أعلنت الخارجية الإسرائيلية في وقت سابق الجمعة عن عقد "قمة دولية" في القدس، بمشاركة وزراء خارجية الولايات المتحدة والإمارات والبحرين والمغرب.
غير أن السؤال الذي يفرض نفسه، يدور حول ما تبحث عنه الإمارات والبحرين والمغرب في إسرائيل في هذا التوقيت؟.
يقول اللواء الإسرائيلي عاموس هرئيل الرئيس السابق للشعبة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن حقيقة إجراء هذه القمة بمشاركة الدول المذكورة لهو دليل آخر على تحالف تم تشكيله في الشرق الأوسط.
وأضاف هرئيل في تصريحات لقناة "كان" الإسرائيلية الرسمية "الأعداء المشتركون، إيران من جهة والإرهاب الإسلامي السني من جهة أخرى، أوجدوا واقعا خاصا جدا للتقارب بيننا (الإسرائيليون) وبين العرب".
وبحسب القناة فإن من خلف الكواليس، كانت وزارة الخارجية الأمريكية هي من دعت للقمة، فيما قام السفير الإسرائيلي لدى واشنطن مايك هرتسوغ بالتنسيق مع الدول العربية المشاركة.
وأضافت القناة "تزداد أهمية تعزيز العلاقات مع دول الخليج في سياق المحادثات النووية".
ووسط رفض إسرائيلي وخليجي، تشهد العاصمة النمساوية فيينا محادثات نووية بين القوى الدولية الكبرى وإيران لإحياء الاتفاق النووي الموقع مع طهران عام 2015 والذي انسحبت منه واشنطن في عهد الرئيس الستبق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات مشددة على إيران.
"تأتي زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في ظل اتصالات مع إيران، حيث تختلف الولايات المتحدة وإسرائيل حول الاتفاق نفسه، وما إذا كان بالفعل على وشك التوقيع. من المتوقع أن تكون هذه إحدى القضايا الرئيسية، إلى جانب القتال في أوكرانيا"، أضافت القناة.
وترى "كان" أن "القمة الدولية"، تأتي أيضا في ظل خلافات كبيرة بين واشنطن وأبو ظبي ومن ثم يمكن أن تكون إسرائيل منصة للمصالحة بينهما.
وقالت في هذا الصدد: "في الأسابيع الأخيرة شهدنا العديد من الصرير في العلاقات الأمريكية الإماراتية، في ظل عضب أبو ظبي من نهج الأمريكيين المرن في المحادثات مع إيران".
وأضافت موضحة: "عبّر ذلك عن نفسه من خلال استضافة الإمارات الرئيس السوري بشار الأسد والامتناع عن التصويت في الأمم المتحدة حول أوكرانيا، ويمكن أن تكون القمة مسرحا للمصالحة بين واشنطن وأبو ظبي".
وستكون القمة في إسرائيل هي الاجتماع الأول بين جميع الدول الموقعة على اتفاقيات "إبراهيم" منذ توقيع تلك الاتفاقيات برعاية أمريكية أواخر 2021.
ولم يذكر بيان وزارة الخارجية الإسرائيلية الجدول الزمني الدقيق للقمة ومواقع إقامتها لاعتبارات أمنية، وفق ما أفادت القناة "12" الإسرائيلية.
وتأتي القمة في إسرائيل بعد أيام من أخرى سابقة جمعت في منتجع شرم الشيخ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية: "ناقش الثلاثة، من بين أمور أخرى، إمكانية إنشاء نظام دفاع جوي إقليمي ردا على استخدام إيران والمنظمات الإرهابية المرتبطة بها الطائرات بدون طيار لأغراض قتالية".
وأضافت الصحيفة: "تشارك الدول الثلاث في الجهود المبذولة لإقامة تحالف إقليمي أوسع تشارك فيه دول أخرى، مثل الأردن وتركيا، للتعاون في التعامل مع هذا التهديد. ورحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس بالاجتماع بين الثلاثة".
بالإضافة إلى ذلك، أجرى وفد عسكري إسرائيلي رفيع المستوى أول زيارة من نوعها إلى المغرب أمس الخميس، على ما أفاد بيان للجيش الإسرائيلي في وقت سابق من اليوم الجمعة.
وخلال الاجتماعات التي جرت في الرباط وتابع الجيش الإسرائيلي "تمت مناقشة فرص إقامة تعاون عسكري، سواء في كل من التدريب والإعداد أو في المجالات العملياتية والاستخباراتية"، بين الجيشين المغربي والإسرائيلي.
كما جرى خلال الزيارة "توقيع مذكرة تفاهم في مجالات التعاون، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة للتوقيع على خطة عمل. كما تمت مناقشة فرص المشاركة في التدريبات المشتركة متعددة الجنسيات".