صحيفة أمريكية: عقوبات بايدن ضد روسيا سلاح ذو حدين... والولايات المتحدة في خطر

أشارت صحيفة أمريكية إلى أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات غير مسبوقة على روسيا، لكن استخدام الأدوات المالية كسلاح قد يحرم الولايات المتحدة من هيمنة الدولار.
Sputnik
وقال كاتب المقال فريد زكريا، عبر صحيفة "واشنطن بوست"، إن السياسيين في أجزاء مختلفة من العالم يشعرون بالحيرة من البحث عن فرصة لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي من أجل الحد من تداعيات العقوبات المحتملة المماثلة لتلك المفروضة على روسيا بعد بدء عملية خاصة في أوكرانيا، نقلاً عن مصادر في الهند والصين والاتحاد الأوروبي.
وبحسب زكريا، فإن الطريقة الوحيدة لهزيمة الدولار هي إيجاد بديل له، وتبحث الحكومات في جميع أنحاء العالم، من روسيا والصين إلى الهند والبرازيل، عن طرق لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة. وهكذا، على مدى السنوات العشرين الماضية، انخفضت حصة الدولار في احتياطيات النقد الأجنبي العالمية من 72 إلى 59 في المئة.
وقال الصحفي إنه في السنوات الأخيرة، زادت الولايات المتحدة عدد العقوبات التي فرضتها عدة مرات لأسباب متنوعة - من هجوم 11 سبتمبر/أيلول الإرهابي إلى مطالب المعارضة الداخلية بـ "فعل شيء" ضد أي دولة - على سبيل المثال ضد فنزويلا وكوبا أو إيران، مشيرا إلى أن "حربا اقتصادية من هذا النوع لم تؤد إلى تغيير الأنظمة في هذه البلدان، لكن الناس العاديين يعانون منها بشكل كبير".
وتابع كاتب العمود، بدأت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بشكل خاص في فرض حزمة كبيرة من العقوبات، حيث انسحبت الولايات المتحدة في ظل حكمه من جانب واحد من الاتفاق النووي مع إيران، وبدأ المنظمون الأمريكيون في فرض غرامات ضخمة على الشركات داخل وخارج البلاد، موضحا أن "مثل هذه الإجراءات تعمل فقط بسبب قوة الدولار".
صحيفة أمريكية تحدد الأمل الأخير للاقتصاد الأوروبي
من جهة ثانية، طالب زكريا الرئيس الحالي للبيت الأبيض، جو بايدن، أن يشرح للأمريكيين أسباب اتخاذ إجراءات معادية لروسيا، قائلا: "كيف يمكن للدولة مصادرة الممتلكات الخاصة، وكيف يمكن للناس أن يثقوا بالسلطات بعد هذه الخطوات"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة تقود العالم بأكبر اقتصاد في العالم، وسوق رأس المال السائل، والدولار العائم، ونظام قانوني لا يسمح باتخاذ إجراءات غير قانونية أحادية الجانب".
وخلص زكريا إلى أن "واشنطن فشلت مؤخرًا في تلبية المعيار الأخير. يجب على بايدن التأكد من أن إدارته في سياق القتال ضد روسيا، لن تُضعف القوة المالية العظمى الفريدة لأمريكا".
وشنت روسيا عملية خاصة لنزع السلاح في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي. ووصف الرئيس فلاديمير بوتين هدفه بـ "حماية الأشخاص الذين تعرضوا للإبادة الجماعية من قبل نظام كييف لمدة ثماني سنوات" ، كما أكد أنه لا يوجد حديث عن احتلال البلاد.
وردا على العملية الخاصة الروسية، أعلنت الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، عن عقوبات واسعة النطاق ضد موسكو، خاصة في القطاع المصرفي وتوريد منتجات عالية التقنية، كما أعلنت حكومات عدد من الدول عزمها التخلي عن موارد الطاقة الروسية.
مناقشة