تراجع حركة السياحة يهدد 30 ألف نسمة في أقدم قرية لصناعة البردي بمصر... صور

على بعد نحو 100 كيلو متر من القاهرة تقع قرية "القراموص" في محافظة الشرقية، حيث تعد القرية الوحيدة التي تحافظ على صناعة البردي المتوارث عن مصر القديمة، حيث يعمل فيها نحو 33 ألف نسمة.
Sputnik
في الفترة الأخيرة وبسبب تراجع حركة السياحة تأثرت القرية بدرجة كبيرة، خاصة أن المنتج النهائي من ورق البردي يعتمد على حركة السياحة في مصر أو حتى تصديرها للخارج، حيث ترسم على أوراق البردي العديد من الأشكال الفنية سواء التي تحمل المعالم الفرعونية أو حتى معالم الحضارات الأخرى.
مجتمع
"الألباستر المصري"... من صناعة أواني "قرابين الآلهة" إلى تجسيد تماثيلها في مصر القديمة
بحسب سعيد طرخان، صاحب إحدى الورش في القرية، فإن نسبة العمل في الحرفة تراجعت مؤخرا بسبب تراجع حركة السياحة.

يؤكد طرخان في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن مساحة الأراضي المزروعة بنبات البردي تراجعت من 500 فدان، إلى 40 فدانا في الوقت الراهن بسبب تراجع الطلب.

وأشار إلى أن 30 ألف نسمة في السابق كانوا يعملون ضمن صناعة ورق البردي، فضلا عن جلب المزيد من العمالة من القرى المجاورة، إلا أن الأعداد تراجعت بشكل كبيرة خلال الفترة الأخيرة، ولم تعد الورش تعمل بكامل طاقتها كما في السابق.
ويخشى سيد علي، أحد أبناء القرية، من تراجع حركة السياحة إلى حد كبير، الأمر الذي قد يدفع بعض الورش للإغلاق وتسريح العمالة.
وأكد علي في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن العديد من الشباب الذين كانوا يعملون في المهنة منذ سنوات طويلة، اضطروا مع أزمة كورونا إلى البحث عن عمل أخر، وأن الأزمة الراهنة قد تلقي بظلالها على السياحة الأمر الذي يضطر معه ما تبقى من الورش للإغلاق أو تسريح نصف العمالة.
تمر الصناعة بمراحل عدة، بداية من الزراعة حتى الطباعة، وهي المرحلة الأخيرة التي تباع بعدها أوراق البردي في المعارض والبازارات وتصدر لخارج مصر.
يحتاج البردي إلى مياه وفيرة طوال فترة زراعته والتي تستمر لعام حسب جودة الأرض والأطوال المطلوبة.
1 / 5
تراجع حركة السياحة يهدد 30 ألف نسمة في أقدم قرية لصناعة البردي بمصر
2 / 5
تراجع حركة السياحة يهدد 30 ألف نسمة في أقدم قرية لصناعة البردي بمصر
3 / 5
تراجع حركة السياحة يهدد 30 ألف نسمة في أقدم قرية لصناعة البردي بمصر
4 / 5
تراجع حركة السياحة يهدد 30 ألف نسمة في أقدم قرية لصناعة البردي بمصر
5 / 5
تراجع حركة السياحة يهدد 30 ألف نسمة في أقدم قرية لصناعة البردي بمصر
تظل الجذور في الأرض طيلة 6 سنوات، تنبت فيها عيدان البردي كل عام، وتصل للمستوى الذي يمكن فيه قصها للطباعة عليها، حيث يصل طولها في بعض الأحيان إلى 4 أمتار فأكثر.
بعد حصاد البردي وقصه بالأطوال المطلوبة، يوضع كل مقاس في برميل أو حوض كبير ويضاف إليه مادة "البوتاس" ويترك لنحو 6 أو 8 ساعات، ثم يوضع بعد ذلك في مادة الكلور ليأخذ اللون الأبيض نظرا لتحوله للون الداكن بعد وضعه في "البوتاس"، ويلف بعد ذلك في القماش حتى يجف من الماء، ويصبح جاهزا للرص قبل عملية "الكبس".

وتضع الشرائح بالطول وأخرى بالعرض، ومن ثم تغطى بالقماش من الجهتين وترص على المكبس الحديدي المستخدم حديثا، حيث كان يستخدم المكبس الخشبي قديما، ومن ثم يصبح الورق جاهزا للرسم أو الطباعة عليه.

يوضع التصميم على "الشبلونات"، وهي أداة يتم طباعة الورق عليها، وبعد وضع الورق عليها تمرر الألوان فوقها، فتطبع نفس الشكل على الورق، ويتم تجفيها تمهيدا للبيع للفنادق والبازارات.
مناقشة