اليمن... هل أصبح الجنوب أكثر أمنا في وجود "الانتقالي والمقاومة"

حققت بعض المحافظات في جنوب اليمن حالة من الاستقرار الأمني مقارنة بما هو عليه الحال في عموم البلاد سواء في مناطق "أنصار الله" أو المحافظات التي تسيطر عليها الشرعية.
Sputnik
فهل حقق الانتقالي الجنوبي وقوى المقاومة الجنوبية حالة من الاستقرار الأمني مقارنة بما كان سائدا قبل 5 سنوات من الآن؟
بداية يقول المحلل السياسي من الجنوب اليمني علي الأسلمي، إن الوضع الأمني في عدد من المحافظات الجنوبية والتي يتواجد فيها المجلس الانتقالي مثل عدن وشبوة والضالع وغيرها، بها حالة أمنية جيدة وإن كانت هناك بعض الخروقات الأمنية "الإرهابية" التي لا يمكن لأكثر الأجهزة تطورا أن تمنعه بشكل كامل.

محافظات مستهدفة

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، رغم أن المحافظات السابق ذكرها هى محافظات مستهدفة، إلا أن القوات الجنوبية تمكنت من الحد من تلك الخروقات بصورة كبيرة والتي يقف ورائها أجنحة تابعة لحزب الإصلاح ودول أخرى إقليمية تقف خلفهم أيضا، وهى نفس الدول المرتبطة بدعم الحوثيين "أنصار الله".
"أنصار الله" تتهم التحالف العربي باقتياد سفينة وقود قسرا من غربي اليمن إلى جيزان
وتابع المحلل السياسي: "إذا ما قارنا الوضع الأمني في المحافظات الجنوبية التي تشرف عليها قوى المقاومة والمجلس الانتقالي قبل خمس سنوات واليوم، نجد أن هناك تغير كبير يمكن أن نصفه بأنه جيد جدا إن لم يكن ممتاز في الوقت الراهن، رغم أن هناك بعض المناطق يحدث بها اختلالات أمنية لأنها مستهدفة "مثل عدن".
وأضاف: "السبب في ذلك هو أن هناك لوبي يعمل من داخل الشرعية يحاول تفجير الأوضاع بشكل مستمر، كما أن الدولة العميقة التي حكمت اليمن لا تزال فلولها موجودة وإن كانت بشكل غير معلن، وما وصل إليه الانتقالي والأجهزة الأمنية في عدن وغيرها هو أمر جيد جدا في ظل الأوضاع القائمة".

طفرة أمنية

وأشار المحلل السياسي الجنوبي إلى أن "قوات الانتقالي والقوات الجنوبية بشكل عام حولت الأوضاع في عدن على سبيل المثال من الفوضى وضياع هيبة النظام، إلى مناطق تحتكم الآن للقانون والقضاء، فقبل 5 أعوام كان معدل التفجير اليومي الذي يحدث في عدن 4 عمليات في اليوم الواحد، أما المعدل الآن فتجده عبارة عن عملية اغتيال كل 6 إلى 7 أشهر رغم الظروف والتعقيدات وقرب المناطق التي يسيطر عليها الحوثي من تلك المحافظات".
المبعوث الأممي لليمن: أيام الهدنة الأولى هي الأكثر هشاشة وحساسية
وتابع: "نتمنى أن تزيد درجة الأمان وفقا لما سوف تسفر عنه المشاورات الجارية في الرياض سواء في الشمال أم في الجنوب".

الفرق واضح

من جانبه يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، العميد ثابت حسين، إذا ما أجرينا مقارنة بين الأوضاع الأمنية في الجنوب قبل وبعد سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي عسكريا وأمنيا، سنجد الفرق واضحا لصالح تحسن الوضع الأمني في الجنوب.
وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك": "لقد كانت الأوضاع الأمنية في الجنوب في منتهى الخطورة سواء أثناء سيطرة الحوثيين في بداية حرب 2015، أو بعد انسحابهم وعودة الحكومة الشرعية والذي ترافق مع سقوط أبين والمكلا بيد جماعات القاعدة و"داعش"، الإرهابية، بل وكادت عدن العاصمة هي الأخرى أن تسقط بيد القاعدة لولا الحملة العسكرية والأمنية التي خاضتها المقاومة الجنوبية بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي".
وأكد الخبير العسكري أن الأوضاع الأمنية في الجنوب الآن أفضل، مع حاجة هذه القوات إلى دعم إقليمي ودولي خاصة فيما يتصل بملف مكافحة الإرهاب.
ومنذ عدة أيام يشهد اليمن هدنة لمدة شهرين دعا إليها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ ووافقت عليها كل الأطراف، رغم تبادل الاتهامات الإعلامية بين أطراف الحرب بخرق الهدنة.
ورحب أعضاء مجلس الأمن الدولي أول أمس الاثنين، بالدعوة التي أطلقها غروندبرغ، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن، في الأول من أبريل/ نيسان الجاري لإعلان هدنة لمدة شهرين في اليمن والاستجابة الإيجابية من كافة الأطراف.
وأكد أعضاء المجلس في بيان لهم، الفرصة التي تتيحها هذه الهدنة لتخفيف المعاناة الإنسانية لليمنيين وتحسين الاستقرار الإقليمي، ووجهوا دعوة إلى جميع الأطراف إلى اغتنام الفرصة التي توفرها الهدنة والعمل مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة لإحراز تقدم نحو وقف شامل لإطلاق النار وتسوية سياسية شاملة.
وزير الخارجية اليمني يحذر من انهيار هدنة الأمم المتحدة السارية في اليمن ويتهم "أنصار الله" بانتهاكها
وأعربوا عن دعمهم الكامل لجهود المشاورات السياسية التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة، وكرروا التأكيد على الضرورة الملحة لعملية شاملة بقيادة يمنية، تحت رعاية الأمم المتحدة، مشددين على أهمية مشاركة النساء بنسبة 30 في المائة على الأقل بما يتماشى مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني على النحو المشار إليه في القرار 2216.
كما رحب أعضاء مجلس الأمن الدولي بمبادرة مجلس التعاون الخليجي للحوار اليمني اليمني التي انطلقت الأسبوع الماضي دعما لجهود الأمم المتحدة.
ويشهد اليمن منذ 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دوليا مدعوما بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 في المئة منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
8 سنوات من الحرب في اليمن
مناقشة