سياسي أمريكي سابق: روسيا لا تخادع ولديها "جميع الخيارات على الطاولة"

تتصاعد التوترات قبل بدء مفاوضات روسيا مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بشأن مقترحاتها الأمنية، وفقا لمارك سليبودا، المحارب العسكري الأمريكي المخضرم ومحلل الشؤون الدولية والأمن، الذي يعتقد أن اندلاع العنف المفاجئ الأخير في كازاخستان لم يكن مصادفة بأي حال من الأحوال.
Sputnik
واندلعت احتجاجات عنيفة في كازاخستان قبل عدة أيام من بدء المحادثات الأمنية بين الولايات المتحدة وروسيا ومجلس الناتو وروسيا، ونشرت الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي (CSTO) قواتها في البلاد بناءً على طلب الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف.
وقال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف لمجلة "نيوزويك"، يوم الجمعة، إن موسكو تعتبر التطورات العنيفة في كازاخستان "استفزازات خارجية" و"تهدف إلى زعزعة أمنها وسلامتها".
ومع ذلك، إذا كان القصد منه إضعاف موقف روسيا من الدخول في محادثات مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، فقد "ينظر إليه الكرملين بدلاً من ذلك على أنه هجوم جيوسياسي فاضح مزعزع لاستقرار روسيا ومصالحها ومحاولة لتغيير النظام، مما يستدعي اتخاذ إجراءات أكثر صرامة وحسما"، وفقا للمحلل الأمني.
وكان الرئيس السابق لبنك توران عالم (بنك BTA)، مختار أبليازوف، قد أطلق على نفسه لقب زعيم الاحتجاجات، ويشير هنا سليبودا إلى أن أبليازوف ظهر على شاشة التلفزيون الأوكراني في الأيام القليلة الماضية وهو يدعو علنا إلى الإطاحة بحكومة كازاخستان.
لافروف وجاويش أوغلو يناقشان الاستعدادات لاجتماع مجلس روسيا والناتو
كيف يتم تحويل أوكرانيا إلى بؤرة الناتو الأمامية الموجهة ضد روسيا
يتجلى دور الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في زعزعة استقرار الوضع على طول الحدود الروسية أيضا، ويتجلى ذلك في العدد الكبير المثير للسخرية لقوات الناتو العسكرية المتواجدة على الأراضي الأوكرانية، والتي يُفترض أنه قد تم نشرها "كمدربين ومستشارين"، وفقا لسليبودا.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد كشفت في 24 ديسمبر/ كانون الاول الماضي، أن ما يصل إلى 10000 مدرب عسكري غربي، بما في ذلك 4000 أمريكي، تمركزوا بشكل دائم في أوكرانيا لتدريب الجيش الوطني ودعم قتالها في دونباس.
"من غير المرجح أن تمنع قواعد الناتو الخاصة استيعاب حالة الدول التي لديها نزاعات إقليمية في أوكرانيا، ثم جورجيا ومولدوفا"، وفقا لما ذكره المحارب العسكري.
يقول سليبودا: "يجب أن نتذكر أن البرتغال انضمت إلى حلف الناتو على الرغم من كونها دكتاتورية عسكرية حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي، ولا تعتبر تركيا والمجر دولتين ديمقراطيتين من قبل معظم الأعضاء الآخرين في حلف شمال الأطلسي اليوم".
وفقا لسليبودا، فإن الوجود العسكري الكبير لحلف الناتو، جنبًا إلى جنب مع الخطط البريطانية لبناء قواعد عسكرية بحرية في أوكرانيا، والإمدادات المتزايدة من الأسلحة العسكرية المتقدمة إلى كييف، لا تترك لروسيا أي خيار آخر سوى مطالبة الناتو بشكل عاجل بوقف توسعها وتوفير ضمانات أمنية ملزمة قانونًا.
الأمم المتحدة تأمل أن تؤدي الاجتماعات المقبلة بين روسيا والناتو إلى خفض التوترات
"روسيا لا تخادع بشأن الرد العسكري التقني"
يبدو أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والناتو لا يأخذون مقترحات روسيا الأمنية على محمل الجد في الوقت الحالي، ويصفونها بأنها "غير مقبولة" و"مستحيلة" و"مضحكة" و"متغطرسة"، بحسب تصريحات المحلل الأمني.
ويشير سليبودا إلى أنه "بالنسبة إلى النخبة السياسية الغربية، فإن روسيا بصفتها الخليفة القانوني لإرث الاتحاد السوفيتي، هي دولة مهزومة وضعيفة ويجب عليها ببساطة أن تتصالح مع واقع ما بعد الحرب الباردة المتمثل في توسع الناتو إلى جانب وجود القوات الأمريكية مباشرة على الحدود الروسية"، مضيفا: "الدول السابقة الأخرى في الاتحاد السوفيتي سوف يتم جرها عن طريق الخطأ أو الاحتيال أو الثورات الملونة إلى حضن الناتو لإكمال الهدف المتمثل في التوحيد الجيوسياسي شرقاً".
ويتوقع المحارب العسكري المخضرم أن تحاول الولايات المتحدة إنهاء المحادثات على مدى أشهر، ومواصلة اللعب لكسب مزيد من الوقت بهدف "إنشاء حلف شمال الأطلسي الفعلي لأوكرانيا، ومع ذلك تدرك روسيا جيدًا مثل هذا السيناريو ويبدو أنها مستعدة له".
وسبق أن أوضح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن "عدم إحراز تقدم نحو حل سياسي دبلوماسي لهذه المشكلة سيؤدي إلى إمكانية الرد العسكري".
الناتو يبدي استعداده لمحادثات "ذات مغزى" مع روسيا
و في حديث لصحيفة "فزغلياد" في 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اقترح الصحفي والمراقب العسكري الروسي إيغور كوروتشينكو أن روسيا يمكنها نظريا نشر أسلحة نووية تكتيكية على أراضي بيلاروسيا، في إطار التزامات الحلفاء الثنائية، إذا استمرت الناتو في توسعه عبر الأطلسي شرقًا.
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، صرح وزير خارجية بيلاروسيا فلاديمير ماكي، للصحافة أن مينسك ستدرس نشر أسلحة نووية روسية إذا نشر الناتو أسلحة نووية في بولندا.
من جانبه، يعتقد سليبودا أن "الرد التقني العسكري" يمكن أن يشمل وضع أنظمة صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت في كالينينغراد، بالإضافة إلى وضع عسكري دائم جديد مع زيادة وجود القوات على الحدود الغربية لروسيا، من بين إجراءات أخرى.
مناقشة