العملية العسكرية الروسية لحماية دونباس

"فوكس نيوز": حكم زيلينسكي في أوكرانيا استبدادي وليس ديمقراطيا

ناقشت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، أمس الاثنين، معنى الديمقراطية التي تتغنى بها أمريكا أمام العالم، بالتوازي مع عدم صحة الأخبار التي تصل إلى المواطن الأمريكي حول أوكرانيا.
Sputnik
جاء ذلك عبر البرنامج الإخباري الذي يقدمه تاكر كارلسون عبر الشبكة، عندما طرح سؤالا: "ما هي الديمقراطية بالضبط؟"، ليجيب أن التعددية هي المقياس الذي تبنى عليه الديمقراطية، لكن ولكي تبقى أمريكا "منارة للأمل والحرية لبقية العالم"، بحسب قوله، فعلى قادتها أن يكونوا صادقين بما يصدرونه للمجتمع الأمريكي من أخبار تخص الحرب في أوكرانيا وبخاصة ما يتعلق بصورة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي التي ترسمها وسائل الإعلام الأمريكية له، على أنه رمز للحرية والديمقراطية، فيما الحقيقة عكس ذلك.
وبمعرض حديثه، أشار كارلسون إلى أن زيلينسكي، الذي تشير إليه وسائل الإعلام الأمريكية، على أنه رجل يطبق مبادئ الديمقراطية القائمة على حرية التعبيرعن الرأي حتى لو كان فيه انتقاد للسلطة، قام مؤخرا بحظر أكبر حزب سياسي معارض في أوكرانيا، والذي يسمى "منصة المعارضة من أجل الحياة"، الذي يشغل 43 مقعدًا في البرلمان، حيث تم منعه الآن من ممارسة "جميع الأنشطة داخل أوكرانيا"، مضيفا أنه "بأمر واحد، جعل زيلينسكي من المستحيل على أي شخص أن يرشح نفسه للرئاسة".
وتابع كارلسون أن هذا الإجراء لم يتخذه الرئيس الأوكراني فقط مع هذا الحزب، بل قام بإلغاء عشرة أحزاب سياسية أخرى لاعتقاده أنها "غير موالية له بشكل كاف وأنها تساعد روسيا في حربها ضد أوكرانيا"، مشيرا إلى أنه رغم عدم وجود الأدلة على ذلك، ورغم شجب هذه الأحزاب السياسية للعملية الروسية في أوكرانيا، "لكن زيلينسكي انتهز الفرصة لتحويل أوكرانيا إلى دولة ذات حزب واحد بشكل فعال، وهي ما عليه الآن"، منوها إلى استيلاء زيلينسكي على وسائل الإعلام في البلاد بعد ذلك، في إشارة إلى دكتاتورية الرئيس الأوكراني.
البيت الأبيض يطالب "فوكس نيوز" بالاعتذار بعد اتهامها جيل بايدن أنها سبب الفوضى في أفغانستان
وأكد كارلسون أن زيلينسكي عزز سيطرته الكاملة على أوكرانيا لفترة طويلة قبل "الغزو الروسي والحرب"، حيث ألقى في العام الماضي، القبض على خصمه السياسي الرئيسي وصادرت الدولة أصوله. في الوقت نفسه، أغلق زيلينسكي ثلاث من أشهر شبكات التلفزيون الأوكرانية، بما فيها القنوات التي انتقدته "وكل ذلك، ليس من قبيل الصدفة".
ومن هنا يسأل المقدم الإخباري: "كيف يجب علينا كأمريكيين تقييم ذلك؟"، ليؤكد أن ذلك يكون من خلال الاعتراف، أولا تسمية ما يفعله الرئيس زيلينسكي في أوكرانيا، بالاستبداد والدكتاتورية وليس الديمقراطية، ومن ثم أن الديمقراطية في عام 2022 أمر نادر الحدوث في كل العالم، وأضاف كارلسون أنه لا يمكن للأمريكيين أن يكونوا أحرارا إلا إذا كانوا متنبهين "لاستجابة القادة الأمريكيين لما يحدث في أوكرانيا، والديكتاتورية المتنامية هناك، وهذه هي الكلمة المناسبة لذلك".
وفي السياق نفسه، قال كارلسون إنه "لمجرد أن ما فعلته روسيا في أوكرانيا كان خطأً لا يعني أن عليك أن تكذب بشأن الحكومة الأوكرانية.. لماذا يفعلون هذا؟ ربما لأن أوكرانيا لديها الآن نوع الديمقراطية الذي يرغبون في رؤيته هنا في الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أنه حتى القادة الأمريكيين سيفعلون الشيء نفسه لمنع خصومهم السياسيين من الترشح لمنصب في هذا البلد "ثم يسمونها ديمقراطية"، حيث ذكر على سبيل المثال "ذريعة الأمن القومي" التي تتشدق بها الولايات المتحدة الأمريكية كلما أرادت شن الحرب في أي بقعة من هذا العالم.
وبالتالي، يرى كارلسون أن القادة الأمريكيين "يحبون زيلينسكي، ليس لأنه يمثل الشعب الأوكراني، ولكن لأن زيلينسكي هو بالضبط القائد الذي يرغبون في أن يكون مع قوى حرب موسعة بشكل كبير لجعل كل من يشتكي يصمت تحت تهديد السلاح. ربما هذا ما يحدث"، مضيفا: "في غضون ذلك، يتم شن حرب باسم أمريكا بأموالنا، لذلك من العدل أن نسأل كيف يتصرف الطرف الذي ندعمه".
واختتم مقدم شبكة "فوكس نيوز" بالقول: "هذه حرب ذات دلالات أخلاقية"، متهما البيت الأبيض بالمشاركة فيها على كل المستويات"، داعيا الأمريكيين إلى معرفة ما يحصل، خاصة عند دعم هؤلاء القادة الأمريكيين لشخص مثل زيلينسكي الذي يمنع حرية التعبير في بلاده، وإلى ضرورة التفكر بالأخبار التي تصل إلى المواطن الأمريكي من خلال وسائل الإعلام الأمريكية، وبالتالي تبيان الزيف من الحقيقة.
مناقشة