بعد رفضها إنقاذ حكومة بينيت.. هل تسهم القائمة المشتركة في عودة نتنياهو لرئاسة الوزراء؟

ضربات موجعة ومتتالية تصيب الحكومة الإسرائيلية بزعامة نفتالي بينيت، وتجعل التحالف الحاكم عرضة للانهيار في أي وقت، سواء بسبب عمليات الطعن الفلسطينية بالداخل الإسرائيلي، أو انسحاب النائبة اليمينية عيديت سيلمان.
Sputnik
وفي خضم محاولات بينيت إنقاذ حكومته، رفضت القائمة المشتركة تقديم أي دعم أو مساندة من أجل إنقاذ الحكومة، الأمر الذي طرح تساؤلات بشأن دعم القائمة محاولات سحب الثقة من بينيت ما يعني إمكانية تولي نتنياهو الحكومة مرة أخرى.
واستبعد مراقبون دعم القائمة المشتركة لنتنياهو لتولي الحكومة في ظل محاولتهم الإطاحة بحكومة بينيت، مؤكدين أن الحكومة الحالية بإمكانها الاستمرار في سدة الحكم، لكن تحتاج لنائب آخر من أجل تمرير القوانين الحكومية.

القائمة المشتركة وبينيت

وأكد رئيس القائمة المشتركة وعضو الكنيست أيمن عودة أن القائمة لن تساعد في إنقاذ حكومة بينيت من الانهيار بعد استقالة عيديت سيلمان. وقال عودة في مقابلة إذاعية: "لا يمكن الوصول إلى حكومة بينيت وإنقاذ حكومته، شاكيد في حكومة سيئة وهذه الحكومة لا يمكننا أن نكون جزءا منها".
وأوضح أنه لا يوجد احتمال بأن تساعد القائمة المشتركة الحكومة، مضيفاً:

"هذا لن يحدث ويجب أخذ أمرا مهما آخر في الاعتبار، وهو من المحتمل أن نذهب إلى صناديق الاقتراع".

وقبل أيام، خسر الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الذي يترأسه نفتالي بينيت اليوم الأربعاء، غالبيته البرلمانية مع إعلان النائبة اليمينية عيديت سيلمان انسحابها منه.

تغيير نظام الحكم

قال منصور دهامشة الأمين العام لحزب الجبهة، والقيادي بالقائمة المشتركة، إن القائمة تتخذ مواقفها وقراراتها بناء على مصلحة الجماهير العربية بالداخل الإسرائيلي، وما يفيدها، مؤكدًا أن رفض القائمة مساعدة نفتالي بينيت تصب في صالح الفلسطينيين.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، حكومة بينيت تعد أسوأ من حكومة نتنياهو، حيث هدمت عشرات المنازل، وصادرات الكثير من الأراضي في النقب وسائر المدن العربية، إضافة إلى ذلك قتلت ما يزيد عن 70 مواطنًا فلسطينيًا منذ توليها السلطة، مؤكدًا أن حكومة بينيت أكثر عنصرية وفاشية من نتنياهو في تعاملها مع المواطنين العرب.
في الوقت نفسه، شدد دهامشة على رفض القائمة المشتركة المساهمة في رجوع نتنياهو لسدة الحكم، وأنها تبحث عن طريق ثالث دون حكومة يمينية أو حكومة استيطانية، موضحًا أن القائمة تبذل جهودًا كبيرًا من أجل تقوية نفسها، لحصد أكبر عدد ممكن من المقاعد البرلمانية في حال حصلت انتخابات قريبًا، وذلك من أجل تغيير نظام الحكم في إسرائيل.
واستبعد دهامشة إمكانية انهيار حكومة بينيت، في ظل عدم امتلاك نتنياهو 61 مقعدًا في الكنيست يمكنوه من إسقاط الحكومة التي لا تزال تحظى بالأغلبية دون حاجة أو دعم من القائمة المشتركة، معتبرًا أن في حال كان الموضوع بيد القائمة المشتركة وعليها الاختيار، فستتخذ القائمة ما تراه مناسبًا وفق مصلحة الجماهير العربية والفلسطينية.

عرقلة عربية

بدوره اعتبر رئيس الحزب القومي العربي، أن القائمة المشتركة والتي تتكون من 3 أحزاب عربية ويهودية، رفضت بشكل عملي دعم حكومة نفتالي بينيت بعد استقالة عيديت الأخيرة، كما كانت منذ البداية ترفض دعم الائتلاف الحكومي وهي مستمرة في ذلك حتى الآن.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، مسألة انضمام القائمة المشتركة لمحاولات نزع الثقة من الحكومة التي يقودها نتنياهو واليمين الفاشي مستبعدة، حيث لا تريد القائمة تولي نتنياهو سدة الحكم، بل تريد تغيير الحكومة وألا يكون هو البديل، أو غيره من اليمين الفاشي.
وأكد أن حكومة نفتالي بينيت، والتي تتكون من 60 عضوًا تستطيع أن تستمر في مهامها بهذا العدد، لكنها لن تتمكن من تمرير القوانين الحكومية إلا إذا اتفقت مع نائب في الكنيست أو أكثر سواء من القائمة المشتركة أو أي حزب آخر.
وتابع:
"الوضع صعب بات للحكومة نصف مقاعد البرلمان فقط، مقابل نصف للمعارضة، لكن من الصعب حل الحكومة الآن، لأن نواب المعارضة لا يستطيعون نزع الثقة من الحكومة ويحتاجون لنائب آخر، ولا يمكن الجزم بتماسك حزب يمينا داخل ائتلاف حكومة بينيت، أو ربما نرى عضوا ينسحب ويذهب لليمين، وهو الأمر الذي ستكشف عنه الأيام القليلة الماضية".
ورحب زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو بقرار سيلمان. وقال نتنياهو الذي يتزعم حزب الليكود اليميني في تسجيل مصور مخاطبا النائبة :"عيديت إنك دليل على أن ما قادك إلى ذلك هو الاهتمام بهوية إسرائيل اليهودية والاهتمام بأرض إسرائيل، أرحب بك مجددا في أرض إسرائيل وفي المعسكر الوطني".
وأضاف: "أدعو كل من تم انتخابه بأصوات المعسكر الوطني للالتحاق بعيديت والعودة (إلى قاعدتهم)، سيتم استقبالكم بأذرع مفتوحة وبفخر".
ولتشكيل ائتلاف جديد خاص به من دون خوض انتخابات جديدة، سيحتاج نتنياهو إلى دعم 61 نائبا على الأقل. ولا يتمتع نتنياهو بهذه الغالبية.
مناقشة