مشاورات ثنائية بين أطراف الصراع اليمني في الأردن... هل ينجح المبعوث الأممي هذه المرة؟

محاولة جديدة من الأمم المتحدة يقودها مبعوث المنظمة لليمن، هانس غروندبرغ، في المملكة الأردنية بعد جلسات مشاورات ثنائية بين كل الأطراف الفاعلة في اليمن من أجل بلورة موقف تتقارب فيه كل الأطراف وبدء جولة من المفاوضات لوقف الحرب وإحلال السلام.
Sputnik
هل ينجح المبعوث الأممي هذه المرة في تحقيق تقدم في الملف اليمني أم ستطارده إخفاقات من سبقوه؟
بداية، يقول عضو مجلس الشورى اليمني بصنعاء، بليغ الشامي، "من جانبنا نشارك في أي مفاوضات يتم طرحها لإحلال السلام، ونأمل دائما أن يكون لأي مشاورات نتيجة على أرض الواقع، لا أحد يرغب في الحرب".

الملف الإنساني

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن صنعاء لا ترفض مبادرات السلام كما يروج لها البعض، لكن هناك متطلبات يجب تحقيقها تتعلق بالملف الإنساني والحصار الخانق على الشعب اليمني الذي يدخل عامه الثامن بعد أيام، فكيف تفرض الحصار وفي نفس الوقت تطالب بالحوار، على سبيل المثال انعدام النفط والغاز وغيره وهذه متطلبات إنسانية في المقام الأول.
وأكد الشامي: "نحن ندعو للمفاوضات ولا بد منها في النهاية، رغم أننا نشعر أو نعتقد أنه لا فائدة من تلك المفاوضات ومع هذا نشارك بها ونأمل أن نصل من خلالها إلى حلول، والمفاوضات أو المشاورات لا ترتبط بوقت أو زمن معين، وفي زمن الحرب أي نافذة للتفاوض نحضرها و نجربها.
وقال عضو شورى صنعاء، بالأمس القريب كانت هناك سفينة نفط "إسعافية"، والسفينة حاصلة على تصريح من الأمم المتحدة ورغم ذلك أوقفها التحالف في عرض البحر، لذا فإن شروطنا في عمليات التفاوض أو المشاورات، أن يتم تجنيب الجانب الإنساني بعيدا عن العمليات العسكرية والسياسية، لذا فإن المطلوب هو رفع الأزمات عن الشعب والشارع اليمني.

محاولة جديدة

من جانبه، يقول الباحث السياسي اليمني، الدكتور عبد الستار الشميري، في الحقيقة أن مشاورات الأردن التي دعا لها المبعوث الأممي لليمن "هانس غروندبرغ" لا تختلف كثيرا عما سبقها من مشاورات ومفاوضات طوال السنوات الماضية، هى محاولة لتعويض الفشل والإخفاق الذي صاحب عمل الأمم المتحدة في اليمن منذ سبع سنوات، وليس هناك شيء جديد سوى مسودة منذ عام مضى تم إعداد بنودها في سلطنة عمان ولم يوافق عليها الحوثي، كما أن الشرعية أيضا كان لها تحفظات عليها أيضا.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن هناك فراغ فيما يتعلق بأداء المبعوثين الأمميين، حيث أن كل مبعوث منهم بعدما يصل إلى المنطقة يجد نفسه بلا عمل، واعتقد أن لجوئهم لعقد لقاءات المشاورات لتبرير وجودهم وأدائهم الوظيفي، ورغم كل التصريحات حول المشاورات والمفاوضات، لا نجد أي دور لها سواء سياسية أو إنسانية.

الأزمة ستطول

وأشار الشميري، إلى أنه خلال الأيام الماضية كانت هناك زيارات مكوكية إلى محافظات شبوة وحضرموت وعدن، قام بها أكثر من مبعوث أمريكي وسفير ومبعوث أممي، هذا كله ضياع للوقت، حيث نجد تصريحات إعلامية رسمية، لكنها لا تستند على أي واقع على الأرض.
وأوضح الباحث السياسي، أن كل الشواهد على الساحة السياسية تشير إلى أن القضية اليمنية على ما يبدو سوف تطول جدا، وفي النهاية يبدو أن الخيار العسكري هو الذي سيحسمها على وجه التقريب عندما يكون هناك آداء جيد للشرعية، وسوف نرى الأمم المتحدة وأمريكا في المقدمة لحل الأزمة بعد أن يروا إنجاز على الأرض، أما إذا بقيت الأمور كما هى الآن في دفة التوازن ومعارك الكر والفر، بلا شك أن تلك الحالة لن تجدي معها كل الهرطقات التي يقوم بها المبعوث الأممي، وهو يعلم أنها لن تفضي إلى شىء لأنها تصطدم منذ البداية بتعنت كبير من الجماعة الحوثية التي لها مشروع أكثر المشاركة السياسية، فهم يريدون إقامة مشروعهم على جزء كبير من الخارطة اليمنية.
واختتم بقوله إن المشاورات التي يجريها المبعوث الأممي في الأردن تشمل كل الأطراف، الشرعية والحوثيين والانتقالي وأطراف خارجية وإيران أيضا، هذه المشاورات تحاول، لكن الوضع الآن أسوأ بكثير مما كان عليه قبل ثلاث أو أربع سنوات.
والتقى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الثلاثاء الماضي، في العاصمة الأردنية عمّان، بممثلي حزب التجمع اليمني للإصلاح، ثاني أكبر الأحزاب في اليمن، ضمن مشاوراته السياسية مع المعنيين اليمنيين.
وقال مكتب المبعوث الأممي، عبر موقعه إن "لقاء غروندبرغ بممثلي حزب الإصلاح يمثل جزءاَ من مشاوراته مع العديد من أصحاب المصلحة اليمنيين لوضع إطار عمل يحدد عملية على طول المسارات الأمنية والسياسية والاقتصادية".
ويأتي اللقاء غداة إعلان المبعوث الخاص، في بيان صحفي، إطلاق سلسلة من المشاورات في عمّان، مع أكثر من 100 يمني ويمنية من الأحزاب السياسية وقطاعي الأمن والاقتصاد ومنظمات المجتمع المدني في واليمن، لتحديد الأولويات العاجلة وطويلة الأجل للمسارات السياسية والأمنية والاقتصادية
ومنتصف فبراير/ شباط الماضي، كشف غروندبرغ، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، عن "تطوير إطار عمل سيحدد خطته للمضي قدما نحو تسوية سياسية شاملة"، مشيراً إلى "أن خطته تشكل إنشاء عملية متعددة المسارات يمكن من خلالها معالجة مصالح الأطراف المتحاربة في سياق أجندة يمنية أوسع، فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية والأمنية والسياسية".
ويشهد اليمن منذ 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق واسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر2014
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 بالمئة منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
مناقشة