كيف تؤثر ادعاءات الحرب في أوكرانيا على الأزمة بين الصين وتايوان

برغم ما يبدو السؤال غريبا لما يتصوره البعض من بعد المسافات، إلا أن تحالفات السياسة العابرة للحدود تفرض تأثيرات تتلاشى معها الحدود ويتقارب البعيد.
Sputnik
الصين وتايوان... صراع قديم حديث، والولايات المتحدة الأمريكية تلعب على الدوام في مناطق النتوء الصيني، ولذلك فإن تايوان ملعب ممهد لها، تحاول من خلاله الضغط لتنفيذ أجندات معينة.
بسبب أوكرانيا... الولايات المتحدة تتنازل أمام الصين
في المقابل فإن التقارب الصيني الروسي يفرض تحالفا بصورة أو بأخرى، ويستدعي تنسيقا حول ملفات متعددة، من المؤكد أن الأزمة مع أمريكا والدول الغربية بسبب أوكرانيا جزء منها.

وقد ظهر هذا التنسيق عقب لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جين بينغ على هامش افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، حيث صدر بيان مشترك يرفض ما يمكن تسميته "تمدد حلف الناتو"، وهذا ما يؤكد أن الصين تشارك روسيا الرؤية نفسها، وهو ما يبدو مخيفا حال اندلاع حرب كما تروج واشنطن وحلفاؤها الغربيون.

لذلك فإن الأمريكان يفطنون إلى هذا البعد جيدا، ويدركون أن أخطر ما في تصعيد تلك الأزمة مع روسيا، هو أن الصين تراقب الوضع وتحاول فهم طبيعة ردة الفعل الأمريكية، لتستفيد منها في الأزمة بينها وبين تايوان.

وقد حذرت السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، في تصريحات صحفية من إن "الشيء الوحيد الذي يجعل القضية الأوكرانية الروسية مهمة للغاية هو أن الصين تراقب ذلك؛ لأن هذه القضية ستحدد ما إذا كانت بكين تعتقد بأنها تستطيع المضي قدماً في ضم تايوان.. لذلك فإن كل هذه الأمور تترابط معاً".

أمر آخر يجعل الازمة وتأثيراتها للصين أبعد حتى من تايوان، حيث إن الاستفزازت الأمريكية والغربية لروسيا، بادعاء الغز والتحضير له، والتمادي في تلك الادعاءات عن طريق إصدار تحذيرات للرعايا بمغادرة أوكرانيا، كلها تسهم في الدخول إلى حرب فعلية، ووقتها سيكون المشهد مختلفا، إذ ربما ستتم إعادة تشكيل النظام العالمي الجديد، بحيث يكون ما قبل الحرب الأوكرانية ليس كما بعدها، وستكون الصين بالفعل لاعبا رئيسيا في هذا المشهد العالمي الجديد.
مستشار الأمن القومي الأمريكي: العقوبات التي قد نفرضها على روسيا حال غزوها أوكرانيا ستؤثر على الصين
لذلك ووفقا لرويترز فإن الحكومة في تايوان أعلنت اليوم السبت أنها تراقب عن كثب الوضع في المضيق الذي يفصلها عن الصين وتقوم بمزيد من الاستعدادات استجابة لما يحدث مع أوكرانيا.

وفيما أكدت تايوان أن الحالتين (روسيا واوكرانيا والصين وتايوان) مختلفتان تمامًا، فإنها أكدت على ضرورة توخي الحذر.

وقال مكتب الرئاسة التايوانية إن "الجيش يواصل تعزيز المراقبة"، مشددا على أن "السلام والاستقرار الإقليميين هما مسؤولية مشتركة لجميع الأطراف".
وأضاف البيان أن "جميع الوحدات العسكرية تواصل إيلاء اهتمام وثيق للحالة في أوكرانيا والتحركات عبر مضيق تايوان، وتواصل تعزيز الاستخبارات والمراقبة المشتركة، وزيادة مستوى الاستعداد القتالي تدريجيًا استجابة للإشارات والتهديدات للاستجابة بفعالية للحالات المختلفة".

وتشكو تايوان بشكل متكرر من تحليق القوات الجوية الصينية إلى منطقة الدفاع الجوي الخاصة بها، وهو جزء مما تعتبره تايبيه نمطا من المضايقات من قبل بكين.

وكانت الصين، التي تؤكد دوما أن تايوان جزء من أراضيها، قد كثفت من نشاطها العسكري بالقرب من الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي في العامين الماضيين، لكن تايوان لم تبلغ عن أي مناورات غير عادية من قبل القوات الصينية في الأيام الأخيرة حيث يوجد قلق بشأن الوضع في أوكرانيا.
مناقشة