من يوقف نزيف الدماء... الحرب في إثيوبيا توقفت على الأرض لكنها مستمرة من السماء

قبل أسبوع، اشتعلت الآمال في السلام عندما كشف رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في رسالة تهنئة بعيد الميلاد عن "مصالحة وطنية" مرتقبة، لكن غارة بطائرة مسيرة على مخيم للاجئين في منطقة تيغراي، أطفأتها.
Sputnik
يقول عمال إغاثة وشهود إن الغارة خلفت أكثر من 50 قتيلا، فيما أسفرت غارات لاحقة على مطحنة وكنيسة في أقصى الشمال الإثيوبي عن مقتل 21 آخرين على الأقل، وفقا لأطباء ومسؤولين محليين.

وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، إن 108 مدنيين على الأقل قتلوا في ضربات جوية في منطقة تيغراي منذ بداية يناير/كانون الثاني.

هذه الغارات سلطت الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه الطائرات المسيرة في نزاع أدى وفق تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل آلاف الأشخاص ودفع مئات الآلاف إلى حافة المجاعة، وفقا لوكالة "فرانس برس".
الأمم المتحدة: مقتل 108 جراء ضربات جوية في إثيوبيا منذ بداية العام
كما جددت المخاوف بشأن المخاطر التي تتهدد المدنيين، مع ميل أديس أبابا التي لم تعلق على برنامج الطائرات المسيرة إلى تبني استراتيجية الهجمات الجوية بدلا من إرسال قوات برية إلى تيغراي.
ومع ذلك يؤكد محللون ودبلوماسيون أن هناك أدلة قاطعة على أن إثيوبيا تمكنت من الحصول على طائرات مسيرة من مصادر عدة، ولا تخجل من استخدامها، بحسب "فرانس برس".
وقال فيم زفاينينبرغ من منظمة "باكس" الهولندية للسلام الذي يتابع النزاع في إثيوبيا، إن صور ما بعد الغارات تشير إلى نشر طائرات مسيرة تركية وصينية وإيرانية في الأشهر الأخيرة.

وأضاف: "أعتقد أن إثيوبيا حاليا هي بالفعل أكبر مستخدم للطائرات المسيرة في القارة الأفريقية".

وأشارت منظمة مجموعة الأزمات الدولية إلى أن استخدام الجيش للطائرات المسيرة كان عاملا رئيسيا وراء المكاسب التي حققها.
وهذا النوع من الطائرات بالإضافة إلى قدرته على إصابة الأهداف بدقة يوفر قدرات مهمة لجمع المعلومات العسكرية.
إثيوبيا... الإفراج عن سجناء سياسيين ليس بينهم "أعضاء تيغراي" لضمان الوحدة الوطنية
وفي حين اعتبرت منظمة منع النزاعات أن الوضع الحالي قد يوفر "فرصة للسلام"، إلا أن جبهة تحرير شعب تيغراي لم ترجح ذلك مع الاستخدام المستمر للطائرات المسيرة.

وصرح الناطق باسم الجبهة كينديا غيبريهيوت، لوكالة "فرانس برس" بأن "الطائرات المسيرة تواصل مهاجمة المدنيين والبنى التحتية"، متهما آبي أحمد بالرغبة في "تقويض أي مبادرة للسلام".

وروجت حكومة آبي لفكرة إجراء "حوار وطني" بهدف تخفيف التوتر في ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، لكن من غير الواضح إلى حد بعيد إن كانت جبهة تحرير شعب تيغراي المصنفة إرهابية في إثيوبيا ستكون مؤهلة للمشاركة.
ويبرر أنصار آبي استخدام الطائرات المسيرة ويرونه مشروعا مع استمرار النزاع.
جبهة تيغراي الإثيوبية تتهم إريتريا بمهاجمة قواتها
وقال إسكندر نيغا المعارض السياسي الذي سجن لأكثر من عام وافرج عنه الأسبوع الماضي في إطار إطلاق سراح سجناء شمل أيضا مسؤولين في جبهة تحرير شعب تيغراي، إن "الجبهة تستعد لشن هجوم واسع النطاق. هم قالوا ذلك".

وأضاف: "لهذا على الحكومة أن لا تقف متفرجة. عليها أن تتخذ إجراءات وقائية"، لكنه شدد أيضا على أن أي ضربات تنفذ يجب أن تتم "بطريقة لا تزهق فيها أرواح المدنيين".

ويبدو أن هذه القضية ستجتذب مزيدا من التدقيق الدولي مع استمرار النزاع.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعرب عن قلقه بشأن الضربات الجوية خلال محادثة هاتفية مع آبي، الاثنين.
مناقشة