فيديو "ترند" يسلط الضوء على قضية منسية في العمل الصحفي

تعرضت مراسلة تلفزيونية لحادث سيارة غريب من نوعه، وذلك أثناء بث تلفزيوني مباشر، الأسبوع الماضي.
Sputnik
وكان مقطع فيديو قد انتشر على نطاق واسع يظهر تعرض مراسلة تلفزيونية في منطقة فيلادلفيا لحادث قد يكون غريب من نوعه، إذ صدمتها سيارة أثناء وقوفها في مكانها خلال عملها في بث تلفزيوني مباشر.
وبحسب صحيفة "Philadelphia Inquirer"، كانت توري يورجي، مراسلة الأخبار العاجلة لقناة WSAZ-TV في ولاية فرجينيا الغربية، تقدم تقاريرها في ظروف طقس عاصف في دنبار، بولاية فيرجينيا، عندما صدمتها سيارة، ما أدى إلى سقوطها واختفائها عن أنظار المشاهدين.
ولحسن الحظ لم ينتج عن ذلك أي إصابة حيث طمأنت يورجي على الفور الجميع وعلى الهواء مباشرة أنها بخير، إذ بدت في حالة صدمة لكنها سرعان ما استدركت ما حدث وتابعت عملها في نقل الأخبار، وقالت يورجي: "لقد صدمتني سيارة للتو، لكنني بخير"، وتابعت: "كلنا بخير. أنا بخير. هذا بث تلفزيوني مباشر لكم".
فيما جاءت ردود فعل تستنكر موقف المذيع الموجود في الاستوديو حيث لم يبد أي رد فعل واضح تجاه ما حدث، لكن الحقيقة، بحسب الصحيفة، أن شريك يورجي على الهواء تيم إير، لم يستطع رؤية ما كان يحدث في تلك اللحظة، لتعلق يورجي "إنه من ألطف الناس الذين أعرفهم، وكان أول من اتصل ليطمئن علي".
ويظهر الفيديو كيف سارع سائق السيارة التي صدمت يورجي بالتوقف على الفور للاطمئنان عليها، فيما أفادت قناة NBC، أن المراسلة ذهبت إلى المستشفى لإجراء فحوص طبية والتي أظهرت أنها بخير، وتزامن هذا الحادث مع أسبوع عملها الأخير في المحطة التلفزيونية.
مقتل مصورة صحافية وطفلها وإصابة زوجها جراء انفجار عبوة ناسفة في عدن جنوبي اليمن
تأتي أهمية محتوى هذا الفيديو ليس في إطار ما يسمى بـ "الترند" على وسائل التواصل الاجتماعي، بل من ضرورة تسليط الضوء على مختلف المخاطر والمواقف غير المحسوبة التي قد يتعرض لها الصحفيون أثناء عملهم كمراسلين.
من جهة، رأى البعض أن ما حدث مثال على المرونة في إعداد التقارير، فيما رأى البعض الآخر حادث يورجي كمثال آخر على عدم وجود بروتوكولات أمان كافية في هذا المجال، إذ كانت يورجي تبث بنفسها دون مصور فيديو أو مساعدة إضافية.
مقتل صحافي في تلفزيون الكونغو الديمقراطية الوطني على يد مجهولين
وقالت إليزابيث هيرنانديز، مراسلة دنفر بوست، "الصحفية التي تصطدم بسيارة على الهواء مباشرة وتستمر في عملها، ليس قصة مرونة، بل هي قصة صناعة مريضة وثقافة عمل تضغط على الناس لوضع وظيفتهم فوق صحتهم وسلامتهم".
فيما رأت المراسلة التلفزيونية السابقة سوزي هانتر،أن الفيديو مثير للقلق، وهو مثال على كيف يمكن للصناعة التي تشدد على المواعيد النهائية والاكتفاء الذاتي أن تترك المراسلين في مناصب خطيرة، "لم يكن ينبغي لرؤسائها السماح لها بالاستمرار أثناء تأكدهم من سلامتها"، مضيفة: "لقد تغيرت الصناعة كثيرا في السنوات الأخيرة وأعتقد أن الكثير من الناس لا يدركون أن المراسلين الشباب غالبا ما يتم إرسالهم كـ "فرقة رجل واحد"، يفعلون كل شيء بأنفسهم. أعتقد أن هذا غير آمن للغاية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتصوير المباشر".
المغرب يستنكر تقارير عن "تجسسها" على صحافيين فرنسيين باستخدام برنامج إسرائيلي
ولا تعد هذه الحادثة الأولى من نوعها، فكثيرا ما نرى أو نسمع عن تعرض الصحفيين لمخاطر جمة لكنهم يستمرون في العمل خشيو أن يفقدوا عملهم.
مناقشة