مجتمع

تسونامي هائل ضرب الأرض وانتشر في 3 محيطات... "قعقعة" غامضة هي السبب

استطاع العلماء أخيرا التوصل إلى السبب الحقيقي وراء التسونامي الغامض والمفاجئ الذي انتشر في 3 محيطات حول كوكب الأرض، حيث وصل إلى شمال المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والمحيط الهندي وامتد لمسافة 10 آلاف كيلومترا.
Sputnik
وأكدت المصادر العلمية أنها الحالة الأولى التي يرصد فيها تسونامي في ثلاث محيطات حول كوكب الأرض، منذ زلزال المحيط الهندي عام 2004، وقد اكتشف العلماء الآن فقط كيفية حدوث هذه الظاهرة.
واتضح أخيرا أن هذا التسونامي الغريب الذي ضرب الأرض في أغسطس من العام الماضي، لم يكن ناتجا عن حدوث زلزال واحد فقط بقوة 7.5 درجة على مقياس ريختر، حيث كشفت البيانات الزلزالية أن التسونامي وقع بسبب سلسلة من 5 زلازل فرعية خبأت في وسطها ما وصف بـ"القعقعة" الأكبر بكثير وأقل عمقا وكانت السبب وراء التسونامي العالمي، بحسب الورقة البحثية المنشورة في مجلة "Geophysical Research Letters".
مجتمع
علماء: أكثر "كثافة سكانية" ليست على اليابسة بل في مكان "غامض" من الأرض... صور وفيديو
وضرب هذا الزلزال الثالث "غير المرئي"، على عمق يقدر بحوالي 15 كيلومترا فقط تحت سطح الأرض بقوة وصلت إلى 8.2، لكن في وسط الزلازل، لم يتم رصد البيانات بشكل دقيق.

"الحدث الثالث خاص لأنه كان ضخمًا وكان صامتًا. في البيانات التي ننظر إليها عادةً كانت (الموجات الزلزالية) غير مرئية تقريبًا، من الصعب العثور على الزلزال الثاني لأنه مدفون في الزلزال الأول. ونادرا ما يتم ملاحظة هذه الزلازل المعقدة. وإذا لم نستخدم مجموعة البيانات الصحيحة، فلا يمكننا رؤية ما يخفيه الزلزال بداخله".

زهي جيا
عالم زلازل من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا
وبعد دراسة التقاطعات في البيانات الزلزالية في فترات زمنية بطول 500 ثانية، تمكن جيا وزملاؤه من الكشف عن وجود زلزال "ضحل وبطيء لم يسبق له مثيل".
مجتمع
اكتشاف صخرة هائلة تختبئ أسفل اليابان تشكل "مغناطيسا" للزلازل المدمرة... صور وفيديو
ووجد العلماء بالإضافة إلى مجموعة التمزقات المنتظمة في القشرة الأرضية، جودوا حدوث "قعقعة لمدة 3 دقائق أدت إلى تمزق جزء يمتد حوالي 200 كيلومترا من واجهة الصفيحة"، حيث شكل هذا الحدث أكثر من 70% من إجمالي العزم الزلزالي المسجل، بحسب مجلة "sciencealert" العلمية.

"يبدو أن زلزال جزيرة ساندويتش الجنوبية مزيج من التمزق العميق والانزلاق البطيء لأمواج التسونامي؛ وهذا يفسر المزيج غير المعتاد إلى حد ما من العمق الكبير نسبيًا والتسونامي المرصود عالميا. تشير النتائج إلى أن أنظمة الإنذار من الزلازل والتسونامي لدينا بحاجة إلى التحديث، إذا أردنا تحذير المجتمعات الساحلية من أحداث مماثلة، فإن أنظمتنا بحاجة إلى قراءة ما بين خطوط الزلازل لرؤية الزلازل الأكبر".

استنتاجات العلماء في الدراسة الجديدة
وبدورها، تقول عالمة الجيولوجيا جوديث هوبارد، التي تعمل في مرصد الأرض في سنغافورة والتي لم تشارك في البحث الحالي، إنها ممتنة لأن الآخرين ينقبون في بيانات تسونامي غير المتوقعة لفهم أفضل من أين أتوا.

"هذه الدراسة هي مثال رائع لفهم كيفية ظهور هذه الأحداث النادرة، وكيف يمكننا اكتشافها بشكل أسرع حتى نتمكن من الحصول على مزيد من التحذير المبكر في المستقبل".

جوديث هوبارد
عالمة جيولوجيا
مناقشة