هجمات عسكرية وسيبرانية وتهديدات متبادلة... ما دلالات التصعيد بين إسرائيل وإيران وسر التوقيت

في وقت ينتظر فيه العالم نجاح مفاوضات فيينا في التوصل لاتفاق نووي، خرج التوتر الإيراني الإسرائيلي إلى العلن، عبر هجمات سيبرانية وعسكرية وتهديدات معلنة.
Sputnik
وقالت إسرائيل، الاثنين الماضي، إنها تعرضت لهجوم سيبراني أدى إلى تعطيل عدد من المواقع الحكومية، وذلك بعد يوم واحد من إعلان الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف عاصمة إقليم كردستان العراق مدينة أربيل.
وأكد الحرس الثوري أن القصف طال موقعا تابعا لإسرائيل، وهو هجوم يأتي بعد نحو أسبوع من إعلان الحرس الثوري مقتل اثنين من ضباطه في قصف إسرائيلي استهدف مواقع قرب دمشق.
تفاصيل جديدة عن الهجوم الإلكتروني الذي تعرضت له إسرائيل... قد يكون الأكبر حتى الآن
وباتت هناك تساؤلات ملحة تبحث عن إجابة، أبرزها أسباب تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل وخروجه للعلن بعد أن كان سريًا، وسر توقيت الهجوم الإسرائيلي ودلالات الرد الإيراني، في ظل الحديث عن قرب التوصل لاتفاق في فيينا.
توتر قائم وتهديدات متبادلة
وقالت إيران إنها "لن تقبل أن تكون إحدى دول الجوار مصدر تهديد للجمهورية الإسلامية"، لافتة إلى أن "إسرائيل تسببت بانعدام أمن إيران انطلاقا من الأراضي العراقية أكثر من مرة".
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، إنه "على إسرائيل أن تعلم أن لدينا اشرافا استخباراتيا على مواقع تواجدها في المنطقة"، مضيفًا: "الحكومة المركزية في العراق مسؤولة ألا تكون الأراضي العراقية مصدر تهديد لإيران..لكن رغم التحذيرات المكررة التي أطلقناها، كان العراق موقعا للجماعات المسلحة وواشنطن لتنشط ضد إيران، كما أن هناك أوكار تجسس للكيان الصهيوني في الأراضي العراقية..تم تجاهل تحذيراتنا ولهذا قمنا بهجوم مسؤول على أحد مراكز التجسس الإسرائيلية داخل الأراضي العراقية".
وأعرب زادة عن أمله في "أن يكون الطرف الآخر استلم رسالة هذا الهجوم.. أرسلنا رسائل رسمية ودبلوماسية وعبر مختلف القنوات لكن تم تجاهلها".
وأعلن جهاز مخابرات الحرس الثوري الإيراني عن اعتقال أفراد شبكة تديرها إسرائيل كانت تهدف إلى تخريب منشأة فوردو النووية قرب العاصمة طهران، فيما قالت السلطات الأمنية الإيرانية إنها فككت شبكة تجسس تابعة لإسرائيل بمحافظة أذربيجان، كانت تحاول القيام بأعمال تخريبية داخل إيران".
إسرائيل تعزز تعاونها مع أمريكا في مجال الدفاع "السيبراني"
أهداف إسرائيلية وإيرانية
ذكر محمد محسن أبوالنور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، أن هناك ملاحظتين على الهجمات السيبرانية والعمليات المتبادلة ما بين إسرائيل وإيران، أولها أن العمليات المشتركة تجرى على أراضي خارج الحدود الجغرافية والسياسية لهما، حيث ضربت إسرائيل طهران في سوريا، وردت إيران على تل أبيب في أربيل بالعراق.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، أما الملاحظة الثانية تتعلق بالتوقيت، حيث يأتي التصعيد قبل ساعات من اتخاذ القرار السياسي المتعلق بإعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم بين إيران والمجتمع الدولي لعام 2015، فالجميع يعرف أن المفاوضين الغربيين والإيرانيين ذهبوا إلى عواصمهم لاتخاذ القرار السياسي بالتوقيع على الاتفاق المحتمل فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، وإعادة طهران إلى التزاماتها كافة فيما يتعلق بخطط العمل المشتركة ورفع العقوبات وإدماجها في النظام المالي العالمي مرة أخرى.
ويعتقد أبوالنور أن التصعيد يأتي في هذه اللحظة لتأكيد التموضع الإيراني في الإقليم وفي النظام الدولي، حال تم توقيع الاتفاق، فيما تقدم إسرائيل على التصعيد لخصم أي رصيد إيراني محتمل قبيل التوقيع، فإسرائيل تريد نوعا ما أن تحدث فجوة أمنية في الإقليم تكون هي الطرف المحرك لها، فتجر إيران لعمليات متبادلة بين الجانبين تجعل القرار الأمريكي قريبًا من محاولة لجم القدرات الإيرانية التسليحية.
وتابع: "هناك برنامجان تم التأكيد عليهما أكثر من مرة، البرنامج الصاروخي الباليستي، والبرنامج الإيراني للطائرات المسيرة، فإيران استخدمت البرنامج الصاروخي الباليستي لضرب المصالح الإسرائيلية وشبكات التجسس وقواعدها في أربيل، وهذا يعني أن البرنامج لن يكون جزءًا من أي صفقة محتملة، فحافظت إيران عن كل حظوظها الحربية والتسليحية حال توقيع اتفاق يتعلق بقدراتها النووية فقط، وليس قدراتها الصاروخية أو المتعلقة بالطائرات المسيرة".
إسرائيل تقول إن هجوما إلكترونيا استهدف مواقعها الحكومية
ويرى المحلل السياسي أن إسرائيل تريد في هذه اللحظة أن تصعد التوتر حتى تجبر أمريكا على توقيع اتفاق مع إيران تكون فيه هذه الأمور جزءًا من أي صفقة، وهي تعلم بطبيعة الحال أن هذه الأمور خط أحمر لن يتم التفاوض عليها وفقا لما تداول من أنباء وتقارير.
تراجع أمريكي
بدوره اعتبر عماد أبشناس، المحلل السياسي الإيراني، أن إسرائيل حاولت من الضربات العسكرية والتصعيد ضد إيران من عرقلة المفاوضات النووية القائمة في فيينا، لكن طهران انتظرت بعد انتهاء المحادثات وقامت بالرد على الإسرائيليين.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، مع بدء الرد الإيراني على إسرائيل، أظهرت الولايات المتحدة الأمريكية تخبطًا كبيرًا، وتراجعًا في مفاوضات فيينا، وتراجعوا عن كل تصرفاتهم في المحادثات القائمة.
وتابع: "أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية رسالة مكتوبة تؤكد خلالها استعدادها التام لتقديم كافة الضمانات التي طلبتها روسيا مكتوبة، وكذلك تراجعت واشنطن عن المواقف التي اتخذتها سابقًا وأغضبت إيران، وأوقف بسببها عملية التفاوض أكثر من مرة في فيينا".
ودعت فرنسا، اليوم الأربعاء، جميع الأطراف المعنية للتوقيع على التفاهم "المطروح حاليًا" في فيينا لإحياء اتفاق إيران النووي، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن كلير لاجاندر، إن "هناك حاجة ملحة لإبرام الاتفاق، في وقت تقترب إيران كل يوم من امتلاك القدرة على تصنيع قنبلة ذرية".
مناقشة