أمريكا تقول إن العقوبات أضرت بعملة واقتصاد روسيا رغم تعافي الروبل من كل خسائره

قال مسؤول كبير في وزارة الخزانة الأمريكية، اليوم الجمعة، إن العقوبات الهائلة التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها "أضرت بالعملة والاقتصاد الروسيين بشدة، ودفعت روسيا إلى الانغلاق الاقتصادي".
Sputnik
وأضاف المسؤول، الذي تحدث للصحفيين شريطة عدم الكشف عن هويته، أن القيود الصارمة على النقد الأجنبي تعني أن قيمة الروبل لم يتم تحديدها من خلال العرض والطلب.
وادعى أن "نشاط السوق السوداء الناشئ أظهر انخفاضا حادا في قيمة العملة، وعكس ضعف الروبل كأداة مالية"، مضيفا أنه ليس لديه أي شك بأن العقوبات "ستضعف النشاط العسكري الروسي" على الفور، حسبما نقلت "رويترز".
ومع ذلك، تظهر بيانات التداول المتاحة على مختلف المنصات – بينها غربية – أن الروبل عوض تقريبا كل خسائره في أعقاب الإعلان عن العقوبات الغربية وتعافى تماما الآن، خاصة بعد إعلان موسكو تسعير صادرات الطاقة إلى الدول غير الصديقة بعملتها المحلية.
كيف حافظ الاقتصاد الإيراني على مرونته وأثبت فشل سلاح العقوبات الغربية؟
تشير بيانات شبكة "سي إن بي سي" إلى أن سعر صرف الروبل مقابل الدولار وصل مساء الجمعة إلى 83.6 روبل للدولار الواحد، وهو تقريبا نفس المستوى الذي كان عليه قبل بدء العملية الروسية في أوكرانيا.
وعلق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، بشأن تقييم أمريكا لتأثير العقوبات على بلاده بأن "الكرملين لا يتفق" مع ذلك.
وقال بيسكوف إن موسكو لا تتفق مع تقييم البيت الأبيض بأن سعر صرف الروبل لم يعد مؤشرا على وضع الاقتصاد الروسي، بل تعتقد على العكس من ذلك، من الممكن القياس عليه (أي الروبل)".
وأضاف المسؤول بالخزانة الأمريكية أن قيمة الروبل "لا يتم تحديدها من خلال التوريد والطلب بسبب القيود المفروضة على تداول العملات"، قائلا إن العقوبات تهدف إلى زعزعة الاقتصاد الروسي وإعاقة القدرة على إدارة القوة العسكرية.
وأشار إلى أن قيود التصدير على التكنولوجيا ستجعل من الصعب على العسكريين إنتاج المعدات، لافتا إلى أنه يبحث عن الثغرات في العقوبات على روسيا.
خبير اقتصادي: روسيا الآن أمام تحدي تجسيد الدفع بالروبل
وتابع أن نصف احتياطيات النقد الأجنبي للبنك المركزي الروسي، باستثناء الذهب، مغطاة بالعقوبات، لكن من المنطقي الحفاظ على الاستثناءات الإنسانية بسبب المخاوف الغذائية.
وقال إن السماح بدفع الديون الروسية يهدف إلى منع الأضرار التي لحقت بالمؤسسات المالية الغربية التي تحتفظ بديون موسكو.
من جانبه قال وزير المالية الروسي، أنتون سيلوانوف، يوم الاثنين، إن جميع نفقات ميزانية روسيا المقررة للعام الحالي سيتم تنفيذها، مضيفا: "سيتم الوفاء بجميع التزامات الميزانية وخاصة الالتزامات الاجتماعية على سبيل الأولويات".
بدأت روسيا في الساعات الأولى من صباح يوم 24 فبراير/ شباط، عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا بعد أن طلبت جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك المساعدة للدفاع عن نفسيهما من الهجمات المكثفة للقوات الأوكرانية.
وزير المالية الروسي: الحكومة اتخذت كل الإجراءات المالية اللازمة وموسكو امتصت صدمة العقوبات
وتهدف العملية، كما أوضح الرئيس فلاديمير بوتين، إلى وقف عسكرة أوكرانيا ومواجهة النازيين الجدد، وتقديم جميع المسؤولين عن الجرائم الدموية ضد المدنيين في دونباس، إلى العدالة.
قالت وزارة الدفاع الروسية إن العملية تستهدف البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا وأن المدنيين ليسوا في خطر. وتقول موسكو إنها لا تخطط لاحتلال أوكرانيا وإنما نزع سلاح كييف ووقف تهديداتها.
في الوقت نفسه، رد الغرب على العملية الروسية بفرض حزمة كبيرة من العقوبات بغرض تقويض إرادة موسكو وعزلها عن العالم كما يدعي، لكن روسيا أكدت أنها استعدت جيدا لمثل هذه الإجراءات التي توقعت حدوثها بغض النظر عن الموقف بشأن أوكرانيا.
مناقشة