راديو

هل اقتربت مفاوضات البرنامج النووي لإيران من خط النهاية؟

أعلن وفد الاتحاد الأوروبي تعليق مفاوضات فيينا حول البرنامج النووي الإيراني للتشاور، داعيا مختلف الأطراف المعنية لاتخاذ "قرارات سياسية".
Sputnik
وقال المنسق الأوروبي لمفاوضات فيينا، إنريكي مورا، إن المشاركين "سيعودون إلى عواصمهم لإجراء المشاورات وتلقي التعليمات تمهيدا للعودة الأسبوع المقبل" مشيرا إلى أنه "لا بد من اتخاذ قرارات سياسية الآن".
كانت الأطراف المشاركة في المفاوضات استأنفت الجولة الثامنة في فيينا نهاية نوفمبر بعد توقف لخمسة أشهر.
ويشارك الأمريكيون في المفاوضات بشكل غير مباشر، دون أن يلتقوا الإيرانيين، فيما يضطلع الاتحاد الأوروبي وأطراف أخرى بدور الوسيط.
كانت إيران قد أعلنت الأسبوع الجاري للمرة الأولى استعدادها للتفاوض مباشرة مع واشنطن، التي أبدت بدورها استعدادا مماثلا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، منتصف الشهر الجاري إنه سيتبين "خلال أسابيع قليلة إذا كنا نستطيع معاودة احترام الاتفاق بشكل متبادل".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الكاتب والمحلل السياسي الإيراني محمد غروي، إنه "تم التوافق على نحو أربعين بالمئة من ملفات التفاوض، بعد الانتهاء من التفاوض على النقاط الفنية، وبقيت الآن النقاط الأصعب التي تحتاج لقرارات سياسية، ما دعا الأطراف إلى العودة إلى عواصمها، على أن تستأنف المباحثات خلال أسبوع، بعد أن تكون العواصم اتخذت القرارات الصعبة للجلوس على الطاولة".
وأوضح نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، د. كتور مختار غباشي، إن أن "واشنطن ترغب في تطويع إيران لخدمة مصالحها في الشرق الأوسط، وهو ما لم تقبله إيران، التي انضمت لمنظمة شنغهاي التي أنشأتها الصين وروسيا، والتي تعتبر بديلا لحلف وارسو".
وأكد أن "إيران تختلف الآن عما كانت عليه في 2015 بعد الصعود الصيني المهيب والانتشار الروسي في مناطق الصراع وقدرة موسكو على فرض كلمتها، مشيرا إلى أن لعبة توازنات القوى الدولية اختلفت باتجاه إعادة التوازنات، وخلق قوى وأقطاب جديدة، في حين تشهد الولايات المتحدة مرحلة ترهل إمبراطوري"، لافتا إلى أنه "سيكون من الممكن الوصول لاتفاق، شريطة تلبية مطالب إيران التي أصبحت أكثر تشددا" .
من جانبه، أكد مدير مركز آسيا للدراسات والترجمة أحمد مصطفى، أن:
"مفاوضات البرنامج النووي أصبحت تقترب من خط النهاية، بعد فشل الضغوط الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية التي حاولت واشنطن وإسرائيل والثلاثية الأوروبية فرضها على إيران، خاصة أن واشنطن هي التي مرقت عن الاتفاق، الذي ضمنه مجلس الأمن، والذي كان في وقتها أفضل لواشنطن ولإسرائيل من المسودات الثلاثة التي تحاول إيران أن تفرضها في مفاوضات فيينا الحالية، والتي لم تكن تشتمل على الضمانات التي تريدها إيران".
وتوقع الكاتب والمحلل السياسي إسماعيل خلف:
"تجاوبا قويا من واشنطن وطهران، خاصة مع توفر مؤشرات على الاتفاق بشأن النقاط المهمة الأساسية، ما دفع فرنسا للحديث عن تفاؤل".
مشيرا إلى أن:
"واشنطن ربما تذهب في النهاية إلى القبول برفع العقوبات بينما تقدم إيران التزاما بخصوص وضع حد لتخصيب اليورانيوم".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
مناقشة