وذكر نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية على وجه التحديد، المحتوى الذي يرتبط بالسياسة والتشهير والسب والقصف، أو تهديد الحياة العامة أو التأثير على الشعوب، وهذا فيما يتعلق بالجانب القانوني.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "أما فيما يتعلق بالجانب السياسي، فمن الممكن استخدام فيسبوك أو شركات التواصل الاجتماعي من أجل ممارسة ضغوط أمريكية معينة، وسبق وأن حجب الموقع صفحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حتى لا يدلي بتصريحات تتعلق بالدولة الأمريكية أو الانتخابات الرئاسية".
وأكد غباشي أن قيام إدارة "فيسبوك" بحجب ومنع الوصول لصفحة وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، دون إبداء أي أسباب أو توضيح الأخبار التي انتهكت معايير الشركة، يعني أن هناك ضغطا يمارس على الوكالة باعتبارها تمثل الدولة الروسية.
وأشار المحلل السياسي إلى أن الصراع الآن بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين روسيا، لا سيما في المسألة الأوكرانية وصل لمدى كبير وخطير، وبات هناك شكل من أشكال الصراع العلني بين واشنطن وموسكو في هذا الصدد.
وأوضح أن أمريكا يمكنها الضغط على شركة "فيسبوك" لحجب مواقع رسمية تخص الدولة الروسية، لا سيما المواقع الإخبارية الرسمية، ومن بينها وكالة "سبوتنيك" من أجل وقف تدفق الأخبار التي لا تتماشي مع السياسية الأمريكية.
وأكد غباشي أن العملية ليست بعيدة عن الضغط السياسي، والذي سبق وأن مارسته أمريكا مع الصين خلال أزمة شركة "هواوي"، واستخدمت خلالها كل الأسلحة التي تملكها للضغط على الصين، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي.
من ناحيته قال الخبير المغربي جمال السباعي المتخصص في المعلومات الرقمية، إن حجب منشورات صفحة وكالة أخبار رسمية يعتبر خطأ مهما كانت المسببات.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه كان بإمكان إدارة "فيسبوك" حجب بعض المنشورات التي ترى أنها "مخالفة" لمعاييرها حال وجودها، إلا أن الأمر يتعدى كونها مجرد إجراءات اعتيادية، حيث يتأكد التوجه الذي باتت إدارة الشركة تعتمده، وهو العمل على هيمنة الصوت الواحد والتوجه الواحد.
وأشار إلى المغربي أن الأمر ذاته حدث سابقا مع الصين و فنزويلا، بل وحتى مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن "حاد عن الخطوط المرسومة".
في وقت سابق، وصف الدكتور أسامة مصطفى، خبير تكنولوجيا المعلومات، حجب موقع "فيسبوك" منشورات صفحة "سبوتنيك عربي" بأنه "تصفية حسابات سياسية"، مضيفا أنه يحدث بتوجيه من الإدارة الأمريكية.
ومنعت إدارة "فيسبوك" نشر منشورات جديدة على صفحة موقع وكالة "سبوتنيك" الناطق بالعربية على شبكة التواصل الاجتماعي.
وبحسب الإشعار الذي أرسل من "فيسبوك"، تم تقييد الوصول إلى الصفحة الخاصة بموقع "سبوتنيك عربي" على منصتها "لأسباب أمنية لبضعة أيام فقط"، كما جاء في الإشعار.
وعند تواصل فريق وكالة "سبوتنيك" مع قسم خدمة العملاء والدعم لدى "فيسبوك"، كانت الإجابة مقتصرة على عبارة "تم التقييد بسبب عدم الامتثال المحتمل لسياساتنا"، مع عدم تقديم المزيد من التفاصيل.
وعلى الرغم من المحاولات المتكررة من قبل فريق وكالة "سبوتنيك" للحصول على تفسير واضح لقرار "فيسبوك"، إلا أنه أكد على حجب "ميزات محددة"، بالإضافة إلى سرد الأسباب العامة لفرض مثل هذه القيود.