رئيس أركان الجيش اليمني: مبادرة "أنصار الله" محاولة لامتصاص الغضب الدولي وترتيب صفوفها

شكك رئيس هيئة الأركان في الجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً، الفريق الركن صغير حمود بن عزيز، الأحد، في جدية جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، لتحقيق السلام في اليمن، معتبراً مبادرة الجماعة بإيقاف العمليات العسكرية ضد السعودية محاولة لامتصاص الغضب الدولي.
Sputnik
القاهرة - سبوتنيك. وقال الفريق صغير بن عزيز، عبر "تويتر": "المبادرة الحوثية: أعتقد أن لا أحد امتهن الكذب أكثر من الحوثيين وهم عاجزون حتى عن إقناع أنفسهم بما يكذبون".
وأضاف: "لن تتجاوز ما يسمونها مبادرة حدود لعبة التهريج والاستخفاف بكل دعوات وجهود السلام، ومحاولة إيرانية مفضوحة لامتصاص الغضب الدولي وترتيب صفوفها وحشد المغرر بهم".
"أنصار الله" تعلن التوصل لاتفاق مع الجيش اليمني والتحالف العربي لتبادل 2223 أسيرا
وبوقت سابق من اليوم، أعلنت جماعة الحوثيين سريان مبادرة أحادية الجانب لبناء الثقة مع السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن، تتضمن إيقاف العمليات الهجومية للجماعة ضد السعودية، وفي جبهات القتال داخل اليمن، لمدة ثلاثة أيام، اعتباراً من السادسة مساءً.
ويوم أمس السبت، أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى المشكل من جماعة الحوثيين في صنعاء، مهدي المشاط، تعليق الضربات الصاروخية والطيران المسير وكافة الأعمال العسكرية باتجاه المملكة العربية السعودية براً وبحراً وجواً والعمليات الهجومية في عموم الجبهات الميدانية داخل اليمن بما فيها جبهة مأرب لمدة 3 أيام.
وأكد المشاط "الاستعداد لتحويل هذا الإعلان لالتزام نهائي وثابت إذا التزمت السعودية بإنهاء الحصار ووقف غاراتها على اليمن بشكل نهائي".
وذكر أن المبادرة "تشمل وقف المواجهات الهجومية في عموم الجبهات الميدانية لمدة 3 أيام"، مضيفاً: "مستعدون لتحويل وقف المواجهات إلى التزام نهائي إذا أعلنت السعودية سحب جميع القوات الخارجية من أراضينا ومياهنا ووقف دعم مليشياتها المحلية في اليمن".
وعن ملف الأسرى، قال رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء: "نجدد استعدادنا التام للإفراج عن أسرى التحالف كافة بمن فيهم شقيق هادي [في اشارة إلى شقيق الرئيس اليمني اللواء ناصر منصور هادي الأسير لدى الجماعة منذ 2015]، وأسرى المليشيات المحلية ومن الجنسيات الأخرى مقابل الإفراج الكامل عن جميع أسرانا".
لماذا أعلنت "أنصار الله" عن هدنة من جانب واحد بعد هجماتها ضد السعودية؟
ودعا المشاط، المبعوث الأممي إلى "ترتيب الإجراءات وتيسير تبادل الكشوفات والاتفاقات التنفيذية دفعة كاملة أو على دفعات".
وتأتي خطوة جماعة الحوثيين في ظل تصعيد عسكري ميداني مع التحالف العربي، على خلفية إعلان الجماعة استهداف منشآت لشركة أرامكو النفطية ومصفاتين في السعودية بالصواريخ المجنحة والباليستية والطائرات المُسيرة المفخخة، ضمن عملية هجومية أسمتها "كسر الحصار الثالثة"، بررتها بأنها تأتي "ردا على استمرار الحصار وتدشينا للعام الثامن من الصمود".
وقال متحدث قوات جماعة الحوثيين العميد يحيى سريع، في بيان عسكري، إنه "جرى استهداف منشآت أرامكو في جدة ومنشآت حيوية في عاصمة العدو السعودي الرياض بدفعة من الصواريخ المجنحة، واستهداف مصفاتي رأس تنورة ورابغ النفطية وأرامكو جيزان ونجران بأعداد كبيرة من الطائرات المُسيرة"، مشيراً إلى "قصف أهداف حيوية وهامة في مناطق جيزان وظهران الجنوب وأبها وخميس مشيط بأعداد كبيرة من الصواريخ الباليستية".
في حين، أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية، أن جماعة الحوثيين نفذت "16 هجوما عدائيا على السعودية"، متهماً الجماعة باستخدام مواقع ذات حماية خاصة في تنفيذها.
وذكر الناطق باسم قوات التحالف العميد الركن تركي المالكي، حسب ما نقلته عنه وكالة الأنباء السعودية "واس"، أن:
"محطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة أرامكو بمدينة جدة تعرضت عند الساعة ( 25: 17) لعمل عدائي تشير الدلائل والمؤشرات الأولية لاستهدافها من قبل المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران"، على حد تعبيره.
وأكد العميد المالكي "نشوب حريق بخزانين اثنين تابعة للمنشأة النفطية وتمت السيطرة عليهما دون وجود أي إصابات أو خسائر بشرية".
وتقود السعودية، منذ 26 آذار/مارس 2015، تحالفاً عسكرياً من دول عربية وإسلامية، دعماً للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في اليمن، سيطرت عليها جماعة الحوثيين أواخر 2014.
في المقابل، تنفذ جماعة الحوثيين هجمات بطائرات مُسيرة وصواريخ باليستية وقوارب مفخخة، تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وأراضي المملكة، ومنشآت في دولة الإمارات العربية المتحدة، العضو الفاعل في التحالف.
وأودى الصراع الدائر في اليمن، بحياة 377 ألف شخص، 40 في المئة منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
مناقشة