مجتمع

جراح يكشف "مفاجأة" حول سبب وفاة أول شخص يجري عملية زرع قلب خنزير

عملية جراحية
كشف جراح أن الرجل الذي أجرى أول عملية زراعة قلب "خنزير" في جسده، توفي بسبب فيروس كان ‏مصابا به الحيوان.‏
Sputnik
وفي شهر يناير/ كانون الثاني، خضع المريض، ديفيد بينيت (57 عاما)، لعملية جراحية تجريبية للغاية في المركز الطبي بجامعة ميريلاند، حيث زرع الأطباء قلب خنزير معدل وراثيا فيه، بعدما كان يعاني من قصور في قلبه.
وبعد وقت قصير من خضوعه للجراحة، توفي بينيت في مارس/آذار، وقال المستشفى وقتها إن حالته ساءت على مدى بضعة أيام، ولم تقدم سببا دقيقا للوفاة.
وفي شهر نيسان/ أبريل الماضي، كشف جراح بينيت، بارتلي غريفيث، أن قلب الخنزير الذي تم زرعه في جسده مصاب بفيروس الخنازير (المعروف باسم الفيروس المضخم للخلايا في الخنازير)، والذي ربما يكون قد ساهم في وفاة بينيت.
مجتمع
صاحب أول قلب خنزير مزروع في جسده يثير جدلا بسبب جريمته البشعة قبل 34 عاما
وفي ندوة عبر الإنترنت استضافتها الجمعية الأمريكية لزراعة الأعضاء في 20 أبريل، تحدث غريفيث عن الفيروس ومحاولات الأطباء لمعالجته، وفقا لتقرير "إم آي تي ​​تكنولوجي ريفيو"، الذي نشر لأول مرة يوم الأربعاء الماضي.
وقال غريفيث في الندوة: "لقد بدأنا في معرفة سبب وفاة ديفيد بينيت"، وأضاف: "ربما كان (الفيروس) هو السبب في حدوث هذا الأمر برمّته".
وبعد وقت قصير من الجراحة التي أجراها ديفيد بينيت، راقب الجراح بارتلي غريفيث وفريق عمله تعافيه بشكل متكرر من خلال اختبارات الدم المختلفة، لكن في أحد الاختبارات فحص الأطباء دم بينيت بحثا عن آثار للفيروسات والبكتيريا المختلفة، واكتشفوا وجود "نقطة صغيرة" تشير إلى وجود الفيروس المضخم للخلايا في الخنازير، ومع ذلك، نظرا لأن مستوياته كانت منخفضة جدا، افترض الأطباء أن النتيجة قد تكون خطأ.
وكشف غريفيث أيضا في الندوة عبر الإنترنت أنه نظرا لأن اختبار الدم الخاص كان يستغرق ما يقرب من 10 أيام لإجرائه، لم يتمكن الأطباء من معرفة أن الفيروس بدأ بالفعل في التكاثر بسرعة، ونتيجة لذلك، قد يكون هذا قد أثار رد فعل يعتقد غريفيث الآن أنه من المحتمل أن يكون "انفجارا خلويا"، وهو عاصفة من الاستجابة المناعية المبالغ فيها التي يمكن أن تسبب مشاكل خطيرة.
وفي اليوم الـ43 من التجربة، اكتشف الأطباء أن بينيت كان يتنفس بصعوبة وكان دافئا عند لمسه، وفقد انتباهه وغير قادر على التحدث، وفقا لغريفيث.
وتابع، أنه في محاولات لمحاربة عدوى بينيت، مع الحفاظ على إبقاء جهازه المناعي تحت السيطرة، زوده الأطباء بالغلوبولين المناعي الوريدي، بالإضافة إلى "سيدوفوفير"، وهو دواء يستخدم أحيانا لمرضى الإيدز، بعدها ظهرت على بينيت علامات الشفاء بعد 24 ساعة، قبل أن تتدهور حالته مرة أخرى.
وقال غريفيث في الندوة عبر الإنترنت: "أنا شخصيا أشك في أنه طور تسريبا في الشعيرات الدموية استجابة لانفجاره الالتهابي، والذي ملأ قلبه بالوذمة، وتحولت الوذمة إلى نسيج ليفي، ودخل في قصور حاد في القلب الانبساطي".
وقال غريفيث خلال الندوة عبر الإنترنت: "إذا كانت هذه عدوى، فمن المحتمل أن نمنعها في المستقبل".
ويتمثّل التحدي الأكبر في عمليات زرع الأعضاء من حيوان إلى إنسان، بمرونة الجهاز المناعي البشري، إذ يمكنه مهاجمة الخلايا الأجنبية، في عملية تسمى الرفض وتحفيز استجابة ستدمر العضو أو الأنسجة المزروعة في النهاية.
ونتيجةً لذلك، تعمل الشركات على هندسة الخنازير بيولوجيا، عن طريق إزالة وإضافة جينات مختلفة للمساعدة في إخفاء أنسجتها من الهجمات المناعية المحتملة.
وكان القلب المستخدم في حالة بينيت جاء من خنزير خضع لـ10 تعديلات جينية بواسطة "Revivicor"، وهي شركة متخصصة في التكنولوجيا الحيوية.
مناقشة