسب وكالة الأنباء العراقية (واع)، إنه "في مثل هذه الأيام من شهر كانون الثاني طالت أيدي الغدر كوكبة من قادة النصر الشهيدين الحاج أبو مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني بعملية لم يشهد لها التاريخ من قبل".

"قادة النصر بذلوا الغالي والنفيس من أجل إحراز النصر لتحرير العراق من براثن الإرهاب الداعشي".

جمعة عناد
وزير الدفاع العراقي
مضيفا بأنه "كان لهم الدور الفاعل وأمضوا في الميدان ليالي قاسية حيث كان العدو يحتل ثلث العراق وكانت لديه قدرات كبيرة".
من جانبها أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الأربعاء، أن "تداعيات جريمة اغتيال قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني ستكون خارج سيطرة أمريكا".
وقالت الخارجية الإيرانية، عبر حسابها على "تويتر"، إن "اغتيال الفريق سليماني لم يكن ترجمانا بارزا لإرهاب دولة انتهاكا للمبادئ البديهية للقانون الدولي فحسب، بل أظهر أن أمريكا بإمكانها ارتكاب جريمة ولكن تبعاتها لن تكون تحت سيطرتها. فراغ هذه العقلانية العامل الأساس بأفول أمريكا.
هل هو انتقام إيراني ثلاثي... ثلاثة أحداث "مجهولة الفاعل" قبل نهاية يناير
يذكر أنه في 3 يناير 2020، استهدف صاروخان من طراز "هيل فاير"، قاسم سليماني الذي كان معه أبو مهدي المهندس، نائب قائد "الحشد الشعبي" في العراق، بعد وقت قصير من مغادرتهما المطار في بغداد.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، فجر يوم 3 يناير 2020، تنفيذ ضربة جوية بالقرب من مطار بغداد الدولي، أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، وآخرين.
مناقشة