أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت: سنواجه قرار هدم الإهراءات بكل الوسائل

نفذ أهالي ضحايا مرفأ بيروت إلى جانب وفد من نقابة المهندسين وقفة احتجاجية أمام تمثال المغترب، اليوم الخميس، ضد القرار الصادر عن مجلس الوزراء بهدم إهراءات (صوامع) القمح في مرفأ بيروت.
Sputnik
وقال ويليام نون، شقيق الضحية دجو نون، لـ"سبوتنيك": "إننا هنا اليوم لأن مجلس الوزراء كلّف المجلس الأعلى للإغاثة بالإشراف على هدم الإهراءات، وتم الإمضاء والموافقة على التنفيذ، وهذا يعني طمسا للجريمة".
وتابع: "نحن ضد الهدم، ويتواجد معنا الآن وفد من نقابة المهندسين الذين ناقشوا هدم الإهراءات، ووجدوا أن كلفة التدعيم أقل بعكس مما تدعي الحكومة".
وأشار إلى أن "وزير الثقافة محمد وسام المرتضى تحدث عن نصب تذكاري للتفجير خارج المرفأ كي لا تختلط الأمور على الناس، والوزير المرتضى، ومحافظ مدينة بيروت، والفنان رودي رحمة، تحدثوا عن المجسم، ونحن نريده إذا أرادوا نصبه لأنه يخلد أسماء الضحايا، ولكننا نريد أيضا الإهراءات لأنها ذاكرة جماعية لكل الناس وعندما يتم هدمها الناس ستنسى".
وقال إن "الإهراءات لا تشكل خطرا على السلامة العامة والمساحة التي تتواجد عليها غير صالحة للإعمار، ولن يستفيدوا منها، لذلك نطلب من الدولة عدم المس بها، وفي حال أرادوا أن يمضوا بالقرار سنواجه كل الآليات التي ستشارك بعملية الهدم، وبكل الوسائل، ومنها العنيفة كما حدث أمام منزل وزير الداخلية السابق محمد فهمي".
أهالي ضحايا مرفأ بيروت ينفذون وقفة احتجاجية
وقال نقيب المهندسين في بيروت، عارف ياسين، إن "هناك رأي علمي، والنقابة استقبلت عدة ندوات لخبراء دوليين ومحليين حول موضوع الإهراءات، وهي ليست دراسات، وتبيّن أن الجزء الشمالي من الإهراءات غير مستقر وخطر، ويميل مع الوقت، وأما الجزء الجنوبي مستقر، والجزء الشمالي قابل للانهيار مع الوقت، ويجب تدعيمه فورا، ولا يوجد مبنى لا يمكن تدعيمه".
واستشهد النقيب بمدينة هيروشيما وبمباني تضررت في الحرب العالمية الأولى والثانية، وتم ترميمها ولم تزل إلى يومنا هذا شاهدة على مآسي وويلات الحروب، "لذلك ولكي لا تتكرر المأساة يجب أن تبقى الإهراءات نصبا تذكاريا شاهدا في قلب مدينة بيروت".
وكانت قد نشرت نقابة المهندسين في بيروت بيانا اليوم الخميس 14 نيسان/أبريل، دعت فيه إلى تدعيم المبنى الذي يمثل الذاكرة الجماعية للمدينة وأهلها، رافضة القرار ﻷنه يعمل على إزالة شاهد على جريمة أصابت جميع السكان، وأثرت بالأخص على العاصمة وسكانها.
صحفيو تونس في مرمى التضييقات... 17 اعتداء خلال شهر مارس
وشددت النقابة على أن "إعادة إعمار وتأهيل المرفأ لا يجب أن تجري بشكل مجتزأ، بل ضمن رؤية شاملة ومخطط توجيهي واضح يعيد التفكير بشكل شامل بالمرفأ وخدماته وإمكانيات دمجه مع محيطه، كما دوره الاقتصادي، وعلاقته مع باقي المرافئ المحلية والإقليمية - باستثناء مرافئ الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة - بالإضافة إلى إعادة إحياء قطاع النقل البحري والبري وضرورة حماية وصيانة وتطوير المنشآت المرفئية".
واعتبرت أن "أي مبادرة إعمار أو ترميم، خاصة في ما يتعلق بالمرفأ والإهراءات، لا بد وأن تحصل بمشاركة الناس ومعرفة مفصلة منهم، وإعادة إعمار أي جزء منها يتعلق بشكل يومي بحياتهم اليومية وذاكرتهم وحاجاتهم".
وأكدت النقابة أن "السلامة العامة هي مهمتنا الأساسية في نقابة المهندسين، خاصة في هذا البلد الذي يتعرض بشكل مستمر لحقبات تدمير يتلوها مشاريع إعادة إعمار بشكل عشوائي وخاطئ".
أهالي ضحايا مرفأ بيروت ينفذون وقفة احتجاجية
كما شددت النقابة على أنها "المرجعية العلمية والهندسية الأولى في لبنان، ومن مهامها الأساسية متابعة كل الشؤون الهندسية، وخصوصا المشاريع التي يطال تأثيرها كل لبنان".
كما أكدت من الناحية العلمية والهندسية، أن "كل المنشآت المتضررة يمكن تدعيمها وترميمها مهما بلغ حجم الأضرار الإنشائية التي تعرضت لها، لذا فمن الضروري العمل على تدعيم الإهراءات المتضررة".
وأعلنت النقابة في بيانها أنه "لا بد من إيجاد الحلول التقنية المناسبة للحفاظ على هذا المبنى وحمايته، وتعقيبا على ما ورد سابقا، نطالب بإشراك المجتمع الذي له حق الاطلاع على مشاريع من هذا النوع، خصوصا لما لسكان المدينة من ارتباط بهذا المعلم، كما أنه ملك عام وذو استخدام عام وللناس الحق بتقرير مصيره".
مناقشة