حراك دبلوماسي مكثف... هل ينجح الأردن في وقف التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين؟

وسط تزايد حدة الضغوط الإسرائيلية واقتحام القدس، وقتل واعتقال العشرات، يسعى الأردن إلى وقف التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، لا سيما مع دخول شهر رمضان.
Sputnik
واستقبل ملك الأردن الملك عبد الله الثاني الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، أمس الأربعاء، وذلك بعد يوم من لقاء العاهل الأردني بوزيري الدفاع والخارجية الإسرائيليين، عقب لقاء مع الرئيس الفلسطيني.
وتأتي التحركات الأردنية وسط تصعيد إسرائيلي، حيث قتل الجيش الإسرائيلي 3 فلسطينيين في جنين وبيت لحم، بالتزامن مع اقتحام عضو الكنيست الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، المسجد الأقصى، وسط مخاوف من حرب مفتوحة.

نشاط ملكي

وأكد العاهل الأردني للرئيس الإسرائيلي على ضرورة العمل من قبل الجميع لتحقيق السلام، حتى لا يستمر الفلسطينيون والإسرائيليون بدفع الثمن، وحتى تتمكن المنطقة بأكملها من تحقيق إمكانياتها
وبين الملك، خلال اللقاء أن هذا الصراع طال كثيرا، والعنف الناجم عنه مستمر في التسبب بالكثير من الألم وتوفير أرضية خصبة للتطرف، معربا عن إدانة الأردن للعنف بجميع أشكاله، وما ينتج عنه من فقدان المزيد من الضحايا الأبرياء، مشيرا إلى الهجمات المؤسفة التي استهدفت مدنيين من الطرفين، وفقا لقناة المملكة.
تزامنت مع قمة النقب... ما دلالات زيارة العاهل الأردني لفلسطين بعد غياب 6 سنوات؟
واعتبر العاهل الأردني أن زيارة هرتسوغ فرصة للنقاش العميق حول كيفية المضي إلى الأمام بجهود تحقيق السلام العادل والدائم، وبناء مستقبل يحمل الفرص الواعدة للجميع، يتحقق فيه الأمن المشترك، بعيدا عن الأزمات والعنف.
وجدد التأكيد على ضرورة تفادي أي إجراءات قد تعيق إمكانية وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك، خاصة مع حلول شهر رمضان الفضيل، مشددا على ضرورة عدم المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس والأماكن المقدسة فيها.

تحركات أردنية

اعتبر الدكتور نضال الطعاني، المحلل السياسي الأردني، وعضو مجلس النواب السابق، أن المنطقة تشهد حراكا دبلوماسيا نشطا خلال الأيام الماضية، وتحركات الأردن تأتي منحازة دائما للقضية الفلسطيني، وهي محور الموقف السياسي النشط الذي يقوده الملك عبد الله في خضم الأزمة العالمية وانعكاساتها على الأوضاع كافة في العالم.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، يسابق الأردن الزمن من أجل إيجاد حل للصراع في الشرق الأوسط، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو، وإحياء عملية السلام المتجمدة وذلك في خضم التحركات العربية الأمريكية الإسرائيلية لإيجاد تحالفات إقليمية في المنطقة بدلا من التحالفات القديمة.
وأكد الطعاني أن لقاءات العاهل الأردني ركزت على أن جوهر الصراع العنف والتطرف ناتج عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وضرورة إيجاد حل حقيقي للتقدم في عملية السلام المتجمدة، وأن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية هو أساس عملية السلام.
الرئيس الإسرائيلي لملك الأردن: يجب أن نحارب معا كل أشكال الإرهاب
كما ركزت على احترام الوضع القانوني والتاريخي والديني في القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية والوصاية الهاشمية عليها، والتي تضمن حرية وصول المسلمين إلى المسجد دون أي استفزاز من قبل إسرائيل، بحسب الطعاني.
ويرى أن الزيارة التي قام بها الملك لرام الله، أو اللقاءات مع القيادات الإسرائيلية هي إعادة البوصلة نحو القضية الفلسطينية والقدس، والتي وجدت خلال الفترة الأخيرة تهميشا كبيرا من قبل الدول العربية وإسرائيل، مشيرا إلى أن الأردن يسعى لإنعاش عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكذلك وصف التصعيد الإسرائيلي في فلسطين.

تصعيد إسرائيلي مستمر

بدوره اعتبر الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة "فتح"، أن إسرائيل هي من تحاول التصعيد في الساحة الفلسطينية الآن، لا سيما بعد أن أطلقت العنان لاقتحام المسجد الأقصى في مشهد استفزازي لكل المشاعر الفلسطينية باختلاف عقائدهم.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، هناك تصعيد كبير من قبل إسرائيل ضد الفلسطينيين بعد أن خسرت تل أبيب هيبتها خلال الأيام الماضية، بعد عمليات نفذها فلسطينيون آخرها عملية بني براك.
وأكد على عدم وجود رغبة لدى السلطة أو الفصائل الفلسطينية في التصعيد ضد إسرائيل والتي تقوم بمحاولة "استفزاز الفلسطينيين"، مستبعدا أن يكون هناك مواجهة مفتوحة في الوقت الحالي، أو انتفاضة فلسطينية، في حين يمكن أن تستمر العمليات الفردية.
ملك الأردن لرئيس إسرائيل: الصراع مع الفلسطينيين طال كثيرا وسبب الكثير من الألم
ويرى الرقب أن المملكة الأردنية تبذل جهودا كبيرة خلال الأيام الماضية لتهدئة الأوضاع ووقف التصعيد الإسرائيلي، باعتبارها المشرفة على المقدسات الدينية في القدس، من خلال الزيارات المتبادلة مع المسؤولين الإسرائيلييين، لحثهم على وقف التصعيد، إلا أن ما حدث في القدس يدل على ضرب إسرائيل بكل المساعي والاتصالات العربية عرض الحائط.
وأشار إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد تصعيدا من قبل إسرائيل ضد الفلسطينيين وزيادة الاستفزازات للشعب الفلسطيني، مقابل ردات فعل محدودة من قبل الفلسطينيين، لن تصل إلى مرحلة المواجهة المفتوحة أو الحرب الشاملة.
مناقشة