إن مجريات الأحداث في إقليم كردستان مقلقة جدًا، وذلك بسبب ضعف قدرات الردع لدى الحكومة المركزية، وكذلك لضبابية وعدم وضوح موقف إقليم كردستان من تركيا ومسألة قيامها بقضم الأرض من خلال عملياتها العسكرية في شمال العراق، والتي تثير الكثير من علامات الاستفهام حول هذه العمليات وحقيقة كونها موجهة ضد حزب العمال الكردستاني، ذلك أن الكثير من أماكن العمليات العسكرية بعيدة عن تواجد حزب العمال الكردستاني.
وتابع الشريفي: "هناك نوع من الضمانات تبنتها تركيا تجاه إقليم كردستان، رغبة منها في تحقيق نوع من الاستثمار في مجال الغاز في ظل إشكالية الغاز الروسي، لذلك جاملت تركيا الإقليم وأعطته رسائل اطمئنان على أنها ستقوم بضرب حزب العمال الكردستاني وتؤمن خطوط نقل الغاز والنفط، وهذه الرسائل ستصل إلى مرحلة التطبيق وعندها سينشب خلاف بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والأتراك حول مسألة الاستقلال، ذلك أن الأكراد سيكونون أمام وجه آخر لتركيا وإيران إذا ما حاولوا الذهاب باتجاه الكونفدرالية".
وأضاف الشريفي: "الوضع في كردستان معقد وينذر بأزمات، على الرغم من وجود إشارات إيجابية دولية تجاه مشروع إقليم كردستان، وهذا ما دفع برئيس الإقليم إلى طرح مسألة الكونفدرالية، فهناك خلل في الحكومة المركزية العراقية لم تستطع معه من مواكبة النظام الفدرالي، وهذا ما دفع بالإقليم إلى تبني خيار الكونفدرالية، نتيجة لضعف حكومة بغداد في الدفاع عن الإقليم عسكريا وأمنيا وسياسيًا".