خبير: بايدن يحاول إقناع الأمريكيين بأن ارتفاع الأسعار سببه بوتين وليس العقوبات على روسيا

اعتبر الخبير في الاقتصاد السياسي، الأردني زيان زوانة، أن الرئيس الأمريكي والحزب الديمقراطي يحاولان إقناع المواطن الأمريكي بأن ارتفاع الأسعار الحاصل في الولايات المتحدة، سببه روسيا والرئيس فلاديمير بوتين، ولفت إلى أن التحالف الغربي بقيادة أمريكا سيشهد مشاكل كبيرة بسبب العقوبات التي فرضت على روسيا.
Sputnik
عمان– سبوتنيك. وقال زوانة، في تصريح لوكالة "سبوتنيك" حول أثر العقوبات الاقتصادية المفروضة ضد روسيا، على أمريكا والغرب بأن بايدن شعبيته في الحضيض لأن المواطن الأمريكي العادي آخر النهار يهمه ما في جيبه، وكم سيدفع ضرائب وكم سيدفع للبنزين وكم سيكلف تعبئة ثلاجته بالطعام".
وأوضح زوانة أن ارتفاع أسعار هذه السلع بسبب العقوبات المفروضة على روسيا هي "ما يهم الأمريكي"، وبناء على ذلك فإنه رأى أن "شعبية بايدن تتراجع"، معتبراً أن هذا هو السبب في أن "بايدن يجوب الولايات الأمريكية وفقاً لخطة موضوعة كي يقنع الناس أن ما نحن به من ارتفاع أسعار فإن سببه بوتين وروسيا، وليست سياسات بايدن أو سياسات العقوبات التي فرضت على روسيا".
وأكد زوانة أن بايدن والحزب الديمقراطي يحاولان إقناع المواطن الأمريكي بأن ارتفاع الأسعار الحاصل في الولايات المتحدة هذا سببه بوتين.
وتناول زوانة أثر العقوبات، المفروضة على روسيا، على العالم بشيء من التوضيح، بقوله "العالم كله تأثر بهذه العقوبات لكن بدرجات مختلفة وأزمة الغذاء العالمي وارتفاع أسعار المواد الغذائية كانت قبل الأزمة [الروسية الأوكرانية] نتيجة ارتفاع الطلب الذي حصل بعد جائحة كورونا، وعززت هذا الارتفاع العقوبات الاقتصادية [على روسيا]".
وبناء على ذلك أشار زوانة إلى أن "العقوبات الاقتصادية تلحق الضرر في العالم كله"، ويستدل على ذلك بالعودة إلى "المؤسسات الدولية" التي يرى أنها "كلها تخفض من نمو الاقتصاد العالمي لهذه السنة التي نحن فيها ويقومون بتخفيض نسبة النمو في الاقتصاد العالمي بنسبة 1 ومن الممكن 2 بالمئة بما يعني أن هذه العقوبات ستلحق الضرر بالاقتصاد العالمي كله".
وأضاف زوانة أن "منظمة التجارة الدولية تقول إنه من الممكن أن التجارة الدولية نتيجة هذه العقوبات أن تنخفض بمعدل 20 بالمئة، وبالتالي أثر هذه العقوبات ليس على روسيا وحدها وإنما على العالم كله، لكن بدرجات مختلفة، ومن هنا نحن نرى عملية تصدع بالحلف الغربي بشكل تدريجي".
أمريكا تقول إن العقوبات أضرت بعملة واقتصاد روسيا رغم تعافي الروبل من كل خسائره
وبشيء من التوضيح يتناول القضية السابقة زوانة مبيناً أن "هنالك خلاف تحت الطاولة في الحلف الغربي بقيادة أمريكا لكن على نار هادئة جداً غير ملحوظة للمراقب، لكنها سوف تسخن".
وأوضح أن السبب يتلخص في أن مشاكل هذا الحلف "عويصة بسبب هذه العقوبات وهذه العقوبات ترتب عليهم أعباء في بلدانهم – وهذه نقطة مهمة – ترتب عليهم أحمالا سياسية"، مبيناً أن "تململ ورفض المواطن الأمريكي لأسعار البنزين سيضعف الوضع السياسي لبايدن" وأن "ذات هذا الكلام يمكن أن نأخذه في بريطانيا ويمكن أن نسحبه على باقي الدول الأوروبية وبالتالي هذا سيكون له أثر على الدعم السياسي الذي تتلقاه الحكومات الأوروبية من مواطنيها. ويضعف الحلف الغربي بقيادة أميركا ضد روسيا".
وتواصل القوات المسلحة الروسية، منذ 24 شباط/فبراير الماضي، تنفيذ العملية العسكرية الخاصة لحماية إقليم دونباس، من بطش القوات الأوكرانية
وأكد الرئيس، فلاديمير بوتين، أن روسيا لا تخطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية؛ موضحاً أن هدف روسيا يتلخص في حماية الأشخاص، الذين تعرضوا على مدار ثماني سنوات، إلى الاضطهاد والإبادة الجماعية، من قبل نظام كييف.
وردا على ذلك، فرضت الدول الغربية عقوبات غير مسبوقة على روسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا، مست القطاعين المالي والاقتصادي.
وشملت العقوبات حظر التعامل عبر نظام "سويفت" للمعاملات المصرفية الدولية وتجميد أصول المصرف المركزي الروسي في الدول الغربية، وكذلك إغلاق الأجواء أمام الطائرات الروسية؛ فضلا عن محاولات إيجاد مصادر بديلة للطاقة الروسية.
مناقشة