انطلاق عملية التصويت في الانتخابات البرلمانية اللبنانية

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في تمام الساعة السابعة من صباح اليوم، على أن تقفل عند الساعة السابعة مساء.

ويتنافس أكثر من ألف مرشح في جميع الدوائر الانتخابية، فيما تشهد مختلف الدوائر الانتخابية الخمسة عشر، تنافساً ما بين القوى والأحزاب السياسية التقليدية، مع تسجيل إمكانية حدوث خروقات محدودة لقوى التغيير التي تتشكل من تيارات المجتمع المدني وبعض المستقلين.

لكن الغموض يبقى سيد الموقف بالنسبة إلى الدوائر الانتخابية التي يشكّل فيها الناخب السنّي الثقل الأكبر، وذلك بعد إعلان "تيار المستقبل"، التيار الأقوى على الساحة السنّية، تعليق عمله السياسي وعدم مشاركته في الانتخابات النيابية، وهو الانسحاب الذي فتح شهية عدد من المرشحين لدخول المعركة الانتخابية، لا سيما في دائرة بيروت الثانية، التي عادة ما كان يترشح فيها رئيس الحكومة السابق وزعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري.

ففي دائرة بيروت الثانية تشكلت عشر لوائح انتخابية، للتنافس على نيل أصوات ثلاثمئة وسبعين ألف ناخب، وسط غموض يكتنف المشهد الانتخابي فيها، ومع احتمال أن تتوزع أصوات الناخبين على أكثر من لائحة انتخابية، وهي "بيروت للتغيير" المدعومة من المجتمع المدني، ولائحة "وحدة بيروت" المدعومة من "حزب الله" و"حركة أمل"، إضافة إلى لائحة "بيروت بدها قلب" التي يترأسها النائب فؤاد المخزومي، و"بيروت تواجه" المدعومة من رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة.

وفي دوائر شمال لبنان، الوضع يشوبه الغموض أيضاً، في ظل عدم خوض "تيار المستقبل" للانتخابات، لا سيما في دائرة الشمال الأولى التي تشمل محافظة عكار وتضم 4 مقاعد نيابية للسنّة، وكذلك دائرة الشمال الثانية، طرابلس – المنية – الضنية، والتي خصص لها ثمانية مقاعد برلمانية للطائفة السنّية.

أما في الدوائر المسيحية، لا سيما دائرتي جبل لبنان الأولى والثانية، فالمعركة الانتخابية الأساسية ستخاض بين ثلاثة أطراف، لا سيما بين "التيار الوطني الحر" الذي سيحاول الحفاظ على أكبر كتلة برلمانية في مجلس النواب، وحزب "القوات اللبنانية" الذي يأمل بالحصول على الأغلبية البرلمانية المسيحية، إضافة الى تحالف حزب "الكتائب اللبنانية" مع بعض المستقلين وعدد من النواب المستقيلين.

وفي دوائر الجنوب الثلاث، إضافة الى دائرة بعلبك الهرمل، فقد لا تختلف كثيرا خارطة توزيع المقاعد، لا سيما لناحية ظفر"الثنائي الشيعي" (حزب الله وحركة أمل) بأغلب المقاعد البرلمانية فيها، مع إمكانية حدوث خروقات محدودة في دائرة البقاع الأولى، إضافة إلى دائرة الجنوب الثالثة.

وعلى الساحة الدرزية، يخوض الزعيم الدرزي وليد جنبلاط معركة إثبات الوجود في دائرة جبل لبنان الرابعة/ الشوف – عاليه، إذ يحدد نتيجة الانتخابات مدى اقتراع الناخب السنّي في هذه الدائرة، ليشكل الرافعة للائحة "الشراكة والإرادة" التي يتزعمها النائب تيمور جنبلاط.

ومواكبة للانتخابات النيابية ومنعاً لحصول أي إشكالات أمنية، نفذ الجيش اللبناني انتشاراً واسعاً حول مراكز الاقتراع في مختلف المناطق اللبنانية، وعمل على إقامة حواجز ظرفية ودائمة وتسيير دوريات راجلة ومؤللة.