تداعيات كارثية على الاقتصاد الأوروبي بسبب أسعار الطاقة…وخبراء يحذرون من العقوبات

حذر خبراء من تداعيات سلبية أكثر حدة على الاقتصاد العالمي، وخاصة في أوروبا إثر عزم دول القارة العجوز فرض عقوبات على مواد الطاقة الروسية.
Sputnik
وبحسب الخبراء، فإن محاولات إيجاد بديل للغاز والنفط القادم من روسيا باتجاه أوروبا غير مجدية، وأنها تدفع نحو تأثيرات كارثية على الاقتصاد العالمي والأوروبي بشكل خاص.
تشير البيانات والتوقعات الرسمية إلى أن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي سيتراجع إلى 3.7% عام 2022، وإلى نحو 2.3% عام 2023 بعد أن بلغ 5.7% عام 2021، وهو أعلى مستوى له منذ نصف قرن.
كما زاد معدل التضخم في أسعار المستهلكين بمعدل سنوي 7.9% في فبراير/شباط، وارتفعت أسعار المواد الغذائية 7.9%، وتكاليف السكن 4.7%، والملابس بنسبة 6.8%، وتكاليف الطاقة بنسبة 32%، والبقالة بنسبة 10%، وزيادة الإيجار بنسبة 4.4%.
وكان الجانب الأوروبي يقدر نسبة التضخم المترتبة على جائحة كورونا بنسبة 1.5%، في حين أنّ التضخم ارتفع إلى 5.8% في منطقة اليورو.
وشهدت أسعار النفط ارتفاعا، أمس الجمعة، في ظل تخوف المستثمرين من حدوث نقص فيه، على ضوء قرار "أوبك +" وبيان رئيس المفوضية الأوروبية.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة لشهر يوليو/تموز، لنفط خام برنت بنسبة 0.58% إلى 111.54 دولار للبرميل، والعقود الآجلة لشهر يونيو/حزيران، لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.55% إلى 108.56 دولار.
النفط يرتفع وسط مخاوف من نقصه
من ناحيته، قال المهندس ربيع ياغي خبير الطاقة اللبناني، إن جميع مصادر الطاقة حول العالم لا يمكنها منافسة الغاز الروسي بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن توجه الاتحاد الأوروبي للتخلي عن الغاز والنفط الروسي يؤدي إلى أزمة كبرى في الداخل الأوروبي وعلى مستوى العالم، خاصة أنه من غير الممكن إيجاد البديل لـ 50 في المئة من استهلاك الطاقة في أوروبا.
ولفت إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة يرفع نسب التضخم في أوروبا بشكل مباشر كما ينعكس على الأسعار في كل العالم، الأمر الذي يهدد بموجة ارتفاع كبيرة على مستوى العالم خاصة الدول المستوردة من الاتحاد الأوروبي أو أمريكا، إضافة لنسبة التضخم العالمي.
في المقابل يرى ياغي أن الدول المصدرة للغاز والنفط تستفيد بشكل كبير من ارتفاع الأسعار، وأن روسيا تستفيد من ارتفاع الأسعار، في حين أن الأسواق البديلة ومنها الصين والهند يمكن أن تحل محل بعض الدول الأوروبية في استيراد مواد الطاقة.
بدوره، قال مستشار الطاقة الليبي عبد الجليل معيوف، إن العديد من الدول تتعرض لصعوبات وخاصة الدول المعتمدة على الغاز الروسي(أوروبا )، إثر ارتفاع أسعار الطاقة.
فيما يتعلق بدول الشرق الأوسط، يشير معيوف في حديثه لـ "سبوتنيك" إلى أن عمليات التأثير متفاوتة وكذلك بالنسبة للتضخم.
ويرى أن المدى الزمني لارتفاع أسعار الطاقة يتوقف على فترة استمرار الأزمة العالمية، وقدرة (أوبك +) على ضبط السوق من خلال الموازنة بين العرض والطلب.
أوربان: فكرة فرض حظر على موارد الطاقة الروسية بمثابة "قنبلة ذرية" للمجر
وأمس الجمعة، قال رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، إنه بالنسبة لبودابست، يعد اقتراح الاتحاد الأوروبي بفرض حظر على موارد الطاقة من روسيا الاتحادية بمثابة "قنبلة ذرية".
وأضاف أوربان، قائلا: "يتجاهل رئيس المفوضية الأوروبية حقيقة أن دول الاتحاد الأوروبي في ظروف مختلفة تماما ويقدم اقتراحا يتجاهل المعايير الفردية للدول. لا يمكننا قبول هذا، لأنه بالنسبة للمجر يعادل القنبلة الذرية".
ونقل موقع "index.hu" عن أوربان، قوله: "سنحتاج إلى ما لا يقل عن خمس سنوات، بالإضافة إلى المال، حتى نتمكن من إعادة التنظيم إلى نظام مختلف وإعادة بناء المصانع، لذلك قمنا بإعادة اقتراح المفوضية الأوروبية للمراجعة".
وأشار أوربان إلى أن المجر مهتمة بإجراء حوار بناء، مضيفا: "إذا لم نعد الاقتراح، لكان التخفيض في تكاليف المرافق (البرنامج الاجتماعي في المجر) قد انتهى يوم الاثنين".
مناقشة