"داعش ليبيا" الإرهابي يحضر لاستهداف المنشآت النفطية… وبرلمانيون يوضحون علاقة واشنطن بالظهور الجديد

انتقلت التوترات السياسية في ليبيا لمرحلة جديدة دفعت بتنظيم "داعش" الإرهابي للظهور مرة أخرى في الجنوب الليبي، وسط تساؤلات بمدى ارتباط الظهور الجديد بالانقسام الحاصل في طرابلس.
Sputnik
مسؤولون ليبيون أكدوا في حديثهم لـ"سبوتنيك"، أن ظهور التنظيم الإرهابي يرتبط بمجريات الأحداث السياسية، وأن التوقيت يشير إلى احتمالية تنفيذ عمليات إرهابية في مناطق النفط أو ضد قوات الجيش.
وتتنقل عناصر التنظيم الإرهابي في مناطق عدة بجنوب ليبيا منذ هزيمتهم في سرت، حيث تستغل العناصر طول الحدود مع دول الجوار الليبي للدخول والخروج والحصول على إمدادات، حسب العديد من سكان الجنوب.
وقبل أيام استهدف التنظيم الإرهابي أحد معسكرات الجيش الليبي، فيما استنكرت الحكومة الليبية المنتخبة من قبل البرلمان، برئاسة فتحي باشاغا، استهداف معسكرا للواء طارق بن زياد التابع للجيش الوطني الليبي بمنطقة أم الأرانب بسيارة مفخخة من قبل تنظيم داعش الإرهابي (المحظور في روسيا وعدة دول أخرى) الذي أعلن مسؤوليته عن العملية.
وعادة ما يقترن ظهور عناصر التنظيم في مكان ما ونشر صور عناصر بعمليات إرهابية يقوم بتنفيذها بعدها بأيام، أو فترات أطول، حيث تتبع التنظيمات الإرهابية هذا التكتيك في أكثر من منطقة.
اعتقال عناصر من تنظيم "داعش" بينهم قياديين في مدينة مسلاتة شمال غربي ليبيا
حول الظهور الجديد للتنظيم قال عضو المجلس الأعلى للدولة ناجي مختار، إن تنظيم "داعش" المحظور في روسيا، ليس بمنأى عن الصراع السياسي الحاصل في ليبيا. لافتا إلى أن الجنوب الليبي يعتبر ملاذا لمثل هذه التنظيمات بسبب جغرافيته الشاسعة.
ويرى أن توقيت ظهور التنظيم ونشره بعض الصور لعناصره في صحراء الجنوب هي رسالة سياسية ترتبط بالأزمة بين أطراف الصراع في ليبيا، كما أنه يؤكد على وجوده في ليبيا.
فيما يتعلق بالأطراف التي تقف خلف ظهور التنظيم الإرهابي من جديد، يرى مختار أنه مع الصراع السياسي و العسكري الليبي أصبح من الصعوبة تحديد المحرك للأحداث، خاصة في ظل وجود الأدوات في الداخل للخارج، ووجود الأطراف المحركة من الخارج على الأرض في الداخل على شكل سفارات.
فيما قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان الليبي، إن ظهور تنظيم داعش في الجنوب بالتزامن مع وصول عبد الحكيم بلحاج زعيم القاعدة في ليبيا، يؤكد رسائل واشنطن التي طالبت فيها بفتح الحقول النفطية بشكل فوري.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن العلاقة باتت واضحة بين تنظيم داعش والقاعدة و"الإنجليز"، وأن الهدف هو كسر حالة الاستقرار التي شهدها الجنوب الفترة الماضية.
وشدد على أن جميع المواقف تشير إلى احتمالية هجوم وشيك على الحقول النفطية والجفرة. لافتا إلى أن القوات المسلحة سترد بكل قوة على أية محاولات بضربات موجعة في عقر دارهم.
فيما قال عثمان بركة القيادي بالجبهة الشعبية لتحرير ليبيا، إن
الجنوب الليبي خارج سلطة الدولة الليبية، خاصة في ظل العبث بالديموغرافية والتعصب العرقي وهيمنة عناصر تشادية وما تسمي قبائل التبو وقبائل الطوارق.
ويرى أن هذه العناصر لديها علاقة بتنظيم بوكو حرام في مالي، وأن جميع هذه التنظيمات ترتبط أهدافها بنهب الثروات الليبية.
وشدد في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن واشنطن متورطة في كل ما يحدث على الساحة الليبية وأي تطورات محتملة.
ونشر التنظيم الإرهابي مؤخرا صورا لمقاتليه في منطقة صحراوية بالجنوب الليبي أثناء تجهيز أصناف مختلفة من الطعام وخلال تناول الإفطار، وأداء الصلاة.
ومنذ طرد تنظيم "داعش" من مدينة سرت نهاية عام 2016، يتحرك مقاتلوه في بعض المواقع الصحراوية جنوب ليبيا التي يصعب مراقبتها أو مطاردتهم فيها، ونفذ التنظيم بين الحين والآخر هجمات إرهابية استهدفت خاصة معسكرات تابعة للجيش الليبي.
فيما استهدفت قوات الجيش الليبي بعض التجمعات للتنظيم في صحراء الجنوب الليبي، وأكدت القبض على عدد من عناصره على فترات متفاوتة.
مناقشة