الجنود البدو في الجيش الإسرائيلي..من التأسيس حتى العزلة

يضم الجيش الإسرائيلي عددا من الجنود البدو الذين يعانون من أوضاع صعبة، فلا هم موضع ترحيب من مجتمعهم القبلي أو العربي بشكل عام، ولا هم قادرون على الاندماج في المجتمع اليهودي والحصول على وظائف بعد انتهاء خدمتهم العسكرية، حسبما يقول الإعلام الإسرائيلي الرسمي.
Sputnik
ويضم الجيش الإسرائيلي ما تسمى بـ "كتيبة البدو" أو "وحدة استطلاع الصحراء" (الفوج 585)، وهي وحدة مشاة تضم بشكل أساسي جنودا من العرب البدو الذي يقطنون بلدات في الشمال وأخرى في صحراء النقب جنوبي البلاد.
في عام 1985، تقدم علي خليف، من قبيلة خليف بطلب لمبادرة إنشاء الوحدة، وكتب في رسالة إلى رئيس الأركان وقتها يقترح فيها إنشاء وحدة بدوية من أجل إضفاء الطابع المؤسسي على مسألة تجنيد أفراد المجتمع البدوي على أساس طوعي، ليتم تأسيسها فعليا في 28 فبراير/شباط 1986.
في تقرير متلفز لها، اليوم الجمعة، كشفت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية عن تراجع كبير في معدل تجنيد الشبان البدو خلال السنوات الأخيرة.
وقالت القناة إن الجنود البدو التحقوا بالجيش "ضد رغبة عائلاتهم، ويعانون من العزلة داخل مجتمعهم العربي الرافض لمثل هذه الخطوة".
ويزعم التقرير أن الجنود البدو "يلاقون التمييز داخل المجتمع الإسرائيلي، ولا يتم قبولهم في الوظائف التي ظلت حكرا على اليهود".
عشرات الفلسطينيين يتظاهرون أمام مقر الحكومة الإسرائيلية تنديدا بمصادرة أراضيهم
وقالت كارميلا مينشا، وهي صحفية إسرائيلية تعمل كمراسلة عسكرية، إنها تلقت مؤخرا العشرات من الرسائل من قبل ضباط وجنود بدو بالجيش الإسرائيلي يشتكون من أوضاعهم السيئة.
ووصف ضابط بدوي لمينشا في إحدى الرسائل رفض المجتمع اليهودي تقبل المجندين البدو بعد تسريحهم "هذا أخطر من التهديد الإيراني... الوضع قابل للانفجار".
وأضافت مينشا عن الجنود البدو: "يتعرضون للعزلة التامة من قبل المجتمع البدوي والعربي وعائلاتهم، لكني هنا أيضا أتحدث عن الجيش ووزارة الدفاع، لإيجاد حل بعدم قبولهم عند تقدمهم للوظائف، فقط لكونهم بدو وعرب".
ولا يصل الضباط البدو في الجيش الإسرائيلي إلى الدرجات والرتب التي يحظى بها نظراؤهم اليهود، فهم لا يتخطون رتبة عقيد، بحسب مينشا.
وتابعت المراسلة العسكرية: "أجري الكثير من المحادثات الطويلة مع جنود ومجندات عرب، ليس لديهم نقود، يجب منحهم حزمة مساعدات بعد التسريح تختلف عن تلك التي يحصل عليها الجنود اليهود".
من جانبه، علق النائب بالكنيست مائير جولان (حزب "ميرتس" اليساري) وهو أيضا نائب وزير الاقتصاد والصناعة بقوله: "هذا في الحقيقة أمر مؤلم، وهو جزء من مشكلة عامة، من التنصل للسكان البدو في الجنوب، هناك في الجنوب 300 ألف بدوي يعيش نصفهم في قرى غير معترف بها بدون مياه أو كهرباء أو صرف صحي".
وأضاف: "سأضرب لكم مثلا، سلامة الأطرش رئيس المجلس الإقليمي القيصوم، أحد المجالس المحلية البدوية، كان ضابطا بالجيش الإسرائيلي، أعرفه جيدا هو إسرائيلي وطني، لكنه يعود إلى منزله غير المعترف به، والقرى التي يرأسها لا تحظى بتعامل مناسب من قبل مؤسسات الدولة".
واعتبر أن الحل يمكن أولا في حل مشكلة الأراضي في النقب، والتي تضع السلطات الإسرائيلية اليد عليها، بدعوى أنها ملكية عامة، وتقوم بمصادرتها من ساكنيها البدو.
وتعهد بأن تعمل الحكومة الإسرائيلية الحالية على تنفيذ خطة شاملة لتشغيل الشابات والشبان من القطاع البدوي.
وعلى خلفية ممارسة التمييز في الوظائف ضدهم، وكذلك عزلتهم في مجتمعهم العربي، تراجعت أعداد الجنود البدو في الجيش الإسرائيلي خلال السنوات الأخيرة.
وبحسب موقع "واللا" العبري، يخدم في الجيش الإسرائيلي حاليا 1514 جنديا من المجتمع البدوي ، بما في ذلك 84 ضابطا.
مناقشة