بعد استهداف الإمارات للمرة الثانية.. هل تتسع جبهات الحرب في اليمن؟

دخلت الحرب اليمنية مرحلة جديدة من التصعيد خلال الأسابيع الماضية بعد الحشد الأخير من قبل التحالف في "شبوة"، وتكثيف الغارات على صنعاء، كما بدأ أنصار الله بالرد في العمق الاستراتيجي للإمارات والسعودية.
Sputnik
فهل تلاشت كل فرص السلام وبدأت مرحلة جديدة من الحرب ستضع قواعد جديدة للمعادلة والحسم العسكري، أم أن الوضع قد يتسع خارج الجبهات اليمنية ويطال دولا أخرى.
الإمارات تعلن اعتراض وتدمير صاروخين باليستيين حوثيين في سماء أبو ظبي
بداية يرى المحلل السياسي السعودي، الدكتور عبد الله العساف، أن الضربات التي قامت بها مليشيات الحوثي"أنصار الله" حدثت لأن هناك استراتيجية إيرانية يطبقها الحوثيون.
جبهات جديدة
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، تلك الاستراتيجية الإيرانية تتمثل في نقل المعركة من مكان إلى مكان وفتح جبهات جديدة، وقد تحدثت منذ أسابيع بأن الحوثي سوف ينقل المعركة إلى البحر الأحمر، وهو ما حدث بالفعل في عملية اختطاف السفينة الإماراتية"روابي"، وبالضربات الأخيرة للإمارات والسعودية، هو يريد خلط الأوراق وتشتيت الخصوم، والشىء الآخر أن إيران بدأت تشعر أنها تفقد أشياء كثيرة في اليمن، وإذا استمر التحالف بنفس القوة الحالية، سوف يأخذ اليمن سريعا من المد الإيراني.
وتابع المحلل السياسي، إيران تريد من خلال تلك العمليات التي تنفذها أذرعها في اليمن، ويضغط الحوثيون على الأمارات، ربما لتقلل مشاركتها في التحالف أو قد تنسحب بشكل أو بآخر، الهدف الآخر أن إيران لديها مفاوضات مع المملكة العربية السعودية، وهى مفاوضات "ماراثونية" لن تتم في يوم أو يومين، حيث الملفات والخلافات في وجهات النظر كثيرة، لذا تريد طهران الضغط على السعودية للتسريع بعملية التوقيع والصلح، ولكي لا يتم التفاوض أو استبعاد الملف العراقي والسوري واليمني، هم يريدون فقط الأمن مقابل السلام.
آلية مزدوجة
وحول عدم استخدام أبوظبي لعلاقاتها مع طهران لمنع مثل تلك الهجمات طالما يأتي القرار من طهران يقول العساف: إيران تعمل وفق آلية مزدوجة، فهى تريد أن تبرئ ساحتها أمام العالم وأن لا علاقة لها بالحوثيين، والجميع يعلم مدى الارتباط بينها وبين الحوثيين، ارتباط مذهبي وعضوي وتبعية، لكنها تتبرأ شكليا من تلك العلاقة لتقول للخليج إن علاقتي جيدة مع أبو ظبي في الوقت الذي يقوم أتباعها بقصف أبوظبي، وعلى مدى عقود نعلم أن إيران تمد يدها بالسلام وتطعن في الخاصرة من الناحية الأخرى، هذا تاريخهم المعروف.
السعودية تدعو إلى تحرك دولي لوضع حد لـ"سلوك الحوثي العدواني" بعد الهجمات الجديدة على الإمارات
وأشار المحلل السياسي إلى أن السعودية تفتح الأبواب أمام السلام، وقد رأينا خطاب الملك سلمان أمام مجلس الشورى السعودي، وأرسلت المملكة أكثر من رسالة في هذا الخصوص، أما ما يتعلق بعودة سفراء طهران لدى منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة، هذا الأمر تزامن مع الضربة الأولى من جانب الحوثيين لأبوظبي، ولا يمكننا القول إن العلاقة بين السعودية وإيران أصبحت جيدة، لأن هؤلاء مجالهم مختلف عن المجال الدبلوماسي الذي يربط بين البلدين.
وأكد المحلل السياسي، أن الحرب اليمنية لن تتسع لتكون حرب إقليمية أو دولية، لأن جميع الأطراف يعرفون خطورة ذلك، سوف تظل على هذا الحال وربما تزداد وتيرتها باستهداف أعيان مدنية واقتصادية لدول الخليج، فربما تصاب المنامة أو الكويت أيضا، وأنا سعيد جدا بهذا التطور حتى يأخذ التحالف اليوم زمام المبادرة ويصم أذنيه عن الأمم المتحدة والغرب والذي يكيل بمكيالين، وأن يتم ضرب كل الأهداف حتى وإن كانت تحتوي على مدنيين طالما تحرك منها هدف عسكري، لأننا لكي نصل إلى السلام يجب أن تكون الحرب مفتوحة على كل الجبهات وأن يجنب خيار السلام، وأرى اليوم نتائج جيدة تتحقق على الأرض، وما حدث في شبوة سوف يتكرر على مأرب وغيرها، نحن أمام انتصار يجب أن نستكمله.
إعصار اليمن
على الجانب الآخر يقول الخبير العسكري والإستراتيجي اليمني "صنعاء"، اللواء عبد الله الجفري، إن عملية "إعصار اليمن" التي تم الإعلان عنها خلال الأيام الماضية استهدفت اليوم العمق الإستراتيجي لكل من السعودية والإمارات، وهى الثانية خلال أسبوع بالنسبة للإمارات، وتأتي تلك العملية في إطار الرد الطبيعي على جرائم دول تحالف العدوان والحصار الجائر للعام السابع على التوالي، وأيضا في سياق الرد على استهداف منازل المواطنين وممتلكاتهم، وهناك إنذارات توجهت بها صنعاء والناطق الرسمي للقوات المسلحة العقيد يحيى سريع، التي طالب فيها الشركات الأجنبية لمغادرة الإمارات، لأنها أصبحت بيئة غير مستقرة وغير آمنة.
الإمارات تكشف عن اتفاق مع إسرائيل وأمريكا على خلفية "الهجوم الحوثي على أبو ظبي"
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، أكد أن الإمارات عندما التزمت في وقت سابق وسحبت قواتها من اليمن، لم يكن هناك أي استهداف لها، لذا عندما عادت لتعمل مجددا ضد الشعب اليمني وعلى أرضه، كما حاولت خلال الأسبوعين الماضيين احتلال جزيرة "عبد الكوري" وهي إحدى جزر أرخبيل سقطرى، والتي تمثل أهمية إستراتيجية في المحيط الهندي وأيضا لقربها من باب المندب، من أجل السيطرة على الممر الملاحي الدولي، لذا بدأت الإمارات مجددا في إظهار عدائها ضد الشعب اليمني.
أهداف مشروعة
وحول تأثر صنعاء بعمليات الشجب والاستنكار الدوليين على استهدافهم للإمارات يقول الخبير الإستراتيجي، لا تعنينا تلك التصريحات الدولية، فهم من يشعلون الحروب والفتن ويدعمون التنظيمات الإرهابية، أما نحن فنقوم بالدفاع عن أنفسنا وبلادنا ولم نعتدي على أحد أو نحاصره، ونطلق تحذيرات للمواطنين قبل القيام بأي عملية في العمق السعودي والإمارات، كل ما تخرج إليه الصواريخ في السعودية والإمارات هى أهداف اقتصادية وعسكرية وحيوية، فهم قد دمروا كل شيء في بلادنا.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية، فجر اليوم الاثنين، اعتراض وتدمير دفاعها الجوي صاروخين باليستيين أطلقتهما جماعة "أنصار الله" تجاه الدولة.
كما أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية، تدمير منصة إطلاق صواريخ باليستية تابعة لأنصار الله في الجوف باليمن بعد إطلاقها صاروخين بالستيين على أبو ظبي.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم جماعة "أنصار الله"، العميد يحيى سريع، اليوم الاثنين، إن قواته استهدفت مواقع حيوية في العمقين السعودي والإماراتي بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
محافظ شبوة لـ"سبوتنيك": ما فعلته الإمارات من مشاكل في المناطق المحررة لا يقل خطورة عما قام به الحوثي
وأوضح سريع، في بيان، إنه تم استهداف قاعدة الظفرة الجوية وأهدافا حساسة أخرى في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بالإضافة إلى استهداف مواقع حيوية وهامة في إمارة دبي.
وأضاف سريع بحسب البيان، أن العملية العسكرية شملت أيضا استهداف عدد من القواعد العسكرية في السعودية بمنطقة شرورة ومناطق أخرى، بعدد كبير من الطائرات المسيرة، فضلا عن استهداف مناطق حيوية وحساسة في جازان وعسير، بعدد من الصواريخ الباليستية.
وجدد سريع دعوته للشركات الأجنبية والمستثمرين في الإمارات بمغادرتها كونها أصبحت "غير آمنة"، مؤكدا أن "الإمارات معرضة للاستهداف بشكل مستمر طالما استمرت في عدوانها وحصارها للشعب اليمني".
وتقود السعودية، منذ 26 مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في اليمن، سيطرت عليها جماعة الحوثيين، أواخر 2014.
في المقابل، تنفذ جماعة "أنصار الله"، هجمات بطائرات مُسيرة، وصواريخ بالستية، وقوارب مفخخة، تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وأراضي المملكة.
وتسبب النزاع الدموي في اليمن بمقتل وإصابة مئات الآلاف؛ فضلا عن نزوح السكان، وانتشار الأوبئة والأمراض.
مناقشة