ونقلت وكالة رويترز، ظهر اليوم الجمعة، عن الرئيس التركي أن البلدين سيبحثان التعاون في مجال الطاقة خلال محادثات الشهر المقبل، وذلك في الوقت الذي تحاول تركيا العمل على إصلاح علاقاتها الإقليمية المتوترة مع إسرائيل ودول أخرى في إطار مسعى بدأ في العام 2020.
وكان أردوغان قد كشف، أمس الخميس، موعد زيارة الرئيس الإسرائيلي إلى تركيا، مصرحا خلال مؤتمر صحافي قبيل سفره إلى أوكرانيا، أن الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، سيزور تركيا في منتصف شهر مارس/ آذار المقبل، وذلك بعدما كانت الزيارة مقررة في مطلع الشهر الجاري.
وأضاف: أن الزيارة "ستشهد مناقشة العلاقات الثنائية وتقييمها والتوجه نحو الجانب الإيجابي من العلاقات المشتركة". ومطلع الشهر الماضي، أجرى أردوغان اتصالا هاتفيا بنظيره الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، للتعزية بوفاة والدته. وهذا هو الاتصال الثالث بينهما خلال أقلّ من عام.
وحول إمكانية إبرام صفقة بين إسرائيل وتركيا تتعلق بمجال الطاقة، قال أردوغان إنه "قبل كل شيء نحن سياسيون، وكسياسيين فإننا مع السلام وليس الصراع، وإذا كان النفط وسيلة للسلام فإننا سنستخدمه، وإذا لم تكن أداة سلام، فإن القرار يعود بالطبع لكل بلد".
تجدر الإشارة إلى أن تركيا عارضت باستمرار عمليات الحفر التي تقوم بها حكومة قبرص اليونانية من جانب واحد في شرق البحر المتوسط، مؤكدة أن جمهورية شمال قبرص التركية لها أيضا حقوق في الموارد في المنطقة المحيطة بجزيرة قبرص المقسمة منذ عام 1974.
وشهدت العقود التي تلت ذلك عدة محاولات لحل النزاع القبرصي، وكلها انتهت بالفشل. آخرها التي عقدت في عام 2017 في سويسرا بمشاركة الدول الضامنة - تركيا واليونان والمملكة المتحدة - وانتهت دون أي تقدم.
وتصاعدت الأوضاع في المنطقة مرة أخرى بعد أن وقعت اليونان وإسرائيل وقبرص في 2 يناير/ كانون الثاني من العام الماضي اتفاقية حكومية حول بناء خط أنابيب شرق المتوسط (إيست ميد)، الذي سيمتد على طول 1900 كيلومتر وسيكلف إنشاؤه نحو 6 مليارات يورو، ومن المقرر أن ينقل الغاز الطبيعي بداية من عام 2025 من إسرائيل وقبرص إلى اليونان وإيطاليا وأسواق أوروبية أخرى.
وبعد ذلك بأسبوعين تقريبا أعلنت القاهرة أن مصر وإسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا وقعت على الإعلان المبدئي لتأسيس منظمة إقليمية للغاز.