مارين لوبان.. من هي المرشحة التي تنافس ماكرون على حكم فرنسا؟

مرة أخرى تدخل السياسية اليمينية الفرنسية مارين لوبان جولة الإعادة في الانتخابات الفرنسية أمام الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، ليعود القلق من فوزها.
Sputnik
وجرت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في فرنسا في 10 أبريل، وبحسب نتائج فرز 97% من الأصوات، فإن لوبان متأخرة بنسبة 4% عن الرئيس الفرنسي الحالي حيث أظهرت النتائج 27.6% من الأصوات لماكرون مقابل 23.41% لوبان. وستجرى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 24 أبريل الحالي.
ولوبان شخصية مثيرة للجدل في الداخل الفرنسي وفي أوروبا، بسبب مواقفها وأرائها التي يعتبرها البعض مهددة لفرنسا وأوروبا كلها، ومن بين هؤلاء ماكرون نفسه الذي علق على تمكنها من عبور الجولة الأولى من الانتخابات وصعودها للجولة الثانية أمامه، وقال: "لا نريد لفرنسا أن تعود إلى الوراء وتدير ظهرها للأوروبيين، ونريد أن نراها قوية في أوروبا وتتعاون مع الديمقراطيات الكبيرة للدفاع عن نفسها".
وهذه هي المرة الثانية التي تخوض فيها لوبان جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية الفرنسية في مواجهة إيمانويل ماكرون بعدما خسرت بنحو صوتين مقابل صوت واحد في عام 2017.
فالمرأة المولودة في 5 أغسطس 1968، تحمل تاريخا كبيرا عبرت فيه عن أراء صادمة لدرجة وصفها الإعلام الفرنسي بـ"ترامب فرنسا" نسبة إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والذي كانت له أراء وتصرفات مثيرة.
ميلونشون يدعو أنصاره إلى عدم التصويت لمارين لوبان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية
وهي حاصلة على شهادة الماجستير في القانون، وبدأت حياتها المهنية محامية، وشغلت مناصب قضائية، وانتخبت في عام 2004 عضوا في البرلمان الأوروبي وظلت محتفظة بمنصبها هذا حتى عام 2017.
وتشغل منصب رئيسة حزب الجبهة الوطنية (فرنسا) اليميني منذ 2011 وهي ابنة مؤسسه ورئيسه السابق جان ماري لوبان الزعيم اليميني الذي خاضت ضده صراعا حول زعامة الحزب، وتمكنت من إقصائه من رئاسة الحزب، وانتقد تصريحات والدها بشأن العنصرية و معاداة السامية.
ورغم ذلك لدى لوبان أراء لا تقل خطورة عن أراء والدها، خاصة موقفها من المهاجرين والمسلمين في فرنسا، وكذلك موقفها من انتماء فرنسا للاتحاد الأوروبي.
ودعا وزير خارجية لوكسمبرغ جان أسيلبورن، المواطنين الفرنسيين إلى منع لوبان من الفوز، معتبرا أن فوزها يمثل احتمالا مقلقا للاتحاد الأوروبي، وقال أسيلبورن قبل اجتماع مع زملائه من وزراء الاتحاد الأوروبي في لوكسمبرغ: "أشعر بقلق بالغ، أمل ألا تصبح لوبان رئيسة فرنسية".
وأضاف: "لن يكون هذا فقط انفصال عن القيم الجوهرية للاتحاد الأوروبي، بل سيكون تغييرا شاملا في مساره. الفرنسيون بحاجة لمنع هذا".
وأعلنت المرشحة اليمينية المتطرفة بعد تأهلها إلى الجولة الثانية من الانتخابات أنها "ستجعل من فرنسا قوة للسلم، وستبقى ضامنة لسيادة الفرنسيين، وستدافع عن فرنسا ضد الهجرة". وقالت إن "طموحها الأول هو وحدة الفرنسيين حول المشروع الشعبي الوطني، لكي يجعلوا من الأمة الفرنسية أمة متحدة نحو مصير واحد".
وسبق للوبان وكشفت أن أصولها ترجع إلى مدينة أسيوط بصعيد مصر.
وحسب صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية فإن أصول ماري لوبان تعود إلى عائلة ميكاليف من جهة جدتها لأمها، وهي عائلة مالطية انتشرت في شمال إفريقيا والشام، وهناك تزوجت من عرب ويهود وإيطاليين، بحسب الخبير الفرنسي في أنساب السياسيين، جان لوي بوكارونو، لافتا إلى أن أحد فروع تلك العائلة استقر في مصر، وتزوجت جدة لوبان التي وُلدت في الإسكندرية بشخص فرنسي عام 1907 في القاهرة، وكان يعمل مشرفاً في حظائر البناء.
وزير الداخلية الفرنسي: نتائج لوبان في الجولة الأولى دعوة للاستيقاظ
وحسب الصحيفة، قالت لوبان أثناء حفل عشاء أقيم بمصر على هامش زيارتها عام 2015، إن أم جدتها من جانب أمها وُلدت في محافظة أسيوط بصعيد مصر، في حين عاشت جدتها 20 عاماً في الإسكندرية.
ونشرت مجلة "بلاي بوي" صورا لوالدة ماري لوبان وهي عارية تماماً عام 1987، وذلك بعد طلاقها من والد ماري، السياسي الفرنسي الذي اشتُهر بآرائه السياسية اليمينية المتشددة. وكان الهدف من نشر هذه الصور هو النكاية في زوجها ووالد ماري، الذي كان يرى أن الشيء الوحيد الذي تنجح فيه المرأة هو الأعمال المنزلية والطبخ.
ويرى متابعون أن التصويت لصالح لوبان هو في الأصل تصويت عقابي ضد ماكرون، وقال وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين، إن نتائج زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، مارين لوبان، في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، هي دعوة للاستيقاظ لا يمكن تجاهلها.
وأوضح دارمانين عبر قناة "سي نيوز" التلفزيونية: "إن نتائج اليمين المتطرف، وخاصة بالنسبة للسيدة لوبان، هو جرس إنذار. ويجب الانتباه إليه".
وأضاف: "لقد حققت لوبان نتيجة مهمة، لا يمكن إهمالها. أريد أن أخبر الناخبين الذين صوتوا لمارين لوبان أننا سمعنا طلباتهم لإظهار التعاطف والاستماع إلى الطبقة العاملة".
وأشار إلى أنه على الرغم من حقيقة أن الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون فاز بالكثير من الأصوات، إلا أن الأحزاب الحكومية والأحزاب الجمهورية مثل الاشتراكيين والجمهوريين، لم تستطع البقاء في هذا السباق.
وأضاف وزير الداخلية: "الآن إيمانويل ماكرون هو الوحيد من بين الجمهوريين الذي فاز بعدد كبير من الأصوات".
مناقشة