خبراء: استثمارات ضخمة مرتقبة في سلطنة عمان بمجال الهيدروجين والأمونيا الخضراء

اتفاقيات واستثمارات واعدة تنتظرها منطقة الدقم في سلطنة عمان، ضمن مشروعات عملاقة في مجال الهيدروجين والأمونيا الخضراء.
Sputnik
وبحسب الخبراء فإن العديد من الاتفاقيات يرتقب توقيعها خلال الفترة المقبلة بين الشركات العمانية وأخرى عربية أوروبية. وأوضح الخبراء في حديثهم لـ"سبوتنيك"، أن الاستثمارات الضخمة المرتقبة تحقق أهداف السلطنة في عملية التحول وكذلك توفير فرص عمل كبيرة وبيئة استثمارية بديلة عن النفط.
وقبل يومين أعلنت شركة تي يو في راينلاند الدولية والمتخصصة في خدمات الفحص أنها قامت بإصدار أول شهادة تتعلق بالهيدروجين والأمونيا الخضراء وذلك لمشروع ضخم تعتزم شركتا سكاتك النرويجية وأكمي الهندية بناءه في سلطنة عمان بسعة إنتاجية تبلغ 1.2 مليون طن من الأمونيا الخضراء في الدقم.
وتؤكد الشهادة الصادرة أن المشروع يطبق جميع المعايير اللازمة وأن الأمونيا والهيدروجين اللذين سيتم إنتاجهما لديهما مستويات أقل بكثير من الغازات المسببة للاحتباس الحراري من الهيدروجين التقليدي أو الوقود الأحفوري.
وقال راجات سيكساريا، الرئيس التنفيذي لشركة أكمي: نحن فخورون بالحصول على أول شهادة الهيدروجين الأخضر في العالم الأمر الذي سيعزز من قدرتنا على تلبية احتياجات الأسواق الدولية في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا ومنطقة آسيا لتوريد الأمونيا الخضراء"، بحسب صحيفة "عمان".
رغم المؤشرات الإيجابية… هل يواجه اقتصاد سلطنة عمان تحديات في المستقبل؟
من ناحيته قال مرتضى اللواتي، الخبير الاقتصادي، إن المستقبل لن يكون للنفط خاصة في ظل تعدد أضراره وأن التطورات العلمية والتكنولوجية السريعة تحاول وبسرعة إلى إيجاد مصادر جديدة ونظيفة ومتجددة ومتنوعة من الطاقة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، إنه في ظل صعوبة الاعتماد على مصدر واحد لإنتاج الطاقة تم ضخ الاستثمارات بمليارات الدولارات في البحث والتطوير في مجال الهيدروجين والأمونيا، الذي ينظر إليهما أن يؤديا دورا مهما في تقليص الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري.
وأوضح أن إصدار شركة تي يو في راينلاند، المزوّد الدولي الرائد لخدمات الفحص، أول شهادة للهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في العالم لمشروع رائد سيُبنى في سلطنة عمان، يمثل أهمية كبيرة.
وبحسب الاقتصادي العماني فإن إنشاء مصانع لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء يمكن أن يكون في المنطقة الخاصة بالدقم، وهي المنطقة التي تتدفق عليها مليارات الدولارات لإقامة مختلف أنواع المشاريع .
ويتوقع الاقتصادي العماني أن الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء سيتم تصديرهما إلى أنحاء عديدة من العالم.
ويرى أن المشروع الكبير لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء يساهم في تحقيق أهداف عمان لتقليل الاعتماد على النفط وتنويع مصادر الدخل وتوفير فرص عمل أكبر.
عمان تشكل تحالفا وطنيا للهيدروجين بهدف صناعة الطاقة النظيفة
وتابع الاقتصادي العماني أن الهيدروجين متعدد الاستخدامات، إذ يحتوي على مجموعة متنوعة من التطبيقات، ويمكن استخدامه في مجالات عديدة مثل الصناعة والنقل، كما يمكن إنتاج الهيدروجين بعدة طرق منها الكهرباء، وأيضا يمكن توليدها من مصادر متجددة مثل الرياح أو الطاقة الشمسية، ولذلك تمت تسميته بالهيدروجين المتجدد.
ولفت إلى أن الأمونيا الخضراء، والذي يُنظر إليها على أنها قد تصبح أكثر أهمية من الهيدروجين الأخضر، تعد الوقود النظيف الأمثل في تحوّل الطاقة من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة، إذ يبحث العالم عن الطريق الأسرع للوصول على الحياد الكربوني.
من ناحيته قال الاقتصادي، خلفان الطوقي، إن سلطنة عمان مهتمة بالهيدروجين الأخضر بدرجة كبيرة منذ فترة، خاصة أن عمان هي إحدى الوجهات العالمية للاستثمار في الهيدروجين الأخضر المحلي أو الدولي.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن التعاون بين السلطنة وبلجيكا يهدف للاستثمار في الهيدروجين الأخضر، فيما أبدت شركات ألمانية رغبتها في الاستثمار ودعم توزيع الهيدروجين الأخضر.
وبحسب الطوقي، فإن السلطنة وقعت اتفاقية مع المملكة العربية السعودية من أجل التعاون في مجال الطاقات البديلة وعلى رأسها الهيدروجين الأخضر.
وأشار إلى أن بعض الاتفاقيات يمكن توقيعها خلال الأشهر المقبلة بين جهاز الاستثمار العماني والصناديق السيادية في المملكة العربية السعودية في هذا الإطار، ويشمل الأمر التعاون بين العديد من الشركات العمانية والسعودية.
مناقشة