"ماقامت به مجموعة الإتصال العربية أمر جيد، وقد يخدم مصلحة الأمن القومي العربي، لكن هناك الكثير من الإشكاليات والتساؤلات المشروعة التي تطرح في هذا السياق، هل مجموعة الاتصال العربية تمثل موقفا عربيا رسميا كجامعة الدول العربية؟ هل الموقف العربي موحد بخصوص العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا؟ هل هي وساطة بالإنابة؟ وما قدرة الدول العربية والأوراق التي تمتلكها في التدخل في هذه الأزمة وخاصة في ظل الكثير من المشاكل التاريخية العربية التي لم يتم حلها، فهل من الممكن أن تؤدي الأجواء العربية إلى انقسام واستقطاب إيديولوجي حاد في المنطقة؟ إذا اليوم ما تقوم به الدول العربية هو أقرب إلى مبادرة قد ينبثق عنها شيء، لكنها لا تشكل تأثيراً عربيا في ظل تباين الموقف العربي، هذه المساعي قد تفضي لنتيجة، لكنها تحتاج قراراً عربيا منفرداً، ويبقى السؤال الأهم، هل ذهبت مجموعة الاتصال العربية إلى روسيا دون التنسيق مع واشنطن ؟"
"في الواقع أرى الموقف العربي خجولاً وإلى حد ما متردد وفيه نوع من الضبابية، هم لا يستطيعون حتى الآن أن يقدموا قراءة عميقة للأحداث، العالم الآن يتشكل وهناك فرصة تاريخية للبلدان التي ارتمت قسرا في أحضان الفلك الغربي، تنقص رؤى استشرافية بحيث لا يتلكؤون في المواقف، المطلوب الآن فهم روسيا الحديثة وعدم التعامل معها بعقلية الحرب الباردة، هم لم يستوعبوا أن روسيا اليوم هي نسيج غربي ليبرالي وفيها ديمقراطية ليبرالية غربية وانتخابات وبرلمان حر واقتصاد مفتوح، العالم اليوم يتشكل أخلاقيا واقتصاديا وجغرافيا، ونحن في العالم العربي غير مطلوب منا أن نعادي الولايات المتحدة أو ننحرف إلى روسيا، المطلوب أن نحدد ونضع الإصبع على مصالحنا الوطنية وماذا تقتضي يجب أن نكون مؤمنين أن هذه فرصة تاريخية لإحقاق القانون الدولي بقوة القانون لا قانون القوة".
"أعتقد أن المجموعة العربية برئاسة الجامعة العربية تريد الاستقرار وحل الأزمة، الحقيقة انعكاسات هذه الأزمة تسببت بنتائج سلبية كثيرة على منطقة الشرق الأوسط وعلى العالم كله في شتى المجالات، وبدأ الاقتصاد يهتز في بعض الدول خاصة في الدول العربية، ولابد أن يكون هناك دوراً فعالاً لجامعة الدول العربية، أعتقد أن هذا الدور فعال وله رؤية تحترم فيما يخص هذا الأمر، وفيما جاء على لسان ضيفيك أعتقد أنني أتفق إلى حد كبير معهما في أن هناك تشتتاً عربياً وعدم توافق عربي على أزمات داخل الدول العربية، القرار العربي ليس موحدا في ظل الأزمات القائمة، والدولة المصرية دولة رائدة في الشرق الأوسط ولديها علاقات استراتيجية مع الطرف الروسي والأوكراني ومع الجانب الأمريكي، إذا هي طرف مقبول في إطار عمل جامعة الدول العربية وتمثل رأس حربة الجامعة العربية لتحقيق الاستقرار في المنطقة من خلال التوافق مع قرارات الأمم المتحدة".