المنطقة وتحديداً محافظتا الحسكة ودير الزور وأريافهما بين الفينة والأخرى تشهد خروج مظاهرات شعبية لأبناء القبائل العربية ضد ممارسات "قسد" وجيش الاحتلال الأمريكي، وهذه الاحتجاجات تركز على عدد من القضايا، منها، التجنيد الإجباري، منع التعليم، سوء الظروف المعيشية، وقضايا تتعلق بالحياة اليومية، هذه المظاهرات تأخذ منحى مسلحاً في بعض الأحيان، وما شهدته أخيرا قرى نهر الخابور انتهت بالتفاوض بين بعض وجهاء المنطقة ومجلس دير الزور العسكري في حقل العمر النفطي حيث قاعدة الاحتلال الأمريكي.
ما يحدث أبعد من أن يوصف بالتوتر، بل يدخل في مطلق الرفض للاحتلال الأمريكي وميليشيات الانفصاليين ومشروعهم الواهي لتقسيم جغرافيا الشمال السوري لما يحمله من مضامين تناحرات مجتمعة ثقافية وعرقية، الرفض لهذا المشروع يمثل غالباً مقاومة تنهج العمل المسلح من أبناء عشائرنا وأهلنا الذين يرفضون سيطرة "قسد" والاحتلال الأمريكي بشكل غير شرعي على أرض الجمهورية العربية السورية، ما يجري من توترات ناجم عما خلفه الاحتلال من معاناة معيشية فلا صحة ولا تعليم ولا خدمات، ما ذنب هذا الشعب ليعاني هذه المعاناة على أرض وطنه.
الخطر الأمريكي هو على كل الشعب السوري وليس فقط على أبناء القبائل العربية، ويجب استثمار الغضب الشعبي بعقلانية من خلال فتح الحوار بين كل مكونات الشعب السوري خاصة العرب والكرد، والدول المعنية بالوضع السوري، خاصة روسيا، أن تستثمر ذلك قانونيا من خلال مجلس الأمن ضد الإحتلالين الأمريكي والتركي، فيما يتعلق "بقوات سوريا الديمقراطية" بإمكاننا فتح حوار جدي معهم من خلال حوار سوري سوري وإيصال الرسالة الوطنية إليهم لقطع العلاقات مع الولايات المتحدة، ويمكن لروسيا الصديقة أن تلعب هذا الدور فعلاقتها جيدة مع قسد.
لهذه المنطقة أهمية سياسية واقتصادية كبيرة، من الناحية الاقتصادية، يوجد فيها النفط والزراعة وهي منطقة موارد سوريا الذاتية وسلتها الغذائية، سوريا تواجه عقوبات و"قسد" تشارك في حصار الشعب السوري، الحوار هو المخرج الحقيقي، سابقاً تمت دعوة قسد لأكثر من مرة للحوار برعاية روسية وانفتاح حكومي سوري، لكن "قسد" ترفض وتتجه نحو المشروع الأمريكي التقسيمي في المنطقة، على الحكومة السورية أن تدعم الاقتصاد والمشاريع في هذه المنطقة، ويجب فتح المعبر الحدودي بين سوريا والعراق كونه يحقق مخرجات سياسية واقتصادية كبيرة على هذه المنطقة.