أمريكا تواجه أزمة في توفير أهم أنواع الوقود... كيف يتأثر اقتصادها؟

تشهد أسعار الديزل ارتفاعا كبيرا، الأمر الذي يزيد "الرياح المعاكسة التضخمية"، بسبب الدور الحيوي الذي يلعبه الوقود في الاقتصاد الأمريكي والعالمي.
Sputnik
يرجع ذلك إلى حقيقة أن الناقلات والقطارات والشاحنات جميعها تعمل باستخدام وقود الديزل، والأكثر من ذلك أنه يستخدم أيضا في الصناعات بما في ذلك الزراعة والتصنيع والمعادن والتعدين، بحسب تقرير لشبكة "سي إن بي سي".
وقال باتريك دي هان، رئيس قسم تحليل البترول لدى "جاس بادي" لتعقب أسعار الوقود: "الديزل هو الوقود الذي يمد الاقتصاد بالطاقة"، والأسعار المرتفعة ستترجم بالتأكيد إلى سلع باهظة الثمن، لأن تكاليف الوقود المرتفعة تنتقل إلى المستهلكين، خاصة في متاجر البقالة الأجهزة وأي مكان تتسوق فيه". بعبارة أخرى، ستظهر التأثيرات عبر الاقتصاد.
ما هي حروب العملة العكسية... وكيف تؤدي سياسات أمريكا إلى التفرقة مع حلفائها؟

ارتفاع أسعار الديزل

تأتي قفزة الأسعار في أعقاب الطلب المتزايد مع عودة الاقتصادات في جميع أنحاء العالم إلى العمل ورفع قيود الوباء، وأدى هذا بدوره إلى انخفاض المخزونات إلى مستويات تاريخية.
تُعرف منتجات مثل الديزل وزيت التدفئة ووقود الطائرات باسم "نواتج التقطير المتوسطة"، لأنها تُصنع من منتصف نطاق الغليان عندما يتحول الزيت إلى منتجات.
مخزون نواتج التقطير الأمريكية الآن عند أدنى مستوى منذ أكثر من عقد، وتعتبر هذه الخطوة أكثر تطرفا في الساحل الشرقي، حيث المخزونات عند أدنى مستوياتها منذ عام 1996. يتداول الديزل ووقود الطائرات في ميناء نيويورك الآن فوق 200 دولار للبرميل، وفقا لبنك "يو بي إس".
ابتعاد أوروبا عن الاعتماد على الطاقة الروسية يسرع من ارتفاع الأسعار السريع بالفعل، حيث تستورد الكتلة حاليا نحو 700 ألف برميل يوميا من الديزل من روسيا، وفقا لستيفن برينوك من شركة "بي في إم" للوساطة المالية.
وقال برينوك إن شح الإمدادات العالمية سيتفاقم بسبب اقتراح الاتحاد الأوروبي حظر واردات النفط الروسية، وإذا وافق عليه الاتحاد سيكون له تأثير كبير على أسواق المنتجات وخاصة الديزل، حيث هناك قلق متزايد الآن من أن "أوروبا قد ينفد لديها الديزل".
الصين... احتياطيات النقد الأجنبي أكثر من 3 تريليونات دولار رغم تراجعها
كررت شركة استشارات الطاقة "ريستاد" التحذير من هذه النقطة، قائلة إن خسارة المنتجات المكررة الروسية ستجعل نقص الديزل في أوروبا "أكثر حدة". لا تستطيع شركات التكرير زيادة الإنتاج لتلبية الطلب المتزايد، ومعدلات الاستخدام بالفعل أعلى من 90%.
في الولايات المتحدة، انخفضت طاقة التكرير في السنوات الأخيرة. أغلق أكبر مجمع تكرير على الساحل الشرقي - فيلادلفيا إنرجي سوليوشنز - بعد اندلاع حريق في يونيو/ حزيران 2019. يتم الآن إعادة تشكيل العديد من المصافي لإنتاج الوقود الحيوي، مما قلل أيضا من قدرتها.
تخضع بعض المصافي أيضا لفحوصات صيانة روتينية كانت متأخرة في أعقاب الوباء. عادة ما تعمل هذه المرافق بشكل ثابت - 24 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع - وبالتالي في مرحلة ما، يجب فحص الآلات.
قال دي هان إن الساحل الشرقي يعتمد بشكل كبير على مناطق أخرى من البلاد للحصول على المنتجات المكررة. الآن، تتنافس أوروبا على نفس أنواع الوقود لأنها تبتعد عن روسيا.

أسعار "غير مقيدة"

من المقولات الشائعة في أسواق السلع الأساسية "علاج ارتفاع الأسعار هو ارتفاع الأسعار"، لكن قد لا يكون هذا هو الحال هذه المرة، ووفقا لمصرف "يو بي إس"، يميل الطلب على نواتج التقطير إلى أن يكون أقل مرونة من أسعار البنزين.
بعبارة أخرى، في حين أن الأسعار المرتفعة في محطات الوقود قد تحد من طلب المستهلكين، ففي حال احتاجت الشركة ما إلى نقل سلع من النقطة "أ" إلى النقطة "ب"، فسوف تضطر لدفع هذه الأسعار المرتفعة.
ممثلو الاتحاد الأوروبي يفشلون في التوصل لاتفاق بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا
قال توم كلوزا رئيس أبحاث الطاقة العالمية في "أويل برايس إنفورمشن سرفيس" للتحليل، إنه في السنوات الماضية، كان برميل الديزل يُباع عادة بمبلغ 10 دولارات أعلى من سعر النفط الخام، واليوم، ارتفع هذا الفارق إلى مستوى قياسي فوق 70 دولارا.
وأضاف: "لقد أصبح غير مقيد، ومضطرب بعض الشيء. هذه أسعار لم نعتد على رؤيتها، وهناك اختلافات كبيرة في الأسعار في جميع أنحاء الولايات المتحدة".
مناقشة