راديو

ما هي فرص نجاح المبادرة الأمريكية لتزويد أوروبا بالغاز

أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، عن تشكيل "فريق عمل" بهدف الحد من اعتماد أوروبا على الغاز الروسي.
Sputnik
جاء ذلك خلال كلمة للرئيس الأمريكي أمام قمة حلف شمال الأطلسي الطارئة، بحضور زعماء الاتحاد الأوروبي.
وتقول واشنطن إنها تسعى من خلال هذه المبادرة إلى "المساعدة في إمداد أوروبا بـ 15 مليار متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي المسال هذا العام، في محاولة لتعويض أي نقص في الإمدادات الروسية" على حد قولها.

يذكر أن صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا تتجاوز 157 مليار متر مكعب سنويا، باستثناء تركيا وصربيا، وتعتمد دول أوروبا الغربية بشكل أكبر على وارداتها من الغاز الروسي التي تشكل قرابة 40% من جملة واردات أوروبا من الغاز.

يقول محللون إنه حتى لو تمكنت الولايات المتحدة من شحن المزيد من الغاز إلى أوروبا فقد تواجه القارة صعوبة في الحصول عليه، إذ تقع محطات الاستيراد في المناطق الساحلية، حيث يوجد عدد أقل من خطوط الأنابيب لتوزيعها.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال خبير النفط العالمي، د. ممدوح سلامة إن "المبادرة الأمريكية هي محاولة للتأثير على أسعار الغاز، ولتخفيف اعتماد الاتحاد الأوروبي على روسيا، لكن هذه الكمية تشكل فقط 6,5 % من إمدادات روسيا للاتحاد الأوروبي التي تصل إلى 200 مليار متر مكعب، إضافة إلى 16 مليار من الغاز السائل".
وأوضح الخبير أن "معظم صادرات الولايات المتحدة من الغاز المسال مرتبطة بعملاء في حوض الباسفيك ولسنوات طويلة، وهو أغلى بكثير من الغاز عبر الأنابيب من روسيا، وإذا استمر هذا الوضع سيؤدي إلى تخفيض النمو الاقتصادي للاتحاد الأوروبي إلى الصفر".

وأوضح الخبير أن "الحديث عن إحلال واردات الغاز سابق لأوانه وقد يستغرق سنوات طويلة، مؤكدا أنه "لا بديل أمام الاتحاد الأوروبي إلا أن يتعامل مع روسيا".

وحول تأثير مطالبة الرئيس بوتين لعدد من الدول دفع مقابل الغاز بالروبل، قال عضو الجمعية الاقتصادية والإحصاء تركي فدعق إن "طلب الرئيس بوتين سيزيد الطلب على الروبل ويجعل أوروبا في حاجة لطلب الروبل، وقد يجبرها على كسر العقوبات"، مشيرا إلى أن "هذا الأمر سيصب أيضا في صالح روسيا حيث يميل الميزان التجاري لصالح روسيا".
وأكد الخبير "نحن على مشارف نظام اقتصادي عالمي جديد، وقد بدأ بالفعل منذ 2014 عندما أنشأت الصين وروسيا ونصف دول العالم البنك الآسيوي للتعاون، وبعدها تم قبول اليوان الصيني كعملة معتمدة في البنك الدولي".
من جهته، أكد الخبير في الشؤون الجيوسياسية والاقتصادية، د. بيير عازار، أنه "على الرغم من أن قطر والجزائر تمتلك احتياطيات لكنها تفتقر إلى إمكانية إيصال الغاز إلى أوروبا عبر أنابيب، ولن تستطيع تعويض الغاز الروسي".

ولفت إلى أنه "لن يمضي وقت طويل حتى تعود العلاقات مع روسيا التي لا يمكن الاستغناء عنها في موضوع الغاز والواردات الطبيعية الأخرى".

ودلل عازرا قائلا: "على سبيل المثال تورد روسيا لشركة بوينغ 18 % من حاجتها للألومنيوم المستخدم في صناعات الطائرات، ويعني توقف هذا التوريد انهيار هذه الشركات وعليه فلا يمكن الاستغناء عن روسيا لا على المدى القريب ولا المتوسط".
يمكنكم متابعة المزيد من خلال برنامج بوضوح
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
مناقشة