إقبال كثيف على الطاقة الشمسية بسبب تفاقم أزمة الكهرباء في لبنان

يعيش اللبنانيون اليوم بين واقعين أحلاهما مرً فيما يتعلق بقطاع الكهرباء، في ظل غياب التغذية الكهربائية التي تؤمنها الدولة لأغلب ساعات اليوم، وبالتالي إضطرار المواطنين إما اللجوء إلى أصحاب المولدات الخاصة أو ما يعرفون "بالاشتراك" أو البحث عن بدائل ووسائل أخرى من الطاقة البديلة وتحديداً الطاقة الشمسية.
Sputnik
ومع تفاقم الأزمة المالية وقرار المصرف المركزي وقف الدعم عن أغلب السلع والمواد الأساسية، ومنها بطبيعة الحال المحروقات، ارتفع سعر مادة المازوت أو الديزل أويل إلى مستويات قياسية وأصبح يباع في السوق السوداء ووصل في بعض الأحيان سعر طن المازوت إلى حدود 1500 دولار أميركي، وهو ما دفع أصحاب مولدات الاشتراك إلى رفع قيمة الفواتير الشهرية على المشتركين، وصلت إلى 130 دولارا شهرياً لكل خمسة أمبيرات، مقابل تخفيض عدد ساعات دوران المولد إلى أقل من ثمان أو سبع ساعات في اليوم.
تحكم أصحاب المولدات بسعر الفواتير وساعات التشغيل من دون وجود رقابة فعلية سواء من قبل وزارة الطاقة والمياه أو وزارة الاقتصاد، دفع بشريحة واسعة من اللبنانيين إلى البحث عن الوسائل البديلة لتشغيل الطاقة الكهربائية في منازلهم، بحيث يوجد اليوم إقبال كبير على تركيب أنظمة الطاقة الشمسية،إلى حد أدى لرفع أسعار ألواح الطاقة والبطاريات في الأسواق اللبنانية، وبات عدد كبير من اللبنانيين يحاولون تأمين كلفة نظام الطاقة الشمسية إما عبر الاستدانة من أقارب لهم مقيمين في دول الإغتراب، أو اقتراض الأموال من بعض المؤسسات المالية غير الرسمية التي تؤمن قروضاً ميسرة لشراء أنظمة الطاقة الشمسية، لا سيما للقاطنين في مناطق جنوب وشرق البلاد.
إقبال كثيف على الطاقة الشمسية بسبب تفاقم أزمة الكهرباء في لبنان
ويقول صاحب "شركة مكرم بركات للطاقة الشمسية" مكرم بركات ل"سبوتنيك"، إنه "خلال سنة ازدادت نسبة الإقبال على الطاقة الشمسية كثيراً، وفي البداية كان الضغط علينا من قبل الأفراد، والآن منذ ستة أشهر وبعد غلاء وأزمة المازوت بدأ الإقبال من قبل المعامل والمستشفيات والمدارس والبلديات".
وأشار إلى أن "الأسعار جيدة، ولكن تأثرنا قليلاً بسبب غلاء أسعار الشحن البري والبحري، والأوضاع في روسيا وأوكرانيا أثر على ارتفاع أسعار الحديد، هذا ما رفع الأسعار، وبعد الطلب المتزايد على ألواح الطاقة الشمسية ارتفع سعر مادة السيليكون من الصين الذي يستعمل في المواد الصناعية للألواح"، موضحا أن "المواطن اللبناني أو أصحاب المعامل يرون أن تركيب ألواح طاقة شمسية أوفر لهم من الإشتراك بالمولدات الكهربائية أو شراء المازوت للمولدات الخاصة".
أزمة انقطاع الكهرباء في لبنان، 3 نيسان/ أبريل 2021
بدورها، تقول سارة لـ "سبوتنيك"، التي تعمل من منزلها في مجال الطهي وتأمين المأكولات المنزلية للأفراد والمؤسسات، إنها اضطررت للاستدانة من شقيقة لها مقيمة في السويد لتركيب نظام طاقة شمسية بقوة 20 أمبيرا، لكي تحافظ على دوام تشغيل ماكينتها الكهربائية في المطبخ ولا تضطر الى وقف عملها، وتضيف:"صاحب مولد الاشتراك طلب مبلغ يفوق ال400 دولارا شهريا ليؤمن تغذية كهربائية بقوة 20 أمبيرا، لذا فضًلت أن أستدين من شقيقتي وأركب نظام كهربائي يوفر لي طاقة كهربائية على مدار اليوم وأقوم بتقسيط المبلغ لشقيقتي عوض أن أدفع أكثر من 400 دولاراً شهرياً لصاحب المولد مقابل أن يؤمن لي سبع أو ثمان ساعات كهرباء فقط في اليوم".
وارتفعت تكلفة تركيب أنظمة الطاقة الشمسية مع تهافت المواطنين عليها في لبنان، ويقول عبد الرحمن ل"سبوتنيك" وقد فتح حديثا محلاً لبيع لوازم الطاقة الشمسية، إن سعر لوح الطاقة الواحد بحجم 540 واط كان يباع قبل عام بحدود مئة دولار لكن اليوم تضاعف سعره وأصبح يباع ب230 دولارا وكذلك حال أسعار البطاريات.
مناقشة