وبحسب التقرير الأمريكي، فإن تقديرات وزارة الزراعة الأمريكية حول العام الماضي، تشير إلى أن الشرق الأوسط، استورد أكثر من 36 مليون طن متري من القمح، جاء معظم هذه الشحنات من روسيا وأوكرانيا، وأن اعتماد دول المنطقة على واردات الحبوب من الخارج آخذ في الازدياد.
فهل يتأثر العراق بما يجري في أوكرانيا؟
عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج "هموم عراقية" على أثير راديو "سبوتنيك" الخبير المالي والاقتصادي الدكتور صفوان قصي:
"يعاني العراق من ضعف في إمدادات المياه، وحصاد القمح المتوقع لهذا العام مليوني طن، في ظل حاجة العراق إلى خمسة ملايين طن سنويا من القمح، بمعنى ضرورة شراء ثلاثة ملايين طن من الأسواق المالية العالمية، كما يُتوقع وبسبب هذه الأزمة عدم قيام الفلاحين بتسليم ناتجهم الزراعي من القمح إلى وزارة التجارة العراقية، لذا على الأخيرة أخذ هذا الموضوع بنظر الاعتبار وتعويض ذلك من الأسواق العالمية، لكن من الممكن أن تتجه الحبوب الروسية والاوكرانية شرقاً بسبب العقوبات مما يسمح للعراق باستيرادها بتكاليف أعلى من التكاليف الحالية، وعلى العراق زيادة المساحات المزروعة بالتنسيق مع تركيا من أجل إمداده بالمياه، حيث أن تركيا هي الأخرى ستتأثر بمسألة نقص الحبوب، لذا قد يشهد العراق بعض الاضطراب، خصوصا وأن السوق النظامي فيه غير مسيطر عليه بالكامل، مما يؤدي إلى حصول مضاربات بالأسعار".
وأضاف قصي:
"لا يمكن فرضيا محاصرة روسيا التي تمتلك مساحة شاسعة، كما أن الدول المجاورة لها أظهرت موقفاً مغايراً لأوروبا والولايات المتحدة، فعملية الحصار التجاري لروسيا معقدة كونها تخلق اضطرابات في الأسواق الأمر الذي سينعكس على معدلات الأسعار العالمية، كما ستدير روسيا تجارتها نحو الصين والهند اللتين تمثلان أكبر مراكز تجارية في الشرق، ومنهما ستمتد التجارة إلى بقية دول العالم، وروسيا لاعب مؤثر في تحديد سعر النفط العالمي، ويبدو أن الدول الغربية لم تدخل النفط ضمن العقوبات على روسيا، لذا لا تخضع الشركات النفطية الروسية العاملة في العراق للعقوبات".
إعداد وتقديم: ضياء حسون
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق