ذبح القرابين في الأقصى... هل هو أحد الطقوس الدينية أم "صب للزيت على النار"

أعلنت جماعات الهيكل اليهودية المتطرفة، نيتها إدخال "قربان الفصح" إلى الأقصى ونشرت إعلاناً بمكافأة مالية لمن يتمكن من إدخاله إلى المسجد يوم الجمعة المقبل الموافق لـ14 رمضان.
Sputnik
غزة - سبوتنيك. ونشرت هذه الجماعات على مختلف منصاتها إعلاناً يدعو المستوطنين واليهود المتطرفين إلى المبادرة الفردية لتقديم "قربان الفصح" في المسجد الأقصى، واعدة من يتمكن من ذلك بمكافأة مالية.
الرئاسة الفلسطينية حذرت من خطورة إقدام مستوطنين متطرفين على فعالية "ذبح القرابين" في باحات المسجد الأقصى.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان صحفي إن "التهديد باقتحام المسجد الأقصى المبارك لذبح القرابين من قبل المتطرفين اليهود بحماية شرطة الاحتلال، إلى جانب التهديد بنشر المزيد من قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، سيؤدي إلى تصعيد خطير لا يمكن السيطرة عليه".
من جهتها حذرت فصائل المقاومة الفلسطينية، "الاحتلال والمستوطنين من اقتحام وتدنيس الأقصى وذبح القرابين"، مؤكدة أن "قيادة العدو تتحمل المسؤولية كاملة عن تداعيات هذه الخطوة التهويدية الخطيرة".
وقال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، حسام بدران، لوكالة "سبوتنيك" إن "سماح الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين بتنفيذ مخطط "ذبح القرابين" في المسجد الأقصى ستكون عواقبه وخيمة وغير متوقعة".
الفصائل الفلسطينية في غزة تعلن التعبئة الشعبية دفاعا عن الأقصى
وأضاف أن "أي اعتداء على مقدساتنا سيكون بمثابة اللعب بالنار؛ سلوك الاحتلال هو ما سيحدد رد فعل الفصائل".
وشدد بدران، على أن عمليات المقاومة الأخيرة في الضفة الغربية والمناطق المحتلة عام 1948 أثبتت أن الاحتلال الإسرائيلي يعيش حالة من الارتباك والعجز الأمني.
وكانت حركة "حماس"، قد حذرت من التصعيد الخطير في المنطقة حال أقدمت الجماعات المتطرفة على تنفيذ مخطط "ذبح القرابين" في المسجد الأقصى.
وقالت الحركة في بيان صحفي إن "موقف حركة حماس واضح وصريح بأن تنفيذ التهديدات بذبح القرابين في المسجد الأقصى المبارك، هذا يعني أن الاحتلال يعبث بصاعق التفجير الأكبر ويشعل المنطقة برمتها".
وأضافت: "نحن نتابع الأحداث ميدانياً، ونتابع ما يحدث في المسجد الأقصى المبارك من تطورات واعتداءات، وموقفنا في حماس نتخذه بناءً على ما يحدث في الميدان، وليس على ما يعلنه أو ينشره الاحتلال".
كما حذّر نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل الشيخ كمال الخطيب، أمس الثلاثاء، من خطوة إقدام المستوطنين على ذبح "قرابين الفصح" في المسجد الأقصى المبارك، يوم الجمعة المقبل.
وقال الخطيب إن "ذبح القرابين في الأقصى غاية في الخطورة وتعدٍ سافر على مشاعر المسلمين ويمثل نقلة نوعية في صلف حكومة الاحتلال".
وبين الخطيب أن خطوة ذبح القرابين، ليست خطة أو نية مخفية للمستوطنين، وإنما جزء من مشاريع ومخططات يتم التدرُّج في تنفيذها.
المتحدث باسم بينيت يكشف حقيقة اعتزام ذبح "قرابين" في المسجد الأقصى
تنوي الجماعات اليهودية المتطرفة عمل محاكاة كاملة لـ "قربان الفصح"، في منطقة القصور الأموية في القدس، في إطار تجهيزاتها لعيد الفصح اليهودي، الذي يبدأ مساء الجمعة 15 نيسان/أبريل، وتنوي الجماعات ذبح القربان فعلياً يوم الجمعة.
وتمثل عملية ذبح القرابين إحياء معنويا لهيكل المعبد المزعوم، وهو الطقس الأهم على الإطلاق من ضمن الطقوس التوراتية، وانطلاقا من معتقدات يؤمن بها اليهود، فعليهم القيام بعدة طقوس داخل الأقصى، من بينها الانبطاح الملحمي على الأرض، وصولا إلى ذبح القربان.
وهذا الطقس هو الوحيد الذي لم تقم به الجماعات اليهودية حتى الآن، وقد كان هذا القربان، حسب التوراة، يقدم يومياً داخل الهيكل، وقد قامت الجماعات اليهودية بتجارب في مناطق محيطة بالأقصى، حيث التجربة الأولى جرت في "لفتا" عام 2015، وبالقرب من جبل الطور 2016، وداخل البلدة القديمة في 2017، وعند السور الجنوبي في 2018، وعلى سطح مبنى يطل على المسجد الأقصى عام 2019.
ورغم تنفيذ جماعات الهيكل محاكاة لتقديم القربان ملاصقة للسور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، إلا أن معظم حاخاماتها و نشطائها قد باتوا مقتنعين بأن الوقت قد حان لتقديم القربان في الأقصى بعد المسيرة الطويلة من المحاولات خارج جدران المسجد.
مناقشة