وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن التحركات الأمريكية ترتبط بخط "التيار الشمالي 2" الذي يربط روسيا بألمانيا مباشرة، دون أن تكون هناك أي دول وسيطة يمكن لواشنطن التأثير عليها للضغط على روسيا أو الدول الأوروبية من الطرف الآخر.
وأوضح أن الخط مفيد للجانبين الروسي والأوروبي بدرجة كبيرة، خاصة أن أوروبا تعتمد على الغاز الطبيعي بدرجة كبيرة من روسيا، تصل في بعض الدول إلى أكثر من 95%.
ويرى أنيس أن نقل الغاز الأمريكي إلى أوروبا يواجه العديد من الصعوبات، خاصة أن عملية تسييل وفك الغاز وإعادة استهلاكه ترتبط بفترة زمنية محددة لاستهلاك الغاز، إضافة لارتفاع التكلفة، ما يعني أن روسيا هي الأنسب.
يرجح الخبير المصري أن واشنطن تسعى للإبقاء على العلاقة التجارية بين روسيا والاتحاد الأوروبي في نطاق محدود والحد من أي تأثير سياسي.
وشدد على أن أوروبا ستتأثر بشدة حال وقف إمدادات الغاز، إضافة لتأثر الأسعار بشكل عام، فيما يمكن أن تتأثر روسيا من الجانب المادي.
في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن الإدارة الأمريكية فرضت عقوبات ضد سفينتين روسيتين وشركة واحدة على صلة بروسيا، تشارك في تنفيذ مشروع "التيار الشمالي 2".
وفرضت واشنطن عقوبات على المشروع في ديسمبر/ كانون الأول 2019، وطالبت الشركات المساهمة بالتوقف على الفور عن مد خط الأنابيب.
وفي وقت سابق، أوقفت وكالة الشبكة الفيدرالية الألمانية، عملية اعتماد "التيار الشمالي 2" بسبب عمليات فحص تطابق حزمة المستندات المقدمة مع القانون الألماني.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2021، قال ستيفن كوتري، عضو في مجلس النواب الألماني، إنه من الممكن إطلاق مشروع خط غاز "التيار الشمالي 2" بين شهري أبريل/ نيسان ومايو/ أيار من العام المقبل.
وقال كوتري: "لا أعتقد أنه يمكن إيقاف المشروع، لكن المفوضية الأوروبية ستحاول على الأرجح تأخير العملية من جانبها، أنا أتوقع إطلاق المشروع في العام المقبل، ربما في أبريل أو مايو".
ويشمل مشروع "التيار الشمالي 2"، مد خط أنابيب غاز بطول نحو 1230 كيلومترا تحت مياه بحر البلطيق، وبسعة 55 مليار متر مكعب، سنوياً، وذلك من الساحل الروسي إلى ألمانيا.
قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الثلاثاء، إن مشروع "التيار الشمالي 2" مجمد، مشيرة إلى أن ألمانيا حذرت دائما من أن هذا سيكون جزءا من الإجراءات المعدة في حال التصعيد في أوكرانيا.
جاء ذلك بعدما وقع الرئيس فلاديمير بوتين مرسومي الاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيتي الصداقة والتعاون مع رئيسي الجمهوريتين. ترفض كييف والغرب الاعتراف باستقلال الجمهوريتين بعد سنوات من الحرب والتوترات وانتهاك الاتفاقيات الدولية.