الكيان الإسرائيلي يتخوف مما يجري في فيينا، وهو بالأساس ضد أي اتفاقية يتم فيها فصل الملفات النووية عن باقي الملفات التي يتوجس منها. ما يخشاه الإسرائيلي هي العودة إلى ما كان عليه الاتفاق عام 2015 وأن تكون نتائج هذه العودة لصالح محور المقاومة بما يزيد نفوذ إيران وحلفائها في المنطقة. الكيان الصهيوني لن يتراجع عن محاولات إيذاء إيران التي تمتلك أوراقا أكثر قوة مع الأخذ بعين الاعتبار قضية التحالفات والمواقف الدولية الرافضة لقيام إسرائيل بأي اعتداء حرصا على السلام العالمي.
إسرائيل مارست وتمارس ضغوطاً على الولايات المتحدة لتطويع إيران كما ترغب ولو كانت تستطيع مهاجمة إيران لما تأخرت لحظة، ولكنها تعرف جيداً أن الحرب مع إيران ليست لعب أطفال وأن لديها ما تستطيع الدفاع به عن نفسها وأن ترد وتوجع إسرائيل. هناك مواجهة حقيقية وفعلية بين إيران وإسرائيل ولكن نعلم أن إسرائيل لوحدها لا تستطيع أن تواجه إيران والوضع في المنطقة ووضع الولايات المتحدة لا يسمح ولا يشجع قيام إسرائيل بأي اعتداء أو مواجهة مع إيران.
إيران تملك قدرات عسكرية تضاهي أي قوة إقليمية وهي الدولة الوحيدة في الإقليم التي هاجمت أهدافا أمريكية في المنطقة، والمناورات التي يشارك فيها الإسرائيلي لا تعني شيئا لإيران، وتهدف لتأجيل المفاوضات لاستثمار أكبر في نهب خيرات دول الخليج ولإقحامها في مواجهة مع إيران، مواجهة ليست في مصلحة أحد في المنطقة. بالمحصلة الكيان الصهيوني تحت مرمى النيران الإيرانية من تل أبيب إلى كل المناطق المحتلة في تلك المنطقة ولا أعتقد أن أي حرب ستنشب إلا إذا قام الإسرائيلي بحماقة لا تحمد عقباها.