صواريخ غزة وقصف إسرائيل... هل يشهد القطاع حربا جديدة أم تنجح الجهود الدولية والعربية في التهدئة

في ظل محاولات دولية وعربية لاحتواء الموقف ووقف التصعيد المتوقع، يتخوف المراقبون من إمكانية نشوب حرب جديدة في قطاع غزة، بعد القصف الإسرائيلي الأخير على القطاع، واحتمالية رد المقاومة.
Sputnik
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية عن إطلاق عدة صواريخ من قطاع غزة، بينما حاولت القبة الحديدية اعتراض عدد منها، وذلك عقب شن طائرات إسرائيلية غارات على مواقع في القطاع.
وأوضحت الهيئة، اليوم الخميس، أنه "تم إطلاق عدة صواريخ من غزة والقبة الحديدية حاولت اعتراض عدد منها".
وجاء هذا بعد إعلان الجيش الإسرائيلي دوي صافرات الإنذار في البلدات والمستوطنات المتاخمة لقطاع غزة.
وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارات جوية، الثلاثاء، على قطاع غزة، بعد إطلاق صاروخ من القطاع باتجاه اسرائيل. واستهدفت الغارات الإسرائيلية موقعا أمنيا في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
وجاءت الغارات الإسرائيلية بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي أن منظومة القبة الحديدية للدفاع الجوّي اعترضت صاروخاً أُطلق مساء الاثنين من قطاع غزة باتجاه جنوبي إسرائيل.
لابيد: لن نقبل بإطلاق أي صاروخ من غزة على إسرائيل
مجرد مناوشات
اعتبر مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، أن ما يحدث بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مجرد مناوشات لن تصل إلى حد المواجهة العسكرية أو الحرب الشاملة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، قصف إسرائيل لبعض المواقع في غزة، ليس قصفا يمكن أن يؤدي إلى حالة اشتباك والمقاومة تترك الأمر وحساسيته، وكذلك إسرائيل لا تريد الانجرار للوصول إلى حالة من الاشتباك تؤدي إلى قيام المقاومة بضرب إسرائيل برشقات كبيرة لذلك هو يتحاشى الدخول في معركة مع المقاومة في ظل الهشاشة التي عليها حكومة بينيت والأوضاع الداخلية المضطربة.
وأكد أن هناك محاولات من الوسطاء لتهدئة الوضع وعدم وصول الأمر إلى حد الاشتباك، والأمر مرهون بتصرفات إسرائيل، فإذا لم يمارس عليه الضغط وقف إجرامه وإرهابه بحق المصليين والمسجد الأقصى، ويعمل على كبح جماح مستوطنيه ومتطرفيه، وإذا لم يحافظ على الهدوء وتجاوز الخطوط الحمر التي رسمتها المقاومة ستفشل جهود الوسطاء وسيكون هناك مواجهة بين المقاومة وإسرائيل ربما بشكل أوسع مما كانت عليه العام الماضي.
موقع عبري يكشف خطة إسرائيل المستقبلية لمواجهة غزة
تطورات ميدانية وسياسية
بدوره أكد مصباح أبوكرش، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن الإعلام العبري يحاول ترويج حدوث قصف متبادل بين الإسرائيليين والمقاومة الفلسطنة في قطاع غزة على غير الحقيقية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، قصفت إسرائيل قطاع غزة بواسطة سلاحها الجوي والبري، وذلك عقب سقوط قذيفة صاروخية بدائية الصنع تم إطلاقها من غزة باتجاه مناطق الغلاف الحدودي؛ هذا ولم يعلن أي فصيل فلسطيني عن تبنيه لعملية إطلاق هذه القذيفة.
وتابع: "اكتفت فصائل المقاومة الفلسطينية بالدفاع عن قطاع غزة أمام هذا القصف العنيف ولقد جاء ذلك باستخدام مضاداتها الأرضية المتواضعة وبعض طلقات رشاشاتها الثقيلة.
ويرى أبوكرش أن الفلسطينين والإسرائيليين بلغة السياسة لا يريدون خوض حرب في هذه المرحلة فلكل منهما حساباته وأسبابه التي تجعل من استخدام خيار الحرب أمرا مستبعدا؛ لكن جرت العادة في مثل هذه الحالات ان تكون للميدان كلمته العليا التي قد تفرض نفسها بأحداثها المتسارعة أو المفاجئة حتى على المستويات السياسية وهو الأمر الذي تجري محاولات إقليمية ودولية للسيطرة عليه.
وفي الشق الميداني، فإن مستوى الاحتكاك في الأماكن المقدسة سوف يتراجع بشكل كبير عقب انتهاء عيد الفصح اليهودي؛ لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل ستتوقف إسرائيل عن القيام بجرائمها في الضفة الغربية وحصارها لقطاع غزة؛ وهل سيتوقف الفلسطينيون عن القيام بعمليات فدائية؛ أو حدوث أي شيء مباغت في ساحة الصراع يؤدي إلى تفجير الموقف.
إطلاق عدة صواريخ من قطاع غزة والقبة الحديدية حاولت اعتراض عدد منها
وأوضح أن حالة الاشتباك ستبقى مستمرة ولن تتوقف واحتمالية نشوب حرب قائمة وبقوة ما لم يحدث تدخل سياسي دولي كبير يفرض على إسرائيل التوقف عن القيام بجرائم تمددها الاستعماري فوق الأرض الفلسطينية وحصارها لها.
وخلال الأيام الماضية، تحولت ساحات المسجد الأقصى إلى مسرح للمواجهات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية، عقب اقتحام الأخيرة المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين بالضرب بالهراوات وقنابل الصوت والغاز، ما أدى لإصابة أكثر من 200 فلسطيني بجروح مختلفة، ناهيك عن اعتقال أكثر من 400 فلسطيني ممن كانوا معتكفين داخل المسجد الأقصى.
وحدثت هذه المواجهات بسبب اعتراض الفلسطينيين على اقتحام مستوطنين يهود متشددين باحات المسجد الأقصى بالقدس، وسط حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية التي أخلت باحات المسجد من المصلين الفلسطينيين.
وأعلنت "جماعات الهيكل" اليهودية اليمينية المتطرفة عن تنظيم اقتحامات جماعية موحدة خلال أسبوع "الفصح العبري" للمسجد الأقصى، حيث تبدأ الاقتحامات الساعة السابعة صباحا من جهة باب المغاربة على فترتين يوميا وتستمر حتى اليوم الخميس.
إصابة 3 مستوطنين بـ"الهلع" جراء سقوط صاروخ من غزة في مستوطنة سديروت الإسرائيلية
مناقشة