مدير مركز"الاستشراف الإقليمي" يستبعد حصول مفاجآت في الانتخابات النيابية اللبنانية

أقفل لبنان المرحلة الأولى التمهيدية من الانتخابات النيابية مع إقفال صناديق الاقتراع في الخارج، أمس الاثنين، وأكد مدير المغتربين في وزارة الخارجية السفير هادي هاشم أن نسبة الاقتراع العامة بلغت حوالي 60 في المئة في مختلف القارات.
Sputnik
كما شهدت عدد من الدول حماسة لدى الناخبين في الإدلاء بأصواتهم، لا سيما في الإمارات العربية المتحدة بحيث شهدت أقلام الاقتراع في أبو ظبي ودبي زحمة ناخبين، إذ فاقت نسبة الإقتراع في دبي السبعين في المئة.
يتمحور السؤال الأساسي حول ما إذا كانت انتخابات المغتربين تمّهد لتغيير سياسي معين وقت انطلاق الإستحقاق الانتخابي الأساسي في الخامس عشر من مايو/ آيار الحالي.
مدير مركز "الاستشراف الإقليمي للمعلومات" عباس ضاهر اعتبر أن "مشهد الانتخابات للاغتراب اللبناني لغير المقيمين سيؤثر على الواقع السياسي اللبناني، لأن هذا الاغتراب هو من النسيج اللبناني وبالتالي يعبر في مكان ما عن الجو العام".
وقال ضاهر لـ"سبوتنيك" إنه "استباقاً للنتائج جرت محاولات وبروباغندا إعلامية بأن هناك قوى سياسية تفوقت على قوى أو مجتمع مدني وقوى تغيير تفوقت على قوى، وبتقديري، المشهد الذي كان موجودا في الاغتراب من الممكن أن نفصله بعدة أجزاء، الجزء الأول هو أن مجموعات كبيرة من الناخبين السنة في الدول العربية اتجهوا نحو دعم خيار قوى التغيير، المجتمع المدني، والسبب أن هذا هو الخيار الثالث ولا يريدون الدخول في الانقسام السياسي الحاصل بين الرئيس سعد الحريري المنكفئ من جهة وما بين الخيارات الأخرى كالرئيس فؤاد السنيورة وغيره المندفع ضد خيار الانكفاء، ذهبوا باتجاه قوى التغيير والجزء الثاني لأنهم يريدون القيام بالتغيير بعد أن عانى المغتربين تحديداً بموضوع الأزمات المالية التي أثرت عليهم وعلى ودائعهم في المصارف".
وأضاف: "أما عند الطوائف الأخرى رأينا المشهد في ألمانيا مثلاً ناخبي "حركة أمل" الجمهور الشيعي كانوا كتلة صعبة في بعض الأماكن باتجاه خيارهم السياسي لوائح الثنائي، أما لدى المسحيين فانقسموا بين القوات حيث هم أقوياء مثل أستراليا ودول أخرى كان فيها تعادل بالتوزيع السياسي وهذا يعبر عن النسيج اللبناني".
كما أشار ضاهر إلى أن "اندفاعة الناخبين ليست جديدة على الاغتراب، لأنه في العام 2018 كان هناك دول صوتت بنسبة 60 و75% وبالتالي السعودية في الـ 2018 كان عدد الناخبين أكثر من الآن إلا أن الفرق أن نسبة الناخبين الذين تسجلوا هذه المرة أكثر والسبب يعود إلى أنه في 2018 جزء من الموجودين الآن في دول الخليج وحتى الدول الأوروبية كانوا موجودين في لبنان وغادروا لبنان بعد 2018 بسبب الأزمات الاقتصادية والمعيشية وحتى أزمة كورونا".
ولفت إلى أن "نسبة 50% أو 55% هي نسبة جيدة بالمشاركة ولكنها ليست نسبة ممتازة، نسبة مقبولة وتعبر عن واقع انتخابي إلا أنها لا تعد مفاجأة على صعيد الانتخابات".
وتوقع ضاهر أن يكون "هناك تفاوت في لبنان في المرحلة المقبلة مثل عام 2018 نسبة "بيروت الأولى" 33% وكسروان جبيل 66%، فأعتقد أيضاً أنه في هذه الانتخابات سيحصل تفاوت بين دوائر بحدود الـ 30% ومن الممكن "بيروت الثانية" مثلاً أو بعض الدوائر السنية ونسب متقدمة جداً حوالي الـ 60 و65% ولكن جرت العادة في لبنان أن النسبة العادية المقبولة تتراوح بين ال 40 و55% وهي نسبة مقبولة في المشاركة ليست متدنية وليست مرتفعة، سنظل بهذا المستوى".
ورأى أن "خيارات الناخبين ستكون في الخارج باتجاه قوى التغيير أكثر، وكمركز دراسات كنا نتوقع من ستة أشهر مضت للآن أن يكون لدى قوى التغيير نسبة تأييد 20% في كل دائرة، ولكن حصل تراجع بسبب تشتت قوى التغيير أو بعض من منصات قوى التغيير لم تستطع توحيد صفوفها وبالتالي لم تؤد دورا إيجابيا في هذا المعطى، لذلك هذا ما سنلمسه في نتائج الانتخابات ستكون موجودة في بعض الدوائر وستأخذ مقعدا أو اثنين في بعض الدوائر وفي بعض الدوائر ستكون معدومة الوجود بسبب تشتتها".
ويستبعد ضاهر حصول مفاجآت كبيرة: "من الممكن وجود متغيرات ولكن ليست بالحد الكبير، المتغيرات كلها دون الـ 30 أو 25% ودون هذا الرقم لا يعد مفاجأة ولكنه تغيير في المزاج العام بنسبة مقبولة إلى حد ما".
وأوضح أن "الحكومة نجحت حتى الآن بإدارة العملية الانتخابية والناس تتقبلها لأنه لا يوجد حماسة كبيرة، وفي هذه الانتخابات المنافسة السياسية قليلة ولكن فيها للأسف نسبة المال الانتخابي أكبر من أي انتخابات مضت في المرحلة السابقة".
مناقشة