من خلال موائد إفطار مجانية... تونسيون يتنافسون على مساعدة المحتاجين... صور

يعرف شهر رمضان عند المسلمين بأنه شهر الخير والعطاء، لذلك ترى الناس يسارعون فيه لمد يد المساعدة إلى المحتاجين من العائلات الفقيرة التي تحتاج إلى المساعدة.
Sputnik
وفي تونس، تكثر في هذا الشهر المبادرات الخيرية التي تنظمها الجمعيات وحتى المواطنون العاديون الذين يتنافسون على فعل الخير، سواء من خلال تنظيم موائد إفطار مجانية أو تقديم تبرعات مالية للمحتاجين من العائلات محدودة الدخل أو عابري السبيل أو الأرامل والأيتام.

"قفة رمضان"… تقليد راسخ

وتحولت "قفة رمضان" إلى تقليد سنوي ترسخ في عادات التونسيين خلال شهر الصيام، وهي عبارة عن سلة مليئة بوجبة الإفطار أو بمواد غذائية أساسية مثل البندورة المعلبة والزيت والطحين والسميد والحليب وأنواع مختلفة من العجين.
تونسيون يتنافسون على مساعدة المحتاجين من خلال موائد إفطار مجانية
وللعام الحادي عشر على التوالي يساعد "فراس فارس"، وهو كاتب عام جمعية ينابيع الخير التونسية، في تحضير قفة رمضان رفقة العشرات من المتطوعين وتوزيعها على العائلات الفقيرة في معتمديات دار شعبان وبني خيار من محافظة نابل (الشمال التونسي).
يقول فراس لـ "سبوتنيك" إنه الموسم عدد 11 الذي نوزع فيه قفة رمضان… هذه السنة سنؤمن 500 قفة للمحتاجين من أهالي دار شعبان و300 أخرى لمنطقة بني خيار".
ويؤكد فراس أن عملية اختيار العائلات المعوزة تخضع لمعايير محددة وتسبقها عملية تقصي وتثبت من الحالات الاجتماعية لدى الجهات الرسمية، حتى تذهب الإعانة لمن يستحقها فعلا.
تونسيون يتنافسون على مساعدة المحتاجين من خلال موائد إفطار مجانية
ينتشر كل صباح العشرات من المتطوعين من شباب الجمعية على الطرقات الرئيسية المساحات التجارية الكبرى لجمع التبرعات المالية من أهل الخير، والتي يتم تحويلها لاحقا إلى وصولات شراء توجه إلى المحتاجين.
يضيف فراس "إلى جانب القفة التي تحمل مواد غذائية أساسية بقيمة 80 دينارا، نوزع "وصولات الشراء" (كوبونات) على المحتاجين لاقتناء حاجياتهم من الغذاء بأنفسهم.. إنها الطريقة التي المحبذة لدينا لحفظ ماء الوجه بالنسبة للمحتاج وعدم احراجهم".
ولأن الفقر لا ينتهي بـ"قفة رمضان"، حرص أعضاء الجمعية على تحويل التبرعات إلى مشاريع صغرى قادرة على توفير مورد رزق دائم للعائلات المعوزة.
ويقول فراس: "انطلقنا الشهر الماضي في دعم مشروعين الأول يتمثل في بائع خضار متنقل والثاني نجار تقليدي، وما تزال الرحلة متواصلة".

موائد إفطار مجانية

في منطقة الصمار من محافظة تطاوين بالجنوب التونسي يجتهد "رؤوف بن سالم" بطريقته الخاصة في تجهيز موائد إفطار مجانية للمحتاجين وفاقدي السند أو عابري السبيل الذي يمرون من منطقته أو التجار الذين ينصبون سلعهم بعيدا عن مناطق سكنهم.
ويقول رؤوف متحدثا لـ "سبوتنيك": "إنه العام الأول لهذه المبادرة الخيرية التي يسعى من خلالها متطوعون إلى تحضير وجبات إفطار لفائدة العائلات محدودة الدخل طيلة شهر رمضان.. نحن نريد أن نكون مثالا يحتذى به في المناطق التونسية الأخرى".
ويؤكد رؤوف أن المبادرة نجحت في تأمين أكثر من 75 وجبة إفطار تطبخ يوميا وتوزع مجانا على بيوت العائلات الفقيرة.
ويضيف: "في الصمار يستحي الأهالي من الجلوس على موائد الإفطار الخيرية في الشوارع، لذلك نحرص على إيصال وجباتهم إلى بيوتهم حفاظا على راحتهم النفسية التي تهمنا كثيرا".
1 / 9
تونسيون يتنافسون على مساعدة المحتاجين من خلال موائد إفطار مجانية
2 / 9
تونسيون يتنافسون على مساعدة المحتاجين من خلال موائد إفطار مجانية
3 / 9
تونسيون يتنافسون على مساعدة المحتاجين من خلال موائد إفطار مجانية
4 / 9
تونسيون يتنافسون على مساعدة المحتاجين من خلال موائد إفطار مجانية
5 / 9
تونسيون يتنافسون على مساعدة المحتاجين من خلال موائد إفطار مجانية
6 / 9
تونسيون يتنافسون على مساعدة المحتاجين من خلال موائد إفطار مجانية
7 / 9
تونسيون يتنافسون على مساعدة المحتاجين من خلال موائد إفطار مجانية
8 / 9
تونسيون يتنافسون على مساعدة المحتاجين من خلال موائد إفطار مجانية
9 / 9
تونسيون يتنافسون على مساعدة المحتاجين من خلال موائد إفطار مجانية
ولا تقتصر وجبات الإفطار المجانية على العائلات محدودة الدخل، إذ يحرص رؤوف مع متطوعين في جمعية "رعاية وتأهيل وإدماج المعاقين"، ذوي الاحتياجات الخاصة، بالمنطقة على إعداد موائد إفطار تنصب في الشوارع وتفتح لعابري السبيل وللتجار الذين يداهمهم موعد الإفطار وهم بصدد بيع منتوجاتهم من الخضع والغلال وغيرها من السلع.
ويرغب رؤوف في إطالة عمر هذه المبادرة وتحويلها إلى عادة دائمة وأن لا تقتصر على شهر واحد من السنة وأن تنتشر في محافظات عدة وتكون سندا دائما للمحتاجين.

مبادرات تطرق باب المستشفيات

وللنساء اللاتي يرافقن أطفالهن المقيمين في المستشفيات العمومية نصيب من المبادرات الخيرية في شهر رمضان.
ففي مستشفى شارل نيكول في قلب العاصمة التونسية، دأبت "رحمة الطبوبي" وبقية أعضاء جمعية "اسمعني" على إعداد وجبات الإفطار لهؤلاء الأمهات.
تقول رحمة في مستهل حديثها لـ "سبوتنيك": "منذ سبع سنوات لم ننقطع عن عادة إيصال وجبات الإفطار والسحور لهؤلاء الأمهات، فالمستشفيات العمومية لا تتكفل إلا بالطفل".
وتضيف: "تقضي أكثر من 40 أما شهر رمضان في المستشفى لمرافقة أطفالهن طيلة فترة العلاج، ومعظمهن يأتين من مناطق بعيدة عن العاصمة ولا تتمكن من الخروج لتناول وجبة الإفطار".
ويحرص أعضاء الجمعية التي يقودها مجموعة من الشباب من مختلف الاختصاصات وأطباء وأخصائيون نفسيون على تأمين ما بين 30 إلى 55 وجبة إفطار وسحور يوميا يتكفلون بإيصالها إلى الأمهات.
ولا تتوقف مهمة رحمة ورفاقها على تأمين الأكل، فهي تؤكد أن مهمتهم الرئيسية تتمثل أيضا في تقديم الدعم المعنوي والإحاطة النفسية للأطفال المقيمين في المستشفيات.
للعام 11 على التوالي.. تونسي يحوّل مطعمه إلى مزار للمحتاجين خلال شهر رمضان... صور وفيديو
وتابعت: "نحرص على أن لا يشعر الأطفال بالعزلة داخل المرافق الصحية، لذلك نسعى إلى نقل أجواء رمضان إلى مكان إقامتهم، من خلال تنظيم أنشطة ترفيهية وألعاب وإحضار مهرجين ولاعبي خفة إليهم ليمكنهم التمتع بخدمات التجميل وتصفيف الشعر خلال العيد".
مناقشة