وتعرض الاتحاد لاتهامات بأنه رحب باللاجئين الأوكرانيين بانفتاح أكثر، مقارنة بما كان الحال عليه مع أولئك الذين فروا من نزاعات في الشرق الأوسط مثل سوريا وأفغانستان وغيرها من البلدان التي شهدت نزاعات دموية.
وقال نائب رئيسة المفوضية الأوروبية مارغريتيس سخيناس، اليوم الجمعة، إن سياسة التكتل حيال اللاجئين لا تتباين بحسب البلد الأصلي، وفقا لـ"فرانس برس".
لكنه أضاف أن الوضع الحالي مع اللاجئين القادمين من أوكرانيا "فريد"، نظرا إلى أنها محاذية لعدد من دول الاتحاد الأوروبي، بخلاف سوريا.
وقال للصحافيين في إسطنبول: "لدينا عدد من الدول الأعضاء (في الاتحاد الأوروبي) المحاذية لأوكرانيا، لذا فإن حركة (اللجوء) تأتي مباشرة إلى الاتحاد الأوروبي".
وتفيد الأمم المتحدة بأن أكثر من 3 ملايين شخص فروا من أوكرانيا منذ الغزو الروسي في 24 فبراير/شباط، عبر أكثر من مليونين منهم إلى بولندا، المنضوية في الاتحاد.
ومنح الاتحاد الأوروبي اللاجئين الأوكرانيين وضع حماية مؤقتة، أي أنه يحق لهم البقاء والوصول إلى الرعاية الصحية وارتياد المدارس والعمل.
في المقارنة، وصل أكثر من مليون شخص معظمهم من سوريا إلى السواحل الأوروبية في 2015، لكنهم لم يُمنحوا وضع الحماية بشكل تلقائي.
ويفيد الاتحاد الأوروبي بأن دوله الأعضاء منحوا حق اللجوء في نهاية المطاف لأكثر من 550 ألف لاجئ سوري عامي 2015 و2016.
وشدد سخيناس على أن الاتحاد الأوروبي أوفى بمسؤولياته حيال اللاجئين السوريين.
منذ اندلاع أزمة أوكرانيا، تعالت صيحات الغرب بالتباكي على المواطنين المدنيين ودعمهم، وتظاهر زعماء الغرب ووسائل إعلامهم بأن هذا الموقف جاء انتصارا لقيم لإنسانية.
لكن هناك مشاهد ومواقف جاءت لتسقط القناع عن الوجه القبيح للعنصرية التي طالما تبناها الغرب، ومن أبرز تلك المشاهد تصريحات رئيس وزراء بلغاريا كيريل بيتكوف، الذي قال إن الترحيب باللاجئين الأوكرانيين أمر طبيعي لأنهم "أذكياء ومتعلمون".
ولم يجد مراسل صحيفة "سي بي إس نيوز" الأمريكية حرجا في التصريح بتوجهاته العنصرية، حين قال خلال تغطية الأحداث الدائرة في أوكرانيا "هذه ليست العراق ولا أفغانستان... هذا بلد متحضر ودولة أوروبية لا يصح أن يحدث فيها هذا".
وقال النائب العام الأوكراني السابق ديفيد ساكفارليدزي: "الأوروبيون أصحاب العيون الزرقاء والشعر الأشقر يقتلون" وكأن أصحاب البشرة الملونة وغير الأوروبيين أقل أهمية.
واعترفت مراسلة "إن بي سي" الأمريكية في بولندا صراحةً... بالكيل بمكيالين فيما يتعلق باللاجئين فعندما سُئلت "لماذا تقبل بولندا اللاجئين من أوكرانيا... مع أنها كانت ترفض اللاجئين السوريين في 2015؟ قالت "لأن المواطن الأوكراني مواطن أبيض مسيحي".
بل لمّا أراد المدنيون النزوح إلى بولندا فوجئ الأفارقة وبعض العرب بمنعهم من الدخول، بينما سُمِحَ باستقبال الأوكرانيين فقط، وقال بعضهم إنه بمجرد وصولهم إلى المعابر الحدودية أعطى حرس الحدود الأوكراني الأولوية للأوكرانيين وأرسل الآخرين إلى الجزء الخلفي من قائمة الانتظار وهو ما جعل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يعرب عن صدمته.